Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الرئيسيةصورة وخبر
أخر الأخبار

بالمال لا بالمناشير.. أشجار زيتون “المهراس” تواجه خطر الاختفاء

تستخدم لزينة الفلل والفنادق وبأسعار باهظة

أخبار حياة – يوسف أبورمان – من مزارعها في وسط وشمال المملكة، إلى أرصفة الفلل والقصور والفنادق، تواجه أشجار الزيتون المعمّرة، خطر الاختفاء والتلاشي.

يُقدم تجار وأصحاب مشاتل زراعية على خلع أشجار الزيتون المعمرة من النوع “الرومي” أو ما يطلق عليه بـ”المهراس”، لبيعها وبأسعار باهظة، لأصحاب الفلل لغايات الزينة.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الزراعة أن نقل هذه الأشجار يتم من خلال تصاريح؛ تمتلئ بعض المشتال بأشجار المهراس والأشجار المعمرة.

ويقول صاحب أحد المشاتل، غربي العاصمة، في حديث لـ”اخبار حياة“، أن أسعار الأشجار الرومية تترواح بين 300 دينار وتصل إلى 5 آلاف دينار.

وبين أن الطلب كبير على هذا النوع من الأشجار.

وأضاف أن نقل الأشجار وخلعها يتم من خلال تصاريح تعطى من وزارة الزراعة، لهذه الغاية.

وتؤسس هذه الظاهرة إلى تجارة جديدة، يسارع تجار للعمل بها، في الوقت الذي يحذر فيه بيئيون من استمرارها.

قوة رادعة لمنع استسهال بيع وتداول أشجار المهراس

وتحذر رئيسة جمعية دبين البيئية، الخبيرة في مجال البيئة، هلا مراد، من استمرار خلع ونقل هذا النوع من الزيتون، وإهمال قيمته التاريخية.

وطالبت مراد من خلال حديثها لـ”أخبار حياة“، بضرورة صياغة نظام قوة رادعة تمنع استسهال بيع وتداول أشجار المهراس، للحفاظ عليها، سيما وأن تجارا يبتاعونها من مزارعين بأسعار زهيدة.

وأكّدت أنه في حال استمرار خلع ونقل تلك الأشجار إلى الفنادق والفلل والقصور، ستختفي تلك الأشجار مع مرور الوقت.

ويشكل وزير الزراعة لجنة في كل مديرية من مديريات الزراعه المعنية، تسمى لجنة النظر في طلبات إزالة ونقل اشجار الزيتون المثمرة من الأصناف النادرة او المعمرة برئاسة رئيس قسم الثروة النباتية و عضوية رئيس قسم الحراج و مساح المديرية وتنظر بالطلبات المقدمة ضمن التعليمات وهي تعليمات إزالة و نقل أشجار الزيتون المثمرة من الأصناف الرومية النادرة أو المعمرة، وفق ما أفاد مدير مديرة الزيتون في وزارة الزراعة، الدكتور مراد المعايطة لـ”أخبار حياة“.

وعن حدود إعطاء التصاريح، قال المعايطة، “في حال الموافقه على الإزالة او النقل يصدر قرار من الوزير ويكون ساري المفعول لمدة ٦ شهور فقط”.
واكد أنه يتم النظر بكل طلب حسب التعليمات، التي تقول إن أشجار الزيتون التي يوافق على خلعها، بخاصة المعمرة منها، تنقل وتزرع في اراضي البلدية او المتنزهات العامة، وتتابع عبر الوزارة، وفي حال تعذر زراعتها هناك، تباع لأصحاب مشاتل خاصة، وتتابع بعد بيعها، وتفتح سجلات لمن بيعت لهم.

واكدت الوزارة في تصريحات صحفية منشورة سابقا، أن أشجار الزيتون التي يوافق على خلعها، بخاصة المعمرة منها، تنقل وتزرع في اراضي البلدية او المتنزهات العامة، وتتابع عبر الوزارة، وفي حال تعذر زراعتها هناك، تباع لأصحاب مشاتل خاصة، وتتابع بعد بيعها، وتفتح سجلات لمن بيعت لهم.

وكانت الجمعية الأردنية لمصدري منتجات الزيتون (جوبيا) قد اطلقت قبل أيام حملة وطنية لترويج زيت الزيتون المعمر (المهراس)، وذلك من خلال تغليفه بعبوات زيت زيتون بمسمى “عتيق”.

“المهراس” من أقدم السلالات الجينية للزيتون

وقدم مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، نزار حداد، خلال الحفل، عرضا عن إنجازات المركز الوطني للبحوث الزراعية في مجال تسليط الضوء على أهمية زيتون المهراس والقيمة التاريخية للأشجار علاوة عن جودة زيت زيتون المهراس.

وبيّن من خلال تحليل؛ الخارطة الجينية للمهراس تفاصيل الخصائص الجينية له، حيث يُعتبر من أقدم السلالات الجينية للزيتون في مناطق حوض البحر المتوسط.

وبيّنت تحاليل الخريطة الجينية للمهراس أنها الأقرب جينياً لتكون الأصل لزيتون إسبانيا وإيطاليا وقبرص والواقعة مع المهراس ضمن ذات المجموعة الوراثية، بحسب مُخرجات الدراسة.

واشار حداد إلى أن المهراس يعتبر أصلاً عريقاً، حافظ على كيانه عبر العصور، وأثبتت البصمة الوراثية له، تنوعه الوراثي الغني والفريد للزيتون في حوض المتوسط، مع ميّزات جينية ذات دلالات، تبين قدراته على التكيّف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية والحفاظ على نوعية زيت مميزة.

وقال إن من أهم نتائج هذا المشروع، تعظيم الاستفادة من الأصول الوراثية الأردنية، عن طريق المؤشرات الجغرافية لزيت المهراس الموثّق، موضحا ان نتائج التسلسل النيكلوتيدي لجينومه، بيّنت امتلاكه فرادته على المستوى الجزيئي، وأن هناك كمّاً هائلاً من الطفرات التي حدثت على أشجار الزيتون عبر السنين، فاقت الـ15 مليونا، منها حوالي نصف مليون طفرةً في المناطق الجينية ذات التأثير الكبير بتغيير الأحماض الأمينية.

زيت عتيق.. سفير شجر المهراس للعالم

وأطلقت الجمعية الأردنية لمصدري منتجات الزيتون (جوبيا) حملة وطنية لترويج زيت الزيتون المعمر (المهراس)، وذلك من خلال تغليفه بعبوات زيت زيتون بمسمى “عتيق”.

وتهدف الحملة إلى حماية وترويج سلاسة زيتون (المهراس) المعروف شعبيا بـ(الرومي)، بحسب ما بينت مديرة الجمعية الاردنية لتصدير منتجات الزيتون (جوبيا)، ربا دغمش، لموقع ”أخبار حياة”.

وتذهب الحملة إلى تعزيز الجانب السياحي، من خلال السياحة الزراعية، والترويج لشجرة (المهراس) من خلال عبوة زيت زيتون بمسمى (عتيق)، وتنفيذ برامج سياحية في مناطق انتشاره.

وتروج الجمعية الزيت من خلال عبوة أنيقة بمسمى (عتيق)، لتكون بمثابة سفيرة مع السياح كهدية رمزية تحمل معلومات وقيم معلوماتية وافية عن المنتج ونوعية الزيت وأصالته.

وأطلقت الجمعية اسم (المهراس) دلالة على الجمل الكبير، في إشارة إلى الحجم الكبير لشجرة (المهراس).

وانطلقت الحملة التي حضرها وزير الزراعة خالد حنيفات ووزير السياحة والاثار مكرم القيسي والسفير الهولندي هاري فيروي، وعضو غرفة صناعة عمان، المهندس موسى الساكت، وممثلين عن القطاع السياحي والفنادق والقطاع الخاص، من خلال مشروع دعم الخدمات الزراعية وصغار المزارعين في الأردن بقيادة منظمة ميرسي كور وبدعم من الحكومة الهولندية.

رئيس الجمعية الأردنية لمصدري منتجات الزيتون فياض الزيود أكد سعي الجمعية لإيجاد منافذ تسويقية لزيت الزيتون الأردني وخاصة المهراس (عتيق) من خلال تحسين جودة زيت الزيتون الأردني لينافس على مستوى العالم.

ونظرا للقيمة التي يمثلها شجر المهراس الأقدم في العالم، فإن مختصون يحذرون من الاعتداء عليه أو اقتلاعه، داعين إلى ضرورة الحفاظ عليه باعتباره قيمة زراعية وتاريخية وسياحية أردنية كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة