خطة “التشعيب” ما قبل التوجيهي تواجه بيئة تربوية غير محفزة

أخبار حياة – ترافق خطة وزارة التربية والتعليم لتطوير امتحان التوجيهي تعديلات على مسارات الطلبة لمرحلة ما قبل الثانوية العامة «التوجيهي»، اذ اقرت مخرجات الخطة «تشعيب» الطلبة الى مسارين اكاديمي واخر مهني بعد الانتهاء من دراسة الصف التاسع الاساسي في نهاية العام الدراسي الحالي 2022/2023.

وتشدد التوجيهات الرسمية على ضرورة البدء بادماج الطلبة وفي مراحل مبكرة من العمر ضمن المساقات الدراسية التي تتناسب وميولهم الاكاديمية او المهنية عبر تطبيق عملية التشعيب.

وتتطلب عملية التشعيب توفير الدعم اللازم للطلبة قبل اتخاذ القرارات وخصوصا فيما يتعلق بالمسارات الأكاديمية والمهنية، الامر الذي يستدعي توفير التدريب المناسب لتطوير المهارات اللازمة للعمل في المهن وتكثيف جل الجهود لتسخير الامكانات -وفق مراقبين-.

غير ان الوزارة تعتزم تطيبق هذه الخطة خلال العام الدراسي المقبل وفق مؤشرات حتمية بيد ان اتخاذ القرار اسهم بطرح تساؤلات حول كيفية تطبيق تلك الخطة خصوصا فيما يتعلق بعملية التشعيب والتي تتطلب وجود بيئة دراسية محفزة من خلال توفير الامكانات لتهيئة المدارس المهنية لاستقبال الاعداد الكبيرة من الطلبة المقبلين على الدراسة.

وبالرغم من ذلك تواجه الوزارة تحديات كبيرة في استيعاب الطلبة في المدارس الحكومية في ظل شح الامكانات وبخاصة في المدارس المهنية جراء قصور التجهيزات ومع ذلك، فإن الوزارة تعمل بجد لتوفير فرص التعليم للجميع.

وكما تعمل الوزارة على زيادة عدد المدارس وتسعى لتطوير البنية التحتية للمدارس الحالية.

مراقبون تربويون يرون ان عملية تشعيب الطلبة إلى مسارين أكاديمي ومهني أمر ذو اهمية كبيرة جراء توسع نسبة البطالة في صفوف الطلبة الخريجين. فالطلاب الذين يختارون هذا النوع من التعليم وخصوصا المهني منه يتوقع منهم التمتع بالفرص الملائمة لتحقيق أهدافهم التعليمية والمهنية بشكل أفضل.

واكدوا ان «التشعيب» يتيح للطلاب الاستفادة من المزيد من الفرص التعليمية والمهنية، مشيرين ان المسار الأكاديمي يوفر للطلاب التعليم النظري والعلوم الأساسية، مما يمهد الطريق لهم لمواصلة دراساتهم العليا والتخصص في مجالات معينة. ويمكن للطلاب الذين يتبعون المسار الأكاديمي أن يكتسبوا مهارات البحث والتحليل والتفكير النقدي، وهذا يمكن أن يؤهلهم للعمل في العديد من المجالات.

كما طالت نقاشات من قبل تربويين حول اهمية تفعيل المسار المهني عقب اطلاق الخطة نظرا لما يتيحه هذا المسار للطلاب الفرصة لاكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للعمل. ويمكن الطلاب أن يكونوا جاهزين للعمل بشكل فوري بعد التخرج، حيث يمكن لهم العمل في العديد من المهن والصناعات، مثل الصناعات الحرفية والتقنية والزراعية والطبية والسياحية وغيرها.

ويعد التشعيب في وقت مبكر خيارا ايجابيا للطلاب الذين يرغبون في تحقيق أهدافهم التعليمية والمهنية بشكل أفضل. ويمكنهم الاستفادة من العديد من الفرص التعليمية والمهنية، و بمزيد من المرونة في اختيار مسارهم الوظيفي.

ووضع الخبراء بعض الخطوات التي يجب اتباعها لتشعيب الطلاب، وذلك بالعمل على تقييم الاهتمامات والمهارات حيث يجب على المدرسين والهيئات التعليمية تقييم اهتمامات الطلاب ومهاراتهم لتحديد المسارات الأكاديمية والمهنية المناسبة لهم. يمكن أن تتضمن هذه العملية استخدام استبيانات واختبارات شخصية.

كما يستدعي التشعيب التعرف على المسارات التي يسلكها الطالب والذي يتطلب من المعلمين تقديم معلومات مفصلة حول المسارات الأكاديمية والمهنية المتاحة للطلاب والتي يجب ان تشمل معلومات عن المتطلبات الأكاديمية والمهنية والفرص المتاحة بعد التخرج.

ووجد التربويون ان عملية التخطيط الدراسي يجب ان تكون تشاورية مع الطلاب وأولياء الأمور والتعاون مع الكوادر التعليمية لوضع خطة دراسية تتضمن المسارات التي يهتم بها الطلاب كما تتطلب أن تكون هذه الخطة مرنة وتتيح للطلاب تغيير المسارات إذا لزم الأمر.

كما يستدعي المسار التدريب المهني من الوزارة تكثيف الجهود للتدريب اللازم في المهارات والمعرفة المطلوبة للعمل في المهن. يمكن للمدارس والجامعات والمؤسسات التدريبية المختلفة تقديم الدورات التدريبية والتدريبات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات