التغيير المستمر في التشريعات مضر بالقطاع السياحي
برنامج أُردنّا جنة رفع حجم السياحة الداخلية
٥٠ الف حجم العمالة في القطاع السياحي يقابل كل واحد منهم ٣ عمال بمجالات مساندة
اخبار حياة – قال النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة عمان بهجت حمدان إن القطاع السياحي يعتبر “بترول” الأردن لما يساهم به من دخل في الناتج المحلي الإجمالي وعلى المستوى الاقتصادي في ادخال الإيرادات النقدية وخلق فرص العمل للعمالة الاردنية.
واضاف خلال مقابلة خاصة لـ ” أخبار حياة” أن الأردن وصل إلى مرتبة متقدمة حول العالم باعتباره وجهه سياحية لكثير من الدول العربية والأجنبية لما يتمتع به من ميزات اهمها الموقع الجغرافي وتنوع المنتجات السياحية .
وأشار إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني باعتباره من أوائل المُسوّقين للأردن خارجياً، إضافة إلى دور المؤسسات الرسمية الأخرى والجهات المعنية من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والشركات المختلفة في تسويق الاردن سياحياً.
6 ملايين سائح
وكشف أنه خلال الربع الأول من العام الجاري حقق القطاع السياحي حوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا يعتبر مساهمة كبيرة من القطاع في دخل البلد.
وبين أن حجم السياح منذ بداية العام وصل إلى 4 ملايين ونصف سائح منهم ٣ مليون و٨٠٠ الف زائر أو سائح مقيم وهذا رقم قريب جداً من حجم السياح المتوقع خلال العام كاملاً ، مشيرا إلى أننا اليوم بدأنا بالموسم السياحي الاخير هذا العام إذ يتوقع مع نهايته أن نصل إلى ٦ ملايين سائح وهي أعلى نسبة سياح خلال السنوات الماضية.
وأكد على أهمية الاهتمام بالسائح المحلي من خلال عدة إجراءات قامت بها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وهو إطلاق برنامج أردنا جنة حيث عمل على رفع حجم السياحة الداخلية من خلال زيارة أكثر من ١٠٦ آلاف سائح محلي الى المناطق السياحية المحلية خاصة في العقبة والبتراء ووادي رم وغيرها من المناطق السياحية.
السياحة في شمال المملكة
وكشف عن وجود مشكلة في السياحة إلى محافظات الشمال الزاخرة بالمناطق السياحية والأثرية الجاذبة للسياح والحاجة إلى وجود استثمارات في مجال الفندقة وتوفير الغرف الفندقية إضافة إلى البنية التحتية، لذلك نحن نحتاج إلى دعم وتسويق الشمال سياحيا وتشجيع الاستثمارات السياحية له.
واكد بهجت لموقع “اخبار حياة” أن الأردن قادر على تنمية السياحة وتمكينها وان لدية الإمكانيات المتقدمة لجعل السياحة محور أساسي في تنمية موارده واقتصاده.
وأشار إلى أن مشروع تلفريك عجلون اكبر مثال على ذلك حيث أن افكارا وخطط ودراسات المشروع منذ ١٠ سنوات لكننا كنا متخوفين من نجاحه أو عدمه، وعند انطلاق المشروع منذ ٣ اشهر حصد اكثر من ٢٠٠ الف مستخدم وخلال فترة قصيرة بمعنى أنه حقق نجاحا كبيرا وهذا يقودنا إلى استنتاج أن فرصنا كبيرة ونحتاج إلى جراءة واقدام .
وقال إن هناك دراسة أجريت على اغلب القطاعات السياحية بينت أن حجم العمالة في القطاع تصل إلى ٥٠ الف عامل ، يقابل كل واحد منهم ٣ عمال اخرين في مجالات مساندة القطاع السياحي، مشيرا إلى أن القطاع يوفر فرص عمل كبيرة لأبناء وشباب الأردن كونه يعتبر من القطاعات الحمالة والمحركة للقطاعات الأخرى.
السياحة في الأردن لا تقارن بغيرها
وأكد على أن السياحة المحلية في الاردن لا يمكن أن نقارنها مع دول اخرى فيها عدد سكان كبير وفيها منتجات سياحية كبيرة وإمكانيات كبيرة ، حيث أن منطقة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية فيها ٥٠ الف غرفة فندقية، في حين نحن بالأردن وفي كافة المناطق السياحية لا يزيد عدد الغرف الفندقية فيها عن ٣٥ الف غرفة، إضافة إلى أن أغلب تلك الدول كان فيها حجم البذل والتمكين للقطاعات السياحية منذ زمن كبير.
وأشار إلى أهمية وجود دراسات تساهم في تحديد الأولويات التي يمكن أن تخفض كلف السياحة داخليا، ما يساهم في جذب السياح ، اذا لابد من الإشارة الى وجود مشكلات في ارتفاع الأسعار مقارنه مع دول اخرى والتي من أسبابها ارتفاع فاتورة الطاقة على القطاع السياحي وتحديدا الفنادق إضافة إلى الاستحقاقات الضريبية ، لكافة القطاعات المرتبطة بالسياحة.
تأثير رفع أسعار المحروقات على السياحة
وبين لموقع اخبار حياة أن رفع أسعار المحروقات الذي اقر مؤخرا وخاصة الديزل أثر بشكل سلبي على قطاعات مختلفة لاسيما الشركات السياحية حيث أن هناك تعاقدات واتفاقيات سابقة على نقل وإقامة “الجروبات السياحية” لا يمكن تعديل الأسعار عليها مما يسبب خسارة للمستثمرين في هذا القطاع.
وطالب بأهمية منح القطاعات السياحية المختلفة بعض الامتيازات التي تمكنها من القدرة على الاستمرار والمنافسة مع دول الجوار في جلب وجذب السياح لاسيما في مجال الأسعار التي يتم منحها لمستثمرين في دول مجاورة.
وحول ارتفاع أسعار بعض المنتجات السياحية خاصة الفنادق أكد أن المواطن اليوم لديه تنوع في المنتج السياحي ومحتوياته من حيث درجات الفنادق والمطاعم وغيرها وهي ضمن أسس يستطيع المواطن الاختيار فيما بينها سواء بالدرجة بالنجمة والثلاث نجوم وحتى درجة الخمس نجوم.
السياحة النوعية.. الحاجة لمعالجة قانونية
وشدد على ضرورة استقرار التشريعات حيث أن التغيير المستمر في التشريعات مضر بالقطاع السياحي والاستثمارات، بالإضافة إلى عدم ثبات تسعيرة الطاقة.
كما أشار إلى أهمية السياحية النوعية وهي العلاجية والصحية وهي من الأنماط المهمة جدا خلال الفترة الماضية حيث تم منافستنا من قبل عدة دول خلال السنوات الأخيرة وأخذت منها نسبة كبيرة حيث يحتاج الامر إلى معالجة قانونية.
اما النوع الثاني، بحسب النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة عمان بهجت حمدان، يتمثل في السياحة التعليمية حيث كان لدينا حوالي 25 الف طالب من دول عربية تسببت الإجراءات في تراجع تلك الأعداد التي كانت تشكل سياحة مميزة من خلال توجه هذه الأعداد الكبيرة إلى مرافق اقتصادية متعددة من نقل ومواصلات وسياحية وعقارات وغيرها من القطاعات. وقال: ” خسرنا كثير ناس بسبب إجراءات متعددة وعدم حماية هذا النمط” .