تعثر الحل العربي للازمة السورية واهمية العودة لتصريحات الصفدي

أخبار حياة – قالت صحيفة عكاظ السعودية أن الحكومة السورية لم تبدِ موافقتها على أفق الحل المقترح عربياً بشكل صريح وواضح مما دفع المجتمع الدولي إلى حالة من الشك بإمكانية نجاح الدول العربية بإقناع القيادة السورية بهذا الإطار الجامع.

جاء ذلك عبر مقالة للكاتب رامي الخليفة العلي في الصحيفة الاكثر شهرة في المملكة.

وعاد الكاتب للتذكير بما قالة الوزير الاردني ايمن الصفدي للرئيس السوري بشار الاسد ان اساس الحل هو قرار مجلس الامن رقم 2254 وان المملكة العربية السعودية قادت وبجهد كبير من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دبلوماسية نشطة لصياغة رؤية عربية وتكرّس ذلك في اجتماع جدة واجتماع عمان، وأفرز ذلك إستراتيجية الخطوة خطوة التي اشار اليها الصفدي بوضوح في دمشق.

وفيما يلي مقالة عكاظ:

ألقت الدول العربية في اجتماع القمة العربية الذي استضافته المملكة العربية السعودية في شهر أيار/ ‏مايو الماضي حجراً كبيراً في المياه الراكدة في ما يتعلق بالملف السوري وتفاعل الأزمة في هذا البلد العربي. الرؤية العربية التي قادتها المملكة العربية السعودية تقوم على أساس أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه لا يخدم أي طرف من الأطراف، وبالتالي يجب إنهاء معاناة الشعب السوري وإيجاد حل سلمي للأزمة، ومن هنا جرى استعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماعات القمة.

لقد قادت المملكة العربية السعودية وبجهد كبير من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دبلوماسية نشطة لصياغة رؤية عربية وتكرّس ذلك في اجتماع جدة واجتماع عمان، وأفرز ذلك إستراتيجية الخطوة خطوة، والتي تقوم على بناء حل يفصل معضلات الأزمة بعضها عن بعض وتقديم رؤى مباشرة لحلها. وفي كل خطوة يجب أن تقدم الحكومة السورية على إجراءات تؤدي إلى حل لهذه المعضلة أو على الأقل خطة من أجل حلها.

وحتى لا يبقى الكلام عمومياً فإن هناك ملفات أساسية في الأزمة السورية، فأساس الحل كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الأردني السيد أيمن الصفدي ومن قلب العاصمة السورية دمشق هو قرار مجلس الأمن رقم 2254، وهذه مسألة جوهرية؛ لأن الدول العربية تدرك جيداً أنها لا تعمل في الفراغ وبالتالي لا بد أن يكون هناك إطار يسمح بتكوين رؤية للحل تكون مقبولة من المجتمع الدولي، والحقيقة أن الحكومة السورية لم تبدِ موافقتها على أفق الحل المقترح عربياً بشكل صريح وواضح مما دفع المجتمع الدولي إلى حالة من الشك بإمكانية نجاح الدول العربية بإقناع القيادة السورية بهذا الإطار الجامع. المسألة الأخرى وهي استعادة السيادة السورية على أراضيها، وهذه مسألة معقدة بسبب حالة التقسيم الموجودة بحكم الأمر الواقع ووجود جيوش ومليشيات أجنبية، ولكن كان يفترض بالحكومة السورية أن توحد البندقية في مناطق سيطرتها أو على الأقل وضع خطة قابلة للتنفيذ وهذا ما لم يتم حتى الآن.

مسألة المليشيات هي مسألة مثيرة للقلق بالنسبة لدول الجوار وهي تجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، وبالتالي هي ليست مسألة سورية صرفة. هناك مسألة أخرى وتحظى بأهمية وعناية فائقة من قبل الدول العربية كافة وخصوصاً دول الخليج والأردن وهي تهريب المخدرات، وحتى الآن لم تقم الحكومة السورية بالكثير في هذا الصدد، وشحنات المخدرات المتجهة إلى الدول العربية تزداد، ولولا سهر قوات الأمن في المملكة العربية السعودية وحرس الحدود في المملكة الأردنية لكان الأوضع أكثر كارثية مما هو عليه اليوم. ويمكن أن نضيف إلى كل ذلك الجمود الذي يعتري مسائل بناء الثقة والتي تهيئ الأجواء لحل الأزمة عبر الإفراج عن المعتقلين وعودة النازحين في المرحلة الأولى ثم اللاجئين في مرحلة لاحقة إلى ديارهم ووضع خطط وإستراتيجيات لذلك.

المملكة العربية السعودية كما الدول العربية التي رسمت أفقاً لحل الأزمة السورية بذلت جهوداً جبارة وعملت على إقناع المجتمع الدولي بضرورة هذا الحل وفوائده من الناحية السياسية والأمنية والإنسانية، ولكن إذا لم تساعد نفسك فلا أحد يستطيع مساعدتك، وربما الحالة السورية تتطلب من الحكومة السورية مقاربة مختلفة تسمح بالخروج من عنق الزجاجة.

مصادر تتحدث عن تغير كبير في الموقف العربي تجاه الاسد..

الى ذلك تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عن تغيّر كبير في الموقف العربي تجاه الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه حسب موقع طيف المحسوب على المعارضة للاسد ، مشيرة إلى أن الدول العربية التي اندفعت نحو إعادة علاقاتها مع النظام السوري في الآونة الأخيرة أوقفت هذا التوجه تدريجياً، لاسيما على المستويين الاقتصادي والسياسي.

وأوضحت المصادر أن الدول العربية أبقت على تواصلها في الشقين الاستخباراتي والأمني مع نظام الأسد، وذلك بعد أن أدركت عدم وجود أي تغيير في سلوك دمشق أو تنفيذ النظام السوري لأي مطلب من المطالب التي وضعتها الدول العربية على الطاولة لتطبيع العلاقات مع الأسد.

ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصدر دبلوماسي عربي وصفه بالمطلع تأكيده وجود العديد من الأسباب التي دفعت الدول العربية إلى تغيير موقفها سياسياً واقتصادياً نحو إغلاق الأبواب بوجه النظام السوري بعد الانفتاح الذي حدث قبل نحو شهرين.

وأكد المصدر أن المملكة العربية السعودية على رأس تلك الدول التي غيرت موقفها بشكل كامل من الاندفاع نحو التطبيع مع نظام الأسد، مشيرة أن دخول أمريكا على الخط بقوة لثني الدول العربية عن المضي قدماً في مسار التطبيع مع دمشق كان له دور أساسي في تغيير الموقف العربي.

ولفت المصدر أن الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من إقناع الدول العربية لاسيما السعودية على عدم التحرك نحو دمشق بشكل مجاني وأن تكون مسألة إعادة العلاقات مع النظام السوري مقابل تنازلات يقدمها الأسد.

ووفقاً للمصدر فإن عدة نقاشات دارت في أروقة الدول العربية مؤخراً حول الطريقة التي يجب التعامل فيها مع آخر المستجدات في سوريا ومسألة إعادة نظام الأسد إلى الحضن العربي، منوهاً أن الدول العربية توصلت إلى نتيجة مفادها أن “الأسد” لا يتغير ولا يبادر، وأن “بشار الأسد” لن يعطي الآن ما رفض أن يعطيه خلال 12 سنة ماضية وهو في المرحلة الراهنة يشعر أنه منتصر.

ولفت المصدر إلى أن الدول العربية أدركت أن النظام السوري يتهرب من تنفيذ الاستحقاقات التي وافق على تنفيذها قبل موافقة عدة دول عربية على إعادته للحضن العربي.

وكشف المصدر أن “بشار الأسد” كان قد وعد المملكة العربية السعودية ودول الخليج باتخاذ إجراءات مهمة تتعلق بملف وقف تصدير الكبتـ.ـاغون إلى الدول العربية مقابل بدء الدول العربية بتنفيذ برامج تنموية واقتصادية في سوريا.

ونوه ذات المصدر إلى أنه وفي ضوء تغير الموقف العربي تجاه الأسد فإن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” تدخل بشكل مباشر من أجل استعادة الحرارة لمسار التطبيع العربي مع دمشق.

وأشار إلى أن القيادة الروسية بعثت برسالة عاجلة إلى دمشق من أجل حث الأسد على تنفيذ بعض مطالب الدول العربية حتى لا يخسر النظام السوري الاستثمارات الخليجية والمشاريع الاقتصادية التي وعدت دول الخليج بتنفيذها في سوريا.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات