عوني الداوود
كل شيء في هذه الدنيا له قيمة محسوسة ومعنوية.. وأغلى الأشياء تلك التي وإن كان بالإمكان تقديرها كقيمة أحيانا إلا أنه من الصعب حسابها معنويا لعظمها ولأنها لا تقدّر بأي ثمن.. لذلك فنحن في الأردن هذه الأيام نعيش أفضل اللحظات وأسعدها.. نعيش «الفرح» بذكرى الاستقلال غدا وبمرور ( 77عاما) على مسيرة البناء والعطاء والعزة والفخار رغم كل الصعاب التي مرّ بها الوطن لأسباب عديدة أولها وأكثرها تأثيرا موقعه الجيوسياسي، ولكنه وطن دخل مئويته الثانية برؤى إصلاحية ملكية ثلاث «سياسية واقتصادية وإدارية «.. أردن يعلو علمه خفاقا في كل دول العالم بشموخ ورفعة، واعتزاز بملك قائد وزعيم، بحكمته وحنكته يحظى باحترام وتقدير العالم قادة وشعوبا، وشهد له القاصي والداني بما حققه ويحققه لبلده وشعبه… استقلال يعكس معاني البناء والعطاء والإنجاز والإرادة، بما استطاع الأردن أن يحققه وعلى كافة الصعد.. والمنجزات على الأرض تشهد.. والأرقام الاقتصادية والتنموية من المنظمات الدولية تؤكد أن ما حققه الأردن رغم كل التحديات والصعوبات هو أقرب إلى» الإعجاز منه إلى الإنجاز».
أمّا فرحتنا الأخرى التي تعيش في كل بيت أردني فهي فرحتنا بالحسين بن عبدالله الثاني سليل الدوحة الهاشمية أمير القلوب.. الذي حين تحدث للشباب في منتدى»تواصل» منذ أسابيع عن المستقبل الواعد وجّه الشباب للحديث والتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم بصراحة «دون تجميل للواقع، أو إنكار للإنجازات».
… فرحتنا بالحسين لا زالت زغاريد مجلجلة في كل بيت من بيوت الأردن.. بواديها وحواضرها وقراها ومخيماتها.. شبابها وشيبها.. رجالها ونساؤها.. كهولها وأطفالها، ومن كل المنابت والأصول.. الكل يعيش الفرحة والبهجة، فالأمير الحسين ابن كل أردني وأردنية.. و»الزغرودة» التي تصدح في مضارب بني هاشم ينبض صداها في قلب كل أردني وأردنية.. ونقش الحناء.. هنا… له أثر على أيادي النشميات في كل أنحاء المملكة.
إنها الفرحة التي تشحذ الهمم، وتقوي العزيمة وتزيد الألفة والمحبة والبهجة، وتزرع الأمل بالأردن الجديد المشرق.. إنها الفرحة التي تظهر زينتها في كل شارع وطريق.. وعلى المباني والمؤسسات الرسمية والأهلية.. إنها الفرحة في وجوه وقلوب وعيون البشر.. وعلى الأسطح والمباني والحجر والشجر.
للفرح قيمة معنوية ونفسية واجتماعية واقتصادية.. وأذكّر هنا «بوزارات السعادة» التي تم إنشاؤها في عدد من الدول، والأهداف التي ترمي لتحقيقها والرسائل التي تريد توجيهها للناس.. ولا تفوتني الإشارة إلى أن «رؤية التحديث الاقتصادي» إنما تقوم على ركيزتين أساسيتين: ركيزة النمو (من خلال إطلاق الإمكانات).. وركيزة (جودة الحياة) من خلال النهوض بنوعية الحياة، وتحسين نوعية الحياة لجميع الأردنيين.. وكل ذلك لتحقيق (مستقبل أفضل).. وهذا ما يريده جلالة الملك ويحث الحكومات عليه وهو «تحسين معيشة المواطن» من خلال نتائج ملموسة على الأرض.
رؤية التحديث الاقتصادي ومن خلال ركيزة «جودة الحياة» تسعى لتوفير مستوى ونمط حياة جيدين لجميع الأجيال كي تستمتع بجودة الحياة، وليكون الأردن من أفضل دول المنطقة في ما يتصل بنوعية الحياة والازدهار.. وهذا لا بد أن يكون بشهادة الأردنيين أنفسهم ورضاهم عن نمط حياتهم، ولذلك فإن أحد الأهداف الاستراتيجية للرؤية: (مضاعفة نسبة الراضين عن نوعية الحياة بين الأردنيين لتصل إلى 80 %).
للفرح دور مهم في حياة الإنسان، وله انعكاسات إيجابية كبيرة على صحته ونفسيته ومعنوياته وعطائه، ولذلك فإن للفرح نتائج اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية.. ومن حقّنا أن نفرح جميعا بذكرى الاستقلال الـ(77 ) للمملكة غدا، وبفرح الحسين بن عبدالله الثاني والآنسة رجوة بنت خالد آل سيف في الأول من حزيران المقبل.
ألف مبروك لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وللأسرة الهاشمية والأردنية جمعاء… أدام الله الأفراح في الأردن «مملكة الفرح».