أخبار حياة – تفيد تقارير إعلامية أن البيت الأبيض يمارس ضغوطاً كبيرة على الأردن لحضور “مؤتمر النقب 2” في المغرب.
وأظهر سياسيون أردنيون حراكم ضد المشاركة رغم إصرار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومُستشار الأمن القومي جيك سوليفان لتأمين الحضور ومشاركة الأردن على طاولة الاحتلال في المغرب.
قمة النقب (2) ماذا تحمل؟
هذه القمة ستكون مختلفة قليلا، حيث تسعى واشنطن –ربما بطلب من الصهاينة- لأن يكون الأردن حاضرا في القمة، ويبدو أن الأردن لم يحسم موقفه بعد بشأن الحضور في الوقت الذي تعرض فيه الإدارة الأمريكية حضور وفد من رجال أعمال فلسطينيين إضافة لممثلي السلطة الفلسطينية لتأمين شرط الأردن بحضور فلسطيني.
وقال المحلل السياسي عريب الرنتاوي إن مؤتمر النقب يهدف إلى تكريس السلام الاقتصادي وإعطاء التطبيع أولوية على انهاء الاحتلال.
وأضاف في حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر إذاعة حياة اف ام، أمس، أن “إسرائيل” تسير في مسار اقتصادي تطبيعي مع دول عربية يهدد مصالح الفلسطينيين.
وأشار إلى وجود قلق شعبي من انسياق الأردن مع المسار التطبيعي الاقتصادي بسبب الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها.
ولفت إلى أن “أمريكا تسعى إلى هدفين في الفترة القادمة، هما: فرض هدوء في الضفة الغربية، ودمج إسرائيل في المحيط العربي”.
وأوضح أن الأردن يدرك أن المسار التطبيعي سيكون على حساب مصالحه، وأن “إسرائيل” بإجراءاتها باتت تشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل الأردن.
وبيّنَ أن الأردن ليس بمزاج الدخول بمواجهة مع الاحتلال ومخططاته، موضحاً أنه يسير بمسار التكيف الامر الذي اثار مخاوف شخصيات وطنية وازنة.
وشدد على أن الضغط على الأردن للمشاركة بقمة النقب، يأتي من قناعة أمريكية “إسرائيلية” بأن المسار الابراهيمي لن يكتمل بدون مشاركة الأردن والسلطة الفلسطينية.
وأفاد أن كلفة التكيف مع الاحتلال اعلى بكثير من كلفة المواجهة على المدى البعيد.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي حازم عيّاد إن القائمون على مؤتمر النقب 2 يحاولون الاستثمار والعزف في الواقع الاقتصادي الأردني، لإجباره على المشاركة.
وأضاف أن أمريكا تسعى إلى دمج “إسرائيل” في المنطقة العربية، من خلال بوابة التطبيع الاقتصادي.
وأشار إلى أن الأردن نجح خلال الفترة الماضية بتجنب حضور اللقاءات التطبيعية الاقتصادية مع الاحتلال.
وشدد على أن ضرورة عدم ذهاب الأردن في مؤتمر النقب، بسبب كلفته السياسية عليه.
وتابع: “هذا المؤتمر سيورط الأردن في إدارة القضية الفلسطينية وتخفيف الأعباء على الاحتلال”.
في 15 سبتمبر 2020، وقع كيان الاحتلال والإمارات والبحرين اتفاقيات لتطبيع العلاقات، والتي أطلقت عليها العصابات الصهيونية “اتفاقيات إبراهام”، وانضم إليهم المغرب والسودان فيما بعد، ومن ثم عقدت “إسرائيل” قمة النقب في مارس 2022 في مدينة النقب جنوب فلسطين السليبة، وضمت كلا من وزراء خارجية مصر والمغرب والبحرين والإمارات والولايات المتحدة، واتفقت الدول الست على عقد القمة سنويا، وحسب الادعاءات التي صدرت عن القمة الأولى، فإن تلك الدول ستعمل ضمن ستة مجالات: الطاقة النظيفة، والتعليم والتعايش السلمي، والأمن الغذائي والمائي، والصحة، والأمن الإقليمي، والسياحة.