أخبار حياة – قلل المختص بالاقتصاد السياسي، زيان زوانة، من اعتبار العملات المشفرة ملاذا آمنا للمستهلكين، في الوقت الذي تنهار فيه عدد من البنوك في الولايات المتحدة.
وأضاف زوانة في حديث لـ”أخبار حياة”، اليوم، أنه لا يمكن اعتبار العملات المشفرة ملاذا آمنا، لأن تذبذباتها السعرية كبيرة جدا، بحيث يمكن أن تحقق ارباحا عالية أو خسائر عالية بالمقابل، إضافة إلى انهيارات منصات معروفة بمليارات الدولارات خلال الشهرين الماضيين.
ويأتي رأي زوانة في وقت تسببت فيه أزمة البنوك الأميركية والأوروبية في إقبال المستثمرين على العملات المشفرة كأحد الملاذات الآمنة، مما عزز مكاسب سوق العملات المشفرة، إذ تجاوزت القيمة السوقية لأكبر عملة مشفرة وهي البيتكوين 27 ألف دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
يقول المختص بالاقتصاد السياسي زياد زوانة لـ “أخبار حياة” إن العملات المشفرة، تبقى قبلة المغامرين المقامرين الطامعين بالربح الوفير السريع وقد تحوّل لها حجما من الأموال خلال الأسبوعين الماضيين بفعل انهيار بعض البنوك الامريكية وسحب الودائع ، لكن أسعارها تبقى حادة الصعود والهبوط، إضافة إلى ما تكشف عن عمليات احتيال واسعه لبعض منصاتها المشهورة.
وبيّن زوانة أن أزمة البنوك الحالية دفعت للاقبال على تداول العملات المشفرة نتيجة تزعزع ثقة الناس بالبنوك صغيرة ومتوسطة الحجم رغما عن تحذير البنوك المركزية من التعامل فيها.
يأتي في ذات السياق ما أعلن عنه المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة (CBUAE) عزمه إكمال المرحلة الأولى من العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) خلال مدة 12 إلى 15 شهرًا المقبلة، وسيكون ذلك في منتصف عام 2024 تقريبا. وستشمل ربطًا ثنائيًا مع دولة، بالإضافة إلى إطلاق تجريبي لإصدار العملة الرقمية المركزية تحت اسم “الدرهم الرقمي” .
فيما يعمل البنك المركزي في المملكة العربية السعودية على نفس الخطة. و قد سبق لهما توقيع اتفاق شراكة بينهما في هذا المجال.
وكان البنك المركزي السعودي ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي كان قد أعلنا في عام 2019م نجاح مشروع «عابر» لاختبار العملة الرقمية للبنك المركزي.
يقول زوانة لـ “أخبار حياة” إن ما اتجهت إليه بعض البنوك المركزية من توجه مبدئي لاصدار عملات رقمية، وهي تختلف تماما عن العملات المشفره، يترك الباب مفتوحا لاشكال جديدة من العملات، كما حصل مع ظهور البطاقات البلاستيكية واختفاء تدريجي للتعامل بالنقد الكاش في كثير من المجتمعات والاقتصادات في العالم”.
وشهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات على خلفية المخاوف بشأن مستقبل القطاع المصرفي العالمي، بعد انهيار بنكي “وادي السيليكون” و”سيغنتشر” الأميركيين، واستحواذ بنك “يو بي إس” على منافسه الرئيسي “كريدي سويس” المتعثر في سويسرا.