أخبار حياة – التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسديا)، هي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة. فالتنمر عادةً يكون بأشكال مختلفة قد يكون لفظي او جسدي او حتى بالإيماءات، ويمكن أن يكون عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب. عادة ما يستخدم التنمر في إجبار الآخرين عن طريق الخوف أو التهديد.
أنواع التنمر :
١. التنمر في المدارس:
يحدث التنمر في كافة أنحاء المدرسة. فيمكن أن يحدث في أي جزء تقريباً داخل أو حول محيط مبنى المدرسة .
أحياناً ما يكون التنمر في المدارس من مجموعة من الطلاب لديهم القدرة على عزل أحد الطلبة بوجه خاص ويكتسبوا ولاء بعض المتفرجين الذين يريدون تجنب أن يصبحوا هم الضحية التالية. ويقوم هؤلاء المتنمرون بتخويف واستنزاف قوة هدفهم قبل الاعتداء عليهم جسدياً. فالأشخاص الذين يمكن اعتبارهم أهداف معرضة للتنمر في المدرسة هم التلاميذ الذين يعتبرون في الغالب غريبي الأطوار أو مختلفين عن باقي زملائهم، مما يجعل تعاملهم مع الموقف أصعب.
٢. التنمر في أماكن العمل:
إن التنمر يعتبر “فعل سيء متكرر ضار بالصحة، من إساءة لفظية، أو سلوك تهديدي ، أو التخريب الذي يتداخل مع العمل .
وتظهر الإحصاءات أن معدل التنمر أكبر 3 مرات .
واحدا من بين كل ستة موظفين في العمل يواجهون التنمر .
وخلافا عن شكل التنمر في المدارس الذي يتعلق أكثر بالإيذاء الجسدي، فإن التنمر في العمل غالباً ما يحدث داخل القواعد المؤسسة والسياسات للمنظمة والمجتمع. وليس بالضرورة أن تكون هذه الأعمال غير قانونية، وربما حتى لا تكون ضد أنظمة الشركة، ومع ذلك تكون الأضرار التي لحقت بالموظف المستهدف وللروح المعنوية لمكان العمل واضحة.
٣. تنمر الإنترنت:
وفقا للمعلم الكندي بيل بيلسي، فإن تنمر الإنترنت هو:
«الذي يستعين بالمعلومات وتقنيات الاتصالات مثل الرسائل الإلكترونية والهواتف المحمولة والرسائل النصية والفورية ومواقع الإنترنت الشخصية التشهيرية والمدونات والألعاب على الإنترنت ليدعموا تصرفا عدائيا يتسم بالتكرار المتعمد من قبل فرد أو مجموعة، ويهدف لإيذاء الأخرين» .
يمكن للمتنمرين أن ينشئوا مدونات لترهيب الضحايا على مستوى العالم.
أسباب التنمر :
قد يعيش الشخص ظروفاً أسرية أو مادية أو اجتماعية معينة أو يتأثر بالإعلام أو قد يعاني من مرض عضوي ما أو نقص ما في الشكل الخارجي، أو ربما مجموعة من هذه العوامل كلها.
علامات التنمر :
على الأهل التنبه لمشكلة التنمر وما إذا كان ابنهما أو ابنتهما يتعرض أو تتعرض للتنمر داخل المدرسة وساحاتها، أو في باص المدرسة أو في الكافتيريا وغيرها، وهناك بعض العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتنمر على الأهل التنبه لها.
علامات تدل على تعرض ابنك للتنمر في المدرسة:
• انسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه.
• تراجع اهتمامه بالأنشطة المدرسية أو ما بعد المدرسة.
• ابتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات.
• إهمال شكله الخارجي ومظهره العام.
• إهمال واجباته المدرسية أو أي أغراض متعلقة بالمدرسة ككتبه ودفاتره ووجباته الغذائية.
• يعاني الطفل المعرض للتنمر حالة من العصبية والغضب.
• يعاني حالة من القلق الدائم والخوف.
• يعاني من حالة مزاجية متقلبة.
• قد يخفي الطفل أدوات لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين.
• كما يمكن أن تظهر على جسده بعض الكدمات والجروح.
• قد يعاني حالة من فقدان أو زيادة الشهية.
علاج التنمر :
يعد التنمر مشكلة شائعة ولا ينبغي تجاهلها، يتطلب حلها اتخاذ إجراءات من أعضاء المجتمع بأكمله، ومعالجة المشكلة بشكل مباشر ستؤدي إلى ظهورها في العلن، كما يجب تقديم الدعم لأولئك الذين يتعرضون للمضايقات والمتنمرون أنفسهم، فهذا يقطع شوطًا طويلًا في علاج التنمر، ومن أهم استراتيجيات علاج التنمر ما يأتي:
* مشاركة الفرد
* الحصول على التعليم
* بناء مجتمع داعم
* تعزيز الثقة واحترام الذات
* العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية النفسية
آثار التنمر :
يمكن أن تكون آثار التنمر خطيرة جداً، بل ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة. وتقول موناى أومور الحاصلة على الدكتوراه في مركز مكافحة التنمر، كلية ترينيتي في دبلن، أن “هناك هيكل نامي من الأبحاث توضح أن الأفراد، سواء كانوا أطفال أو بالغين والذين يتعرضون باستمرار للسلوك التعسفي، يكونون معرضين لخطر الأمراض المتعلقة بالضغط النفسي والتي من الممكن في بعض الأحيان أن تؤدي إلى الانتحار”.