أخبار حياة – يوسف أبورمان – طوى الأردنيون شهرا لاهبا في أسعار السلع الغذائية، التي استحوذت على الحصة الأكبر من روابتهم، في الوقت الذي بقيوا فيه يقفون على رؤوس أصابعم ينتظرون قرارا بتأجيل أقساط القروض البنكية، الأمر الذي لم يتحقق.
ورغم استعدادات الأسواق نهاية الشهر الفضيل بطرح التجار بضاعتهم وتقديم تخفيضات كبيرة على الملابس، سجلت الأسواق أسوء موسم تجاري، بحسب ما يؤكد عاملون.
ولم يترك الأردنيون فرحة العيد، بيد أنّهم سعوا إلى إيجاد منافذ أقل كلفة لتأمين مستلزمات العيد وملابس الأطفال، إذ يؤكد تجار وعاملون أن المستهلك الأردني غيّر سلوكه الاستهلاكي. وأضحت محلات الملابس الشعبية وتلك التي تعرف بـ”التصّفية” ملاذا لفئات عريضة من الأردنيين في العيد، نظرا لتدني أسعار الملابس، فيما يعتبرها مواطنون مهربا جيدا يناسب قدراتهم الشرائية.
ويقول التاجر ونقيب أصحاب محلات الألبسة السابق، منير دية، إن تردّي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين يجعلهم ينوّعون من مصادر مشترياتهم والبحث عن سلع أقل ثمنا.
وأضاف دية لـ”أخبار حياة“، أن عدم تأجيل الأقساط البنكية زاد من الضغط على ميزانية الأسر وأضعف القوة الشرائية.
وبيّن دية أن الأسواق تشهد حركة نشطة في بعض المناطق مقابل ضعف في القوة الشرائية، مقارنة مع السنوات السابقة، متوقعا أن تنشط بشكل لافت مع صرف الرواتب نهاية الأسبوع.
وتقول المواطنة، شهد علي، (تعمل معلمة وام لـ3 أبناء) إنها أصبحت تعدد خياراتها لتتمكّن من شراء ملابس العيد بأقل تكلفة.
وتوضّح لـ”أخبار حياة“، أنها تابعت عروض المحلات واختارت إحدى محلات التصفية في العاصمة لتختار لأبناءها ملابس العيد، بما لا يثقل كاهل ميزانية الأسرة.
وارتفعت معدلات التصخم بنسبة 3.98% للربع الأول من العام، مقارنة بنفس الفترة من عام 2022م.
بدوره، أكد نقيب تجار الألبسة والأقمشة والأحذية سلطان علان، وجود نشاط واضح وكثافة تسوق واضحة بعموم المملكة بالقطاع لكنه متفاوت بين منطقة وأخرى، لكنه أكد أيضا ضعف القوة الشرائية للمواطنين.
وسجل الطلب على الملابس والأحذية انخفاضا مقارنة مع الموسم الماضي، جراء تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وتركز مشترياتهم على المواد الغذائية والسلع الرمضانية، بحسب علان.
وأشار علان إلى أن مستويات الأسعار ما زالت بنفس أسعار الموسم الماضي، ولم يطرأ عليها أية ارتفاعات باستثناء بعض الأصناف المستوردة لارتفاع تكاليفها من المصدر.
وأكد رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، أن السوق المحلية تشهد حركة تسوق مقبولة ليلة عيد الفطر السعيد، لكنها متفاوتة من منطقة لأخرى بالعاصمة والمحافظات.
وقال الحاج توفيق “إن الأسواق بعموم المملكة شهدت حركة نشطة نسبيا لكنها لا زالت أقل من مواسم سابقة”، متوقعا أن تنشط أكثر مع ساعات مساء اليوم سيما على قطاعات الألبسة ومستلزمات العيد والحلويات.
وأضاف، “هناك حركة ازدحام بالأسواق الرئيسية، لكن حجم المبيعات لا يتناسب مع كميات البضائع المعروضة لدى القطاع التجاري الذي استعد جيدا لموسم العيد في محاولة لتعويض حالة تراجع النشاط التجاري لمختلف القطاعات منذ بداية العام الحالي”.
ووصف ممثل المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، جمال عمرو، الحركة على ضيافة العيد بالضعيفة، في الوقت الذي لم تصرف فيه رواتب شهر نيسان بعد.
وأضاف عمرو لـ”أخبار حياة”، أن الطلب على السكاكر ومستلزمات كعك العيد (السميد والطحين والعجوة) دون مستوى التوقّعات.
وعن تفاوت الأسعار، قال عمرو إنها تختلف باختلاف مناشئ الاستيراد، إذ تكون السلع المستوردة من مناشيء أوروبية أو أمريكية أو عربية، معفاة من الجمارك وتكلّف فقط ضريبة بنسبة 16% على المبيعات. بينما تكلف تلك المستوردة من مناشئ كروسيا وأوكرانيا 20 -30% ضريبة جمارك بالإضافة إلى 16% ضريبة مبيعات.
وتشتهر طاولة ضيافة الأردنيين بتعدد أصناف الحلويات في العيد كالسكاكر والشوكولاته وكعك العيد (المعمول) والقهوة العربية.