الطلبة الوافدون: استثمار تعليمي ثمين!

د.عدنان الطوباسي

تنتشر جامعاتنا الحكومية والخاصة من شمال الوطن إلى جنوبه، تضم الالاف من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وكليات لها أول وليس لها آخر. ويتفاوت مستوى الجامعات تبعاً للمعايير العالمية، لكن لابد أن تحافظ جامعاتنا سواء كانت حكومية أو خاصة على مكانتها وجودة العملية التعليمية والبحث العلمي والأمان الوظيفي وخدمة المجتمع.

ولأن جامعاتنا ما زالت سمعتها طيبة، ونرجو الله أن تبقى كذلك بل وتتطور وترتقي إلى مستوى العالمية، حتى يكون فيها استقطاب الطلبة العرب والأجانب متميزاً، فاليوم كما أخبرني الدكتور مهند الخطيب الناطق الرسمي باسم وزارة التعليم العالي أن هناك (41) ألف طالب وطالبة من الطلبة الوافدين يدرسون في جامعاتنا الحكومية والخاصة من (109) دول وهؤلاء الطلبة ينتظمون بالدراسة في العديد من الكليات، وهم في حقيقة الأمر سفراء للتعليم العالي الأردني إلى كل هذه الدول، وقد قمت بتدريس العديد من الطلبة في جامعتي: جامعة فيلادلفيا التي تحتل مكانة علمية رفيعة في المعايير العالمية، وهؤلاء الطلبة من دول عربية مختلفة وكثير منهم الآن ينتشر في تلك الدول يعملون ويساهمون بالدعاية العلمية للجامعة لينضم زملاء لهم فيها.

وحقيقة الأمر أن وزارة التعليم العالي مشكورة بدأت باستراتيجية متميزة في استقطاب الطلبة من دول العالم فشكلت لجنة برئاسة الأمين العام للوزارة الأستاذ الدكتور مأمون الدبعي من أجل استقطاب الطلبة، وعملت الوزارة على تكريم أوائل الطلبة، وأقامت مسابقة دينية لهم، وتستعد لإطلاق منصة إلكترونية متطورة فيها كل ما يرغب الطلبة بمعرفته من أجل الالتحاق بالجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، ويستطيع أن يسجل من أي مكان في العالم بإجراءات سهلة وميسرة ومتطورة.

أن الاستثمار في الطلبة الوافدين استثمار تعليمي ثمين وناجح ويشكل نقلة نوعية في التعليم ومستواه والارتقاء به ويدعم جامعاتنا مالياً ويصبح التنافس فيها سريعاً وهو من أفضل الطرق للتعرف على الأردن ومكانته وزيارة الأماكن السياحية والتراثية والعادات والتقاليد والقيم، فالأردن حافل بالأماكن السياحية والاستثمار التعليمي هو استثمار سياحي، لكن يحتاج إلى نهضة في ترويجه والاعلاء من شأنه فهو مكسب كبير لابد من العمل عليه بكل كفاءة واقتدار حتى نصل إلى ما نرجو من تعليم نوعي وسياحة متطورة وفكر ثاقب ليبقى الأردن واحة غناء يغرد في ربوعها كل الباحثين عن العلم والأمن والأمان والاستقرار والفضاء النقي السياحي الجميل..

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات