أخبار حياة – يقول الملك عبدالله الثاني دائما إن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في المنطقة، وما زالت على رأس أولوياتنا.
ويؤكد أن الأردن هو الأقرب الى فلسطين وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن ويستمر في حملها.
والقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ظلت محور اهتمام الهاشميين وقضيتها نصب أعينهم واهتمامهم في المحافل الدولية، فلم تغب القدس والقضية الفلسطينية عن بال الهاشميين، فكانت الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس هي المهمة التي يتشرف الهاشميون بالتعبير عن حملها والتمسك بها بفخر.
حيث يؤكد عميد آل هاشم الملك عبدالله الثاني بن الحسين دائما على مواصلة حماية المقدسات في القدس والتمسك بالوصاية الهاشمية عليها لحمايتها من ما يحاك لها من مؤامرات الاحتلال.
[videopress kQyjPDKp]
وناضل الهاشميون من أجل القدس كثيرا، حيث ارتبطوا تاريخياً بعقد شرعي وأخلاقي مع القدس الشريف، أولى القبلتين، مواصلين على الدوام تبني رسالتهم التي ناضلوا من أجلها، بصون المقدسات في القدس الشريف.
لم يتوان الهاشميون عن التصدي لمزاعم الصهاينة في القدس، واقفين سدا منيعا أمام تلك المزاعم منذ مطلع القرن الماضي حيث أولى الخطوات نحو إعادة إعمار المسجد الأقصى في عهد شريف مكّة الحسين بن علي عام 1924.
وقوف الشريف الحسين مع القدس آنذاك، قابله أهالي القدس الوفاء بالوفاء عندما طلبوا دفنَ الشريف الحسين، طيب الله ثراه، في الرواق الغربي للحرم الشريف في 1931.
وفي العام 1948، شاركت قواتُ الجيش العربي الأردني في هذه الحرب لإنقاذ القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، لكن الحرب انتهت بهزيمة العرب وإلحاق أضرار كبيرة بالحرم الشريف في القدس، ما دعا الملك المؤسس لإطلاق دعوة لترميم محراب زكريا وإعادة ترميم المباني المحيطة التي أصابتها أضرارٌ هيكلية.
وعندما تولى جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، سلطاته الدستورية عام 1953، وجه الحكومة آنذاك بترميم قبة الصخرة التي أخذت في فقدان بريقها بفعل عوامل الطقس والزمن.
وفي عام 1954 أمر جلالته بتشكيل لجنة بموجب قانون خاص لإعمار المقدسات الإسلامية في الحرم القدسي الشريف تحت الرعاية الهاشمية، من منطلق المسؤولية التاريخية للهاشميين تجاه المقدسات.
وفي العام 1959 بدأ الترميم الثاني للمسجد الأقصى الذي موّله الأردن إلى جانب دعمٍ قدمته بعض الدول الإسلامية.
تعرّض المسجد الأقصى في 1969 إلى حادثة أليمة عندما اقتحمه أحدُ اليهود المتطرفين، وأشعل النار فيه، وأدّى إلى تدمير معظم أجزائه.
أصدر الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، أوامره بإعادة إعمار المسجد الأقصى، فأعيد المسجد الأقصى إلى حالته السابقة قبل الحريق.
لم يقتصر الاهتمام الهاشمي في القدس على تعمير الأماكن الإسلامية المقدسة، فقد شمل أيضاً إنشاء الكليات والمدارس الدينية ومراكز حفظ التراث.
وواصل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وما زال مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى حيث وضع اللوحة الزخرفية الأولى على جسم منبر صلاح الدين في 2002. لتتواصل بعد ذلك الرعاية والاهتمام بالمسجد الأقصى إلى اليوم.
يذكر أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تحافظ على المدينة المقدسة، وتدعم صمود أهلها في أرضهم وتساندهم في مواجهة مخططات الاحتلال الصهيوني.