تأجيل أقساط القروض.. “هروب من الواقع” أم للتخفيف على المواطنين

أخبار حياة – يدفع نواب باتجاه إصدار البنوك قرارا بتأجيل تسديد القروض لشهر أو شهرين، على أن يكون التأجيل من دون زيادة على الفوائد أو الأقساط.

ويأتي طلب تأجيل القروض تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك ومن ثم عيد الفطر السعيد، وتخفيفا على المواطنين وليتمكنوا من قضاء احتياجاتهم، في مطلب بدا يتكرر مع كل مناسبة.

وقال النائب ضرار الحراسيس إنَّ مجلس النواب رفع مذكرةً إلى جمعية البنوك الأردنية، طالبَ فيها تأجيل أقساط قروض المواطنين، شريطة عدم رفع الفائدة.

وأَضاف الحراسيس ، في حديثه لـ“أخبار حياة”، أنّ من شأن هذا التأجيل، تعزيز القوة الشرائية وإحداث سيولة في السوق الأردنية، خاصة في ظلّ موجة التضخم الأخيرة.

كما أكّد أيضًا، أنّ القرار النهائي في يد المواطن، فيستطيع عدم تأجيل قسطه إن لم يرغب بذلك.

زوانة: هروب من الواقع 

قال الخبير الاقتصادي والمختص بالاقتصاد السياسي، زيان زوانة، أن أية سيولة يجري الحديث عنها ناتجة عن تأجيل أقساط القروض هي سيولة خيالية.

وبين أن نتيجتها عيش المقترض الاردني في عالم خيالي ومصيدة يتم إيقاعه فيها، حيث أن المقترض يشعر بأنه خالي الدين فيستمر بالإنفاق ليقع في مصيدة أقسى تتمثل بتراكم فائدة القرض عليه أو بتمديد عمر القرض أو كليهما، ما يعني أنه يبقى رهين دينه هو وأسرته.

وأوضح زوانة في حديث لـ”اخبار حياة“، أن زيادة أسعار الفائدة تعرقل الاستثمار نتيجة ارتفاع أكلاف التمويل وبالتالي انكماش فرص التشغيل وارتفاع معدلات البطالة.

وأكّد أن تأجيل أقساط القروض لا فائدة منه، مشيرا إلى أنه إجراء ومطلب يعبر عن رغبة المقترض بالهروب من الواقع والابتعاد عن الحقيقة.

ولفت زوانة أن تأجيل أقساط البنوك كان قرارا حكيما ومراعيا للظروف في أزمة كوورنا، حينما خيم على البلاد منع التجوال وتخفيض الرواتب وانقطعت نشاطات العمل غير المنظم (اقتصاد الظل).

وأردف” تصرفت البنوك بتمديد عمر القروض، ما يعني فعليا استمرار حمل القرض على المقترض، أصلا وفائدة”.

ويرى زوانة أنه لا مبرر لتأجيل الأقساط لأنه يرفع الفائده على المقترض ويغرقه أكثر بالدين ويرفع من احتمال التعثر؛ ما يشكل خطرا على المقترض وعلى البنك المقرض وعلى الاقتصاد ككل.

شركس: تأجيل القروض غير صحي

وكان محافظ البنك المركزي عادل شركس، قال يوم أمس، إن البنك المركزي لا يجبر البنوك على تأجيل الأقساط، مشيرا إلى أن كل تأجيل يجري على الأقساط تقدّر كلفته بحوالي 200 إلى 240 مليون دينار.

وقال إن الاعتقاد بأن تأجيل القروض يخلق سيولة هو اعتقاد خاطئ، وأن هذه السيولة خادعة ووهمية.

وأكد شركس خلال ندوة اقتصادية عقدها منتدى السياسات العامة، وشاركت بها “أخبار حياة” أن تأجيل الأقساط البنكية رتّب على المقترضين التزامات وتراكمات، منها ارتفاع كلفة القرض وإطالة عمر السداد.

وختم  “تأجيل الأقساط مطلب شعبي لكنه غير صحي”.

وتأجلّت أقساط القروض 3 مرات في العام الماضي وبداية العام الجاري، لأسباب الأعياد وازمة النقل التي عصفت بالممكلة نهاية العام الماضي.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات