أخبارحياة – رأى نائب نقيب الأطباء البيطريين الدكتور غضنفر أبو زنيد أن تداعيات جائحة كورونا قد يكون لها دور في انتشار الكلاب الضالة بالمملكة وتجمهرها في الأحياء السكنية والشوارع بشكل أكبر عن الفترات السابقة.
وأشار في حديث ليومية الرأي انه خلال فترة الإغلاقات بجائحة كورونا، قد تكون الحيوانات ومن ضمنها الكلاب الضالة شعرت بالأمان لعدم وجود الحركة والأشخاص بالشوارع؛ مما أدى لانتشارها بالأحياء السكنية، فكانت كميات الطعام بتلك الفترة كبيرة في الحاويات، كما ان إزالتها كانت تأتي متأخرا؛ وهذا من شأنه أن ولد شعور الأمان بالنسبة لها، واعتبارها الأحياء داخل المدن منطقة آمنة، فبقيت تتردد عليها بشكل مستمر ولم تبتعد.
واعتبر أبو زنيد أن الكلاب استشعرت الأمان والاستقرار آنذاك، وبقيت حتى بعد انتهاء الإغلاقات تتردد على الشوارع، ناهيك عن انه في كل عام وبالتحديد في الفترة من تشرين الأول ولغاية نهاية آذار نلحظ انتشار الكلاب وهي فترة تزاوجها، هروبا من البرد باتجاه الاحياء السكنية، حيث تشكل المباني السكنية مصدات للرياح، بالإضافة لتوفر الطعام في اماكن تجميع القمامة (الحاويات).
ولفت ان مشكلة انتشار الكلاب الضالة تحتاج الى تضافر جهود الاطراف المعنية، سواء وزارة البلديات أو امانة عمان أو وزارة الصحة ووزاة الزراعة ونقابة الأطباء البيطريين، فهناك حلول عديدة لكن العائق المالي قد يؤخر تنفيذ الخطط، مبينا ان كل بيت مأوى للكلاب الضالة يكلف حوالي 100 ألف دينار، ومن المفترض ان تكون موجودة على مستوى كل محافظة، حيث لا توجد بيوت مأوى إلا بمواقع معينة كعمان والخالدية والضليل والحلابات.
ونبه أبو زنيد الى ان سلوكيات المجتمعات تختلف بالتعامل مع الكلاب، فبعض الدول تتعامل مع الحيوانات دون أي شعور بالخوف، وهي مجتمعات تتفهم طبيعة سلوكيات الكلاب وقادرة بشكل كبير على ترويضها، وهناك مجتمعات تتعامل مع الحيوانات المستأنسة أي التي تخصها وتربيها فقط، لكن عند مواجهة كلاب الشوارع او الضالة، تلقائيا يتأهب المواطن بوجود عدوانية بينهما، وهذه الفئة بالغالب تكون بمجتمعاتنا العربية، وأخيرا المجموعات التي لا ترتقي لمجتمعات، ويكون لديها سلوكيات عدوانية تجاه الكلاب دون مبرر.
واقترح ان يكون هناك تعاون ما بين وزارة التربية ونقابة الأطباء البيطريين، لتسجيل مواد علمية تتناسب مع مختلف الأعمار من الطلبة، وبرامج مكثفة من كافة الجهات، لتنشئة جيل جديد قادر على التعامل مع الحيوانات، ومعرفة سلوك الكلب وتقليل الأذى وفرص النجاة من العقر، والوصول لردات الفعل الطبيعية والسريعة، وكسر الحاجز بين الإنسان والحيوان.
وعن الطريقة العلمية للتعامل مع الكلاب الضالة في حال صادفها الأشخاص بالشارع أو الأحياء السكنية، أكد أبو زنيد انها تتضمن ثلاث مراحل، الأولى عبارة عن إشارات التهدئة، كأن يكون الشخص اكثر هدوئا وثباتا وعدم الجري والهروب، بل يقف مكانه ولا يتحرك، مع تجنب التواصل البشري وعدم التحديق بعين الكلب وتجاهله، واخذ نفس عميق.
وتابع بأن الكلاب حساسة لأنماط التنفس، وهو يتفحص من يواجهه، وكلما كان اكثر هدوئا الشخص سيبقى الكلب بمكانه ويتخلى عن موقفه العدواني، مشيرا الى عدم الاقتراب منه مباشرة والمشي باتجاهه، انما التحرك بشكل منحني مع الحفاظ على مسافة مناسبة، كما ان الصراخ والاصوات العالية تستفز الكلاب وتصبح اكثر عدوانية.
أما المرحلة الثانية عندما تبدأ المواجهة المباشرة كما أوضح أبو زنيد، وهنا يجب الالتزام المستطاع بالثبات، وعدم تحريك اليدين للأعلى، وإذا كان مع الشخص طفل، عليه ان يبقيه خلفه ولا يحمله او يضعه أمامه، وهذه تعد خطوات لكسب الوقت.
وبين ان المرحلة الثالثة هي الاصطدام المباشر ما بين الشخص والكلب، وهنا التركيز على عدم السماح بأن يصل الكلب للنقاط القاتلة كالرقبة والرأس، وفي حال السقوط على الأرض يجب تكوير الجسم لحمايتهما، بحيث تكون مناطق العقر ليست بها.
ونوه الى ان احد القواعد المهمة هي، اذا هرب الإنسان فالكلب اسرع، والمواجهة المباشرة باتجاهه تزيد من فرص عدائية الكلب، فلا تهرب ولا تتوجه تجاهه، وهذه جميعها احتمالات لتقليل الخسائر قدر المستطاع.
وبخصوص الإسعافات الأولية في حال عقر كلب ضال أحد الأشخاص، أوضح: أولا يجب غسل الجرح بالماء الفاتر والصابون، ثم ترك ماء الصنبور على الجرح من مدة 5-10 دقائق، وإيقاف النزف من خلال وضع قطعة قماش نظيفة معقمة على الجرح، ووضع اي كريم مضاد حيوي او باودر على موضع الجرح ولفه بضمادات، ثم الإسراع الى الطبيب خصوصا خلال الـ 8 ساعات الأولى من العقر.
وعند الطبيب وفق أبو زنيد، فإنه يعطي المصاب جرعتين من لقاح داء الكلب في الأيام الثلاثة الأولى إذا تلقاه سابقا او لا، وإذا لم يتلقه يعطه 4 جرعات خلال 14 يوما، مشددا ان اختراق أسنان الكلب للحم، او خدش الطبقة السطحية للجلد يعد عقرا.
ونبه الى انه في حال ظهرت اي من العلامات التالية كالصداع والحمى والهياج والهلوسة والارتباك والغثيان والقيء، وصعوبة البلع والارق والكوابيس، ورهاب الماء، فإنه يجب زيارة الطبيب فورا، لأن المصاب قد يكون باتجهه للإصابة بداء الكلب الذي يسبب الشلل العضلي، والفشل التنفسي والوفاة.
من جهته بين أمين سر نقابة الأطباء البيطريين الدكتور سامح الفقيه ل”الرأي»، انه لا توجد احصائية دقيقة لأعداد الكلاب الضالة بالمملكة، والتي من المؤكد أنها موجودة باعداد كبيرة جدا، وتوجد عادة في المناطق البعيدة عن السكان في الصحراء والمناطق الجبلية والوديان، وتشتهر لدينا سلالة الكلب البلدي او الكنعاني، في حين تقدر وزارة الصحة حالات العقر العام الماضي بـ 6 الاف حالة.
وكشف ان الدول التي تكافح الكلاب الضالة، عادة تستخدم لقاحا ضد داء السعار يتم تصنيعه على شكل قطع من الطعام، ورميه في اماكن تجمعهم، وهو لقاح مكلف جدا ويصل ثمن الجرعة لـ عشرة أضعاف الجرعة الاعتيادية، وغير متوفر في المملكة.
ودعا الى ضرورة جمع النفايات في فترة النهار وعدم تركها طوال الليل، ووضع أغطية على الحاويات، حتى لا تجد الكلاب مصدرا للطعام، ناهيك عن تطبيق نظام التعقيم الـ ABC بشكل صحيح، وعلى مستوى الوطن بحيث تتحمل كل جهة مسؤولياتها.