انخفاض أسعار الخضار يكبد المزراعين خسائر كبيرة

اخبار حياة – تواصل أسعار الخضار في سوق العارضة المركزي انخفاضا غير مسبوق في مثل هذا الوقت من الموسم رغم قلة الإنتاج.

ويجمع مزارعون على أن الموسم الحالي بدأ كارثيا وسيعود بالخسائر على المزارع وشركات تمويل المزارعين.

انحباس الأمطار وانخفاض الإنتاج وارتفاع الكلف الانتاج وأجور العمالة والنقل وانعدام التصدير، جميعها عوامل تزامنت لتوجه صفعة مؤلمة للقطاع الزراعي مع بدء الموسم.

ويبين المزارع صالح العدوان ان قيمة فاتورة البضاعة التي ارسلها الى السوق المركزي بعد خصم رسوم السوق وأجور الكمسيون بلغت دينارين وستين قرشا رغم ان اجور النقل تفوق هذا الرقم عشرات الاضعاف، ناهيك عن ثمن الصناديق الفارغة واجور القطاف وجميعها كلف تسويقية، لافتا الى ان هذه الحسبة البسيطة تبين حجم الكارثة التي يتعرض لها المزارع الذي تكبد فوق كل هذا كلف زراعة الارض ورعاية المحصول بِرَيّه وتسميده ورشه بالمبيدات لحين الوصول الى مرحلة الانتاج.

ويضيف انه وفي ظل هذه الأوضاع فإن التوقف عن قطاف المحصول سيكون الحل الافضل للحد من الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها المزارع لئلا تضاف على كاهله ديون جديدة، في الوقت الذي ما تزال فيه الحكومات عاجزة عن النهوض بالقطاع وايقاف النزيف المستمر لمكوناته في ظل استمرار اغلاق الأسواق الخارجية الكافية لاستيعاب الانتاج الزراعي.

ويؤكد العدوان أنهم لم يعهدوا هذا التدني في الأسعار منذ عشرات السنين، مبينا أن انخفاض الأسعار خلال الأعوام السابقة كان ينحصر في صنف او اثنين على الأكثر، أما هذا الموسم فإن الانخفاض طال غالبية اصناف الخضار.

ويؤكد المزارع وليد الفقير أن كلفة انتاج الكيلو في البيوت البلاستيكية تتراوح ما بين 35 – 45 قرشا لمحاصيل الكوسا والخيار والفلفل بنوعيه والباذنجان، ويضاف اليها أجور النقل والكمسيون ورسوم السوق المركزي في حين تتراوح اسعار بيع هذه المحاصيل في الاسواق المركزية ما بين 7 – 15 قرشا حسب الصنف والجودة، موضحا ان جميع انواع الخضار تباع حاليا بأقل من سعر الكلفة بأضعاف مضاعفة ما يكبد المزارع خسائر فادحة.

ويبين انه قام بزراعة ما يقارب من 30 دونما بالفلفل بلغت تكلفة زراعتها ما يزيد على 22 ألف دينار وبلغ مردود بيع إنتاجها 12 ألف دينار، ما اضطره الى اقتلاع الاشتال والتوقف عن زراعة الارض لتفادي اي خسائر اضافية، مشيرا الى ان الموسم الحالي من أسوأ المواسم التي مرت على مزارعي وادي الأردن منذ عقود.

ويشير الفقير الى ان العديد من المزارعين قاموا بإنهاء زراعاتهم باقتلاعها وزراعة اصناف اخرى على امل ان تتحسن الاسعار لاحقا، لافتا الى ان معظم المزارعين يضطرون الى قطاف انتاجهم وارساله الى الاسواق لإظهار حسن نية للتاجر الذي قدم له الدعم وامده بمستلزمات الانتاج ليتفادى ملاحقته قضائيا.

ويلفت المزارع فيصل البلاونة ان المعضلة الحقيقية الآن هي امتناع تجار المواد الزراعية عن تقديم الدعم للمزارع او ما يعرف بالبيع الآجل، لأن أي صاحب محل سيرفض تزويد المزارعين بالمواد الضرورية من اسمدة ومبيدات في ظل انخفاض اسعار البيع لأن ذلك يعني أن المزارع لن يستطيع السداد، موضحا ان الأوضاع الحالية ستؤول الى انهيار القطاع الزراعي بوادي الأردن لأن عدم قدرة المزارع على رعاية المحصول ستؤدي الى دماره.

ويقول، “قمت بإرسال محصول الخيار بعبوات 12 كغم الى السوق وجرى بيعها بسعر 75 قرشا للعبوة، علما أن كلفة تسويقها تصل الى 2.25 دينار عدا عن كلفة انتاجها، الامر الذي اجبرني على تحمل ما يقارب من دينار ونصف من كلفة التسويق منها مصاريف مستحقة كأجور عمال والنقل وثمن العبوات”، موضحا، “ما يمنع المزارع من التوقف عن جني المحصول ان التوقف عن القطاف سيؤدي الى تلف الاشتال وخسارة الموسم بأكمله على أمل ان تتحسن الاسعار لاحقا ويستطيع تعويض جزء من الخسائر”.

ويبين البلاونة أن كلفة انتاج الصندوق الواحد تختلف من صنف لآخر، إذ إن كلفة انتاج الزراعات المحمية تفوق ضعف تكلفة الزراعات المكشوفة، موضحا أن اسعار بيع الخيار والبندورة والباذنجان والفلفل وهي من الزراعات المحمية لا تغطي ثلث التكاليف ما يشكل كارثة حقيقية للمزارعين.

ويؤكد صاحب محل في سوق العارضة احمد المصلح ان أسعار البيع تراجعت بنسبة عشرة أضعاف مقارنة بالموسم الماضي، ما أدى الى خسائر كبيرة للمزارعين، لافتا الى ان التجار ممن قدموا الدعم للمزارعين هم الأكثر تضررا كون الاسعار الحالية لن تسعف المزارع بسداد اي شيء من التزاماته تجاه الممولين، خاصة وان معظم المزارعين منهكون ولا يوجد لديهم اي ضمانات.

ويوضح أن الممولين في مثل هذه الحالات لا يمكنهم فعل اي شيء مع المزارع الذي قام بفعل ما عليه بزراعة ارضه ورعاية محصوله وقطاف انتاجه إلا أن أسعار البيع جاءت مخالفة لاماله، وحتى إن قام الممول برفع دعوى قضائية بحقه فإنه لن يستطيع الحصول على شيء لأنه بالأصل لا يوجد لدى المزارع ما يملكه.

ويبين أن واردات السوق ما تزال منخفضة مقارنة بالمواسم الماضية، إلا ان غياب التصدير وضعف القوة الشرائية لدى المواطن هما السببان الرئيسان لانخفاض الاسعار كما هي عليه الآن، مشيرا الى أن حجم الانتاج الخضري يفوق حجم الاستهلاك ما يؤدي عادة الى زيادة العرض مقابل الطلب.

من جانبه، يؤكد مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين ان انخفاض الاسعار طال جميع اصناف الخضار دون استثناء، مبينا ان أسعار بيع صندوق الخيار تراوحت ما بين 0.7 – 2 دينار للعبوة والكوسا ما بين 1.8 و 2 دينار للعبوة والباذنجان المعلق بحدود 1.5 دينار للصندوق والباذنجان الأرضي بمعدل 0.7 قرش للصندوق والفلفل الحار بمعدل دينار واحد للصندوق والفلفل الحلو ما بين 1 و 1.5 دينار للصندوق.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات