موسم الزراعة في الأغوار “محبط”

أخبار حياة – علق مزارعو الأغوار الجنوبية آمالهم بأن يكون الموسم الحالي مختلفا عن المواسم السابقة، لوقف مسلسل الخسائر المتواصل منذ أعوام، وتحسين أوضاعهم، وسط تراجع أسعار الخضار مع بدء الإنتاج في باكورة الموسم.

ومع أن الإنتاج بدأ ضعيفا لأسباب عديدة من بينها أن مساحات الأراضي الزراعية التي زرعت الموسم الحالي بأصناف مثل البندورة كانت قليلة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن الأسعار تهاوت بشكل كبير، واقتربت من أسعار الموسم الماضي لتصبح غير مجدية لتغطية نفقات الزراعة، وفق العديد من المزارعين.

وكان مزارعو لواء الأغوار الجنوبية، يتوقعون بأن يبدأ الموسم الزراعي للعام الحالي، بشكل جيد وبيع إنتاجهم بأسعار جيدة على الأقل في الأسابيع الأولى من بدء الإنتاج.

وبحسب مزارعين، فإن صندوق البندورة الذي قد يزن 8 كلغم، بيع في أول عمليات الإنتاج بحوالي 75 قرشا، وفي أحسن الأحوال وصل سعره إلى دينار، في وقت كان يباع من دينارين إلى دينار ونصف بداية كل موسم، ناهيك عن بيع صندوق الكوسا والباذنجان والخيار بأسعار زهيدة وصلت إلى أقل من نصف دينار وأحيانا إلى 20 قرشا للخيار بالكيلو، وأقل منها سعر الباذنجان.

وأكد المزارع ياسر أمين من غور الصافي أن أسعار الخضار، وتحديدا البندورة، انخفضت بشكل كبير، مع بداية الموسم وجرى بيع الكميات المنتجة منها ولأسواق مختلفة بأسعار تتراوح بين نصف دينار ودينار للصندوق، حسب نوعية المنتج وكميته في الصندوق إضافة إلى أن أسعار الخضار الأخرى في مستوى متدن لم تصل إليه منذ سنوات وخصوصا في بداية الموسم.

ولفت إلى أن هذه الأسعار كانت معتادة بمنتصف الموسم أو نهايته لا بدايته كما يحصل الآن، حيث يتعرض المزارعون إلى خسائر مالية كبيرة من بداية الموسم، مشيرا إلى أن هذه الأسعار مع بداية الموسم، لا تبشر بالخير، وتشكل ضربة للمزارعين الذين لا يمكنهم الربح نهائيا أو حتى استرداد قيمة الكلف الزراعية، خصوصا وأن كميات الإنتاج ما تزال في بدايتها، وهناك كميات كبيرة من المحاصيل المختلفة لم تقطف بعد.

وأشار المزارع علي النواصره من غور الحديثة، أن المزارعين واستجابة لما حدث الموسم الماضي من خسائر قاموا بتخفيض المساحات المزروعة بمحصول البندورة إلى أكثر من النصف وقاموا أيضا بزراعة محاصيل أخرى على أمل تعويض الخسائر، لكن يبدو انه حتى مع تخفيض مساحات الزراعة وتنوع المحاصيل ما زالوا يتعرضون للخسائر، لافتا إلى أن مساحات واسعة من مزارع الخضار في الأراضي الزراعية بالأغوار الجنوبية قد أهملت في منتصف الموسم الماضي، وتحولت إلى مراع للمواشي، بعد أن أصاب المزارعون الاحباط واليأس من إمكانية تحسن أسعار الخضار.

وأكد رئيس جمعية التنمية المحلية في الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل أن المزارعين، كانوا يأملون بان تكون الأسعار جيدة في هذا الموسم، لتعويض خسائر الموسم الماضي، لكن ومع بدء الإنتاج تراوح سعر الصندوق الواحد للبندورة وزن 9 كغم بين 70 قرشا إلى دينار في أحسن الاحوال، ما يعني عدم تحصيل المزارع لكلفة الإنتاج حتى الآن، إضافة لتهاوي أسعار الخيار والكوسا والباذنجان وغيرها من الخضار التي يبدأ إنتاجها في الفترة الحالية بالأغوار الجنوبية.

وقدر الهويمل، بأن خسائر المزارعين في الأغوار الجنوبية، خلال العام الماضي قد تصل إلى نحو 7 ملايين دينار، نتيجة زراعات لم تجد تسويقا لها وبقيت أسعارها منخفضة دون كلفة الإنتاج ومن بينها البصل والبندورة وغيرها من المحاصيل.

ولفت إلى أن الموسم الماضي كان رؤية مئات من قطعان المواشي من الأغنام والأبقار ترعى في الحقول الزراعية هو المشهد المألوف، التي كانت قبل فترة مليئة بالعاملين من أبناء المنطقة الذين يعملون في قطاف المحاصيل في كل موسم، بعد توقف المزارعين عن قطف محاصيلهم، وتركها للمواشي بسبب تدني أسعارها، مطالبا بضرورة أن يتم بحث مشكلة الإنتاج والتسويق لمنتجات الخضار والفواكه من الأغوار الجنوبية بشكل جدي من قبل الجهات المعنية في الحكومة حرصا على بقاء المزارعين واستمرار عمليات الزراعة بالأغوار الجنوبية.

من جهته، أكد مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس مأمون العضايلة، أن أسعار بعض أصناف الخضار ما تزال جيدة وبعضها تراجعت أسعاره وهو الأمر الذي يعود إلى المزارعين انفسهم وكمية المحصول الذي يقومون بتوريده إلى السوق، لافتا إلى أن النبدورة ما تزال تباع بدينار واحيانا بـ 75 قرشا في حين هناك انخفاض بأسعار الخيار.

وبين أن الموسم الحالي يشهد انخفاض مساحات الأراضي الزراعية التي زرعت بمحصول البندورة قياسا إلى المواسم السابقة، حيث زرع ما مساحته 10 آلاف دونم فقط بالبندورة لصالح محاصيل أخرى مثل البصل والثوم والحمص، مؤكدا أن تراجع الأسعار يعود الى قيام المزارع بتوريد كميات كبيرة للسوق بفترة قصيرة وعدم قيامهم بتوزيع قطاف المحصول عى فترات للحصول على أسعار جيدة.

وتشير إحصائيات مديرية زراعة الأغوار الجنوبية، إلى أن المساحات الزراعية بالأغوار الجنوبية تقدر بحوالي 55 الف دونم، تزرع منها سنويا 35 ألف دونم كل موسم، بمحاصيل البندورة والخضار الأخرى، ونحو 12 ألف دونم بمحصول العنب ونحو 4 آلاف دونم بالموز.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات