المنافسة الشريفة

د. طارق التميمي

تسعى كثير من الدول في دعم الصادرات لمنتجاتها الوطنية، ويكون إما بدعم المدخلات او الماكينات، وبدعم المعارض ودراسات الأسواق المستهدفة وبأمور كثيرة.

ولكن يجب أن يكون هناك قاعدة ارتكازية قبل تلك الأمور أي تهيئة الشركات والجهات التى لها علاقة في تلك السلسلة حتى تستطيع التصدير بأريحية دون مواجهة اية معيقات.

ولعل من أهم واخطر تلك الأمور( المنافسة الشريفة).. فعلى سبيل المثال تقوم احدى الشركات التصديرية باستهداف سوق معين وتضع ميزانية ضخمة لاستقطاب الزبائن في هذا السوق من أساليب ترويجية لتعريف منتجاتها وتسجيلها في تلك الاسواق.. وتقوم ببناء علاقة تجارية مع احد أولئك الزبائن لفترة طويلة ام قصيرة كانت.

ثم تتفاجأ تلك الشركة ان هذا الزبون قد تحول إلى شركة محلية منافسة للشراء منها ولا يكون الخلل في تلك الشركة الأولى ولكن تكون هناك اسباب اخرى غير شرعية فمثلا يكون الموظف المتابع لهذا الزبون قد استقال من الشركة الأولى وانتقل إلى الشركة الثانية واخذ معه كل المعلومات المتعلقة بهذا الزبون .. او ان يكون أحد الموظفين في الجهات الرسمية التى لها علاقة بعمليات التصدير قد قام بالاطلاع على المعلومات حيث انها متوفرة أمامه فيقوم اما ببيعها لإحدى الشركات المنافسة او يقوم باستغلالها بشكل شخصي بفتح شركة خاصة له او غيرها..

وسبب ثالث ان تكون احدى الشركات الاحتكارية لاحد الأصناف التى تزود الشركات الوطنية بنفس المنتج قد قامت بالتصدير بأسعار تساوي او اقل مما تزوده للشركات المحلية بالتالي كانت منافسة بدرجة أولى بحيث لا تستطيع اي شركة ان تنافسها بالسعر.

لذلك وجب على الحكومات والجهات المختصة معالجة تلك الأمور حتى لا يتدهور التصدير وتصير الأمور غير منتظمة ..

من الحلول المقترحة التعميم على الشركات بعدم التنافس بينها في الأسواق العالمية حيث هناك فرصة للجميع في هذا السوق العالمي الكبير ويمكن وضع سقف للسعر التصديري .. وايضا يمكن إعطاء التعليمات للجهات المختصة مثلا الغرف الصناعية والتجارية عند اصدار شهادات المنشأ اذا ظهر لديهم ان زبونا ما لشركة ما بدأ ياخذ من شركة أخرى ان تتقصى وتتباحث مع الشركتين…

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات