أخبار حياة – أفاد حوار جمع نخب سياسية وأكاديمية وكتاب، أن الأردن مستعد للمواجهة مع الحكومة “الإسرائيلية” المتطرّفة إلى درجة غير مسبوقة.
وفي لقاء حواري عقده معهد السياسة والمجتمع بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أيمن الصفدي، عصارته أن الأردن مستعد للمواجهة مع حكومة نيتياهو و مُصرّ على رفض أطروحة صفقة القرن والتمسّك بالحل النهائي السياسي، وبحقّ الأردني في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وفي مقاله، قال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور محمد أبورمان، إن سيناريو المواجهة ينبثق عنه سؤالين رئيسيين: إلى أي مدىً سيمضي الأردن في المواجهة؟ وإلى أي مدىً يتوقع الأردن أن تمضي الحكومة الإسرائيلية الحالية في المواجهة واختراق القواعد كافّة وتجاوز الخطوط الحمراء الأردنية والدولية في محاولة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى أو شرعنة الاستيطان، أو حتى تغيير قواعد الاشتباك مع الفلسطينيين بما يجعل الأوضاع هناك على شفا جرف هار؟
ويكمل أبورمان في مقاله:
“يميّز مسؤولون في أوساط القرار في عمّان بين ما يصفونها بالثوابت الاستراتيجية في الموقف الأردني من جهة والتكتيك الدبلوماسي في مواجهة الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى، ويدعون إلى الذكاء والتفكير المعمّق في مسارات (وخطط) التعامل مع الواقع الاستراتيجي الجديد في المنطقة بأسرها، ومع الحكومة اليمينية بخاصة؛ والهدف محاصرة الحكومة الإسرائيلية دولياً وإقليمياً وليس العكس، أن يكون الأردنيون والفلسطينيون هم المحاصرين. وذلك يقتضي، وفقاً لهذه المقاربة، التخطيط الدقيق التفصيلي، ومن ضمن ذلك العلاقة مع الدول العربية التي اقتضت مصالحها ورؤيتها لمصادر التهديد أن تذهب نحو التطبيع مع إسرائيل وتوقيع اتفاقيات سلام، لأنّها (تلك الدول) ترى في إيران الخطر المحدق، فليس من الذكاء أن يأخذ الأردن موقفاً نقدياً معارضاً لتوجه هذه الدول، أو أن يصطدم معها، بل المطلوب أن يحاول الإبقاء على الحدّ الأدنى من التنسيق معها في ما يخص القضية الفلسطينية والموقف من سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
ويضيف أبورمان في مقاله “على الجهة المقابلة، من الضرورة أن ننتبه إلى قضية مهمة وخطيرة، تتمثّل في أنّ صفقة القرن لم تمت بذهاب الإدارة الأميركية السابقة (دونالد ترامب ومشروع صهره جاريد كوشنير)، بل تبدو هذه الوثيقة بمثابة خريطة الطريق الوحيدة المطروحة في المنطقة (في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية)، وإذا لم تتبنّها الإدارة الأميركية رسمياً، فهي تعمل بها عملياً، وديناميكياتها التي تقوم على الإدماج الكامل لإسرائيل في مشروعات اقتصادية وبنية تحتية، وربما أمنية وعسكرية لاحقاً، ما يعني تجاهل القضية الفلسطينية والحقوق السياسية للفلسطينيين بالكامل، ودفن المبادرة العربية للتسوية (ربطت التطبيع الإقليمي بالحل النهائي)، وهو الأمر الذي مثّل مؤتمر النقب أخيرا (عقد أخيرا في أبوظبي؛ الذي لم تحضره الأردن بالرغم من الضغوط الشديدة عليها)”.
ويردف قوله، “التقيت، قبل ندوة معهد السياسة والمجتمع (برفقة زملاء أكاديميين وكتّاب أردنيين)، المبعوث الأميركي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو، وكان الحديث عن الفرص المتبقية (إن بقي شيء) للتسوية السلمية، وكان واضحاً من النقاش أنّ الإدارة الأميركية لا تحمل مشروعاً للتسوية والسلام، وأنّ البديل هو الانتقال من المايكرو إلى الميكرو (من الأمور الكلية إلى التفصيلات اليومية)؛ مثل زيادة عدد الفلسطينيين من غزّة الذين يعملون في إسرائيل، دفع رواتب السلطة الفلسطينية، تهدئة الأوضاع بعد المواجهات العسكرية، إيجاد فرص عمل للفلسطينيين في الضفة الغربية، وهي أمور يُقصد منها الممكن والواقعي، لكنّ التفكير فيها خارج سياق الحل النهائي هو عين صفقة القرن والتطبيع الإقليمي وغيرهما من مفاهيم تخدم المشروع الصهيوني بوأد الحقوق الإنسانية والسياسية الفلسطينية”.