أميركا قد تعلن اليوم “اكتشافا كبيرا” في مجال الاندماج النووي

أخبار حياة – يُتوقع أن تعلن وزارة الطاقة الأميركية، اليوم الثلاثاء، عن “اختراق علمي كبير” حققه باحثوها في مجال الاندماج النووي، وهي تكنولوجيا يُنظر إليها على أنها مصدر ثوري بديل للطاقة.

ويعمل العلماء منذ عقود على تطوير الاندماج النووي، والذي يصفه مؤيدوه بأنه مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة يمكن أن يسمح للبشرية في نهاية المطاف بإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يتسبب بأزمة المناخ العالمية.

ورفضت وزارة الطاقة إعطاء أي تفاصيل محددة حول ما ستعلنه الثلاثاء، لكن صحيفة “فايننشال تايمز” نشرت في نهاية الأسبوع تقريرا أثار الكثير من الجلبة في المجتمع العلمي.

وقالت الصحيفة، ومقرها في المملكة المتحدة، إن باحثين بمختبر “لورانس ليفرمور” الوطني في كاليفورنيا نجحوا لأول مرة في إنتاج “رصيد صاف من الطاقة” من الاندماج النووي، وهذا يعني إنتاج طاقة أكبر في التفاعل مما تم استخدامه في تفعيلها.

وقال الفيزيائي جيريمي تشيتندين من “إمبريال كوليدج لندن” إنه إذا تم تأكيد الإنجاز “فهي لحظة اختراق حقيقية مثيرة للآمال.. إنه يثبت أن الهدف المنشود منذ فترة طويلة، الاندماج الذي نتوق إليه، يمكن تحقيقه بالفعل”.

الانشطار والاندماج
ولإنتاج الطاقة، تستخدم محطات الطاقة النووية حول العالم حاليا الانشطار، الذي يقوم على شطر نواة ذرة ثقيلة. أما الاندماج فيجمع بين ذرتين من الهيدروجين الخفيف لتكوين ذرة أثقل من الهيليوم ويُطلق كمية كبيرة من الطاقة خلال هذه العملية.

وهذه هي العملية التي تحدث داخل النجوم، بما فيها الشمس.

وقالت “فايننشال تايمز” إن علماء مختبر لورانس ليفرمور الوطني أنتجوا مؤخرا حوالي 2.5 ميغا جول من الطاقة في تفاعل اندماج نووي، أو نحو 120% من 2.1 ميغا جول استخدمها الليزر لبدء التفاعل.

وستوفر هذه النتيجة أخيرا دليلا على المبادئ الفيزيائية التي حددها باحثو الاندماج قبل عقود، وستمثل ما قال توني رولستون، المحاضر في جامعة كامبريدج، إنه “نجاح للعلم”.

طريق طويل
ومثل الانشطار، يكون الاندماج خاليا من الكربون أثناء التشغيل، ولكن مزاياه لا تتوقف عند هذا الحد؛ فهو لا يطرح خطر حدوث كارثة نووية وينتج نفايات مشعة أقل بكثير من الانصهار.

ولكن الطريق ما زال طويلا قبل أن يصبح الاندماج قابلا للتطبيق على نطاق صناعي.

وقال تشيتندين “لتحويل الاندماج إلى مصدر طاقة، سنحتاج إلى زيادة ما نكسبه من الطاقة على نحو أكبر. سنحتاج أيضا إلى إيجاد طريقة لإعادة إنتاج التأثير نفسه على نحو متكرر وبتكلفة أقل بكثير قبل أن نتمكن من تحويل هذا بشكل واقعي إلى محطة لإنتاج الطاقة”.

وقال إريك لوفيفر، مدير المشروع في لجنة الطاقة الذرية الفرنسية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن ذلك قد يستغرق 20 أو 30 عاما أخرى.

ولكن خبراء المناخ يحذرون من أن العالم لا يمكنه الانتظار كل هذا الوقت لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من تأثيراتها الخطيرة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات