عصام قضماني
ستعلن شركتا الفوسفات والبوتاس عن ارباح قياسية عن السنة المنصرمة ٢٠٢٢.
أهم الرابحين في هذه النتائج هم المساهمون لكن بلا شك ان خزينة الدولة ستكون سعيدة بما سيأتيها من ايرادات من الضرائب ومن عوائد مساهمة الحكومة وكذلك صندوق استثمار الضمان الاجتماعي.
بلغت ارباح مناجم الفوسفات الاردنية خلال الربع الثالث من العام الحالي 2022 786.496 مليون دينار، بزيادة مقدارها 224.5%، عن ذات الفترة من العام الماضي 2021.
اما شركة البوتاس العربية، فحققت أرباحاً صافية بلغت حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي 477 مليون دينار، مقابل 142 مليون دينار في ذات الفترة من العام 2021، بنسبة ارتفاع بلغت 237٪..
هذه الأرباح ستغذي احتياطيات الشركتين لكنها في ذات الوقت ستلبي طموحاتهما في تمويل مشاريع توسعية جديدة لزيادة الانتاج في مواجهة طلب عالمي متزايد.
احتل قطاع التعدين مساحة كبيرة في وثيقة رؤية التحديث والتطوير، لا بأس من جلب استثمارات لمعادن لم تفتح خزنتها بعد، لكن التوسع في مناطق تعدين الفوسفات أو البوتاس هو شأن الشركات التي باتت تتمتع بخبرة واسعة وقطعت أشواطاً كبيرة في الإنتاج النوعي، واستقطبت شراكات دولية معروفة.
اليوم شركتا الفوسفات والبوتاس رقم عالمي صعب وهو ما يؤكده تهافت الصناديق والشركات العالمية لعقد شراكات جديدة مع الشركتين وفي الأفق قصير الأجل مشاريع هامة ستطلقها الشركتان في نقلة نوعية لقطاع التعدين.
هناك من سيقول ان ارتفاع أسعار الاسمدة بسبب الطلب الكبير وضع الشركتين وراء زيادة الارباح لكن لا يجب اغفال كفاءة الادارة في كلا الشركتين في استثمار الفرص وقد سبق القفزة في اسعار الاسمدة اصلاحات ادارية ومالية واسعة ساهمت في ضبط نفقات وكلف تشغيل مصانع كلا الشركتين.
لاول مرة تعمل الشركتان بتناغم وتنسيق وتعززان دخول اسواق جديدة وتتبادلان الخبرات في تحالف يخدم الاقتصاد الوطني.
زيادة الانتاج والربحية سترفعان مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي بما يحمله من إمكانيات توسع كبيرة.
استفادت شركات التعدين من «الخصخصة» بإدخال شركاء استراتيجيين تملكوا جزءاً في رأس المال، ولكنهم ساعدوا في تطوير وتسويق منتجات الشركات ما حولها إلى قصص نجاح حققت عوائد جيدة للاقتصاد الوطني.
صعود أو هبوط صادرات التعدين كما ارتفاع أو تراجع أرباحها عملية تخضع لآليات السوق والأسعار العالمية في منافسة قوية، لكن النمو الإنتاجي والتصديري للبوتاس والفوسفات تخضع لمحددات محلية من بينها الضرائب على التعدين التي ستحتاج إلى مراجعة..
إنتاج الشركتين من الأسمدة عالي الجودة، ولا يحتاج الأمر إلى استعراض وتشويش يأتي من هنا أو هناك للحد من طموحاتهما فقد كان كافيا ما شاع عليهما من وقت وجهد وتركيز في سياق صخب النقاش حول الخصخصة والبحث عن الفساد ما اضاع فرصا كثيرة وارباحا اكثر.
الحكومة شريكة في هذه الشركات إما بحصص أو بعائدات مشاركة ورخص أو بشراكة أو بعائدات الضرائب ولها فيها قوة التأثير بنفوذ الإدارة والحصص والقوانين.
