
* آلية لغربلة الأحزاب عبر القوائم الائتلافية
أخبار حياة – أكد رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي، العين جميل النمري، أن الأردن دخل مرحلة مأسسة جديدة للحياة الحزبية تقريبا في عام 2021، وتختلف عن المرحلة السابقة، سيما أنها مرحلة أكثر وضوحا وترتيبا للأوراق.
وبين النمري في حديثه لبرنامج صالون حياة والذي يبث كل يوم سبت عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أنه لا يجوز في الحياة السياسية الحزبية أو القانون تحديد عدد الأحزاب، فالأحزاب تقوم على عمل تطوعي اختياري، أو خيارات سياسية ورؤية وبرنامج، لذلك يصعب إيجاد أداة لتقليل عدد الأحزاب في المملكة، في الوقت الذي لا يمكن فيه إلغاء الطموحات الشخصية الفردية.
“في الدول المتقدمة يوجد عدد كبير من الأحزاب، ومشكلة الأردن ليست بعدد الأحزاب الكثيرة، وإنما ببروز أحزاب رئيسية تتبع لتيارات رئيسية في المجتمع، ففي المملكة يوجد لدينا 28 حزبا وأتوقع أن يصلوا لـ30 حزبا مستقبلا”، وفقا للنمري.
وحول تقليل أعداد الأحزاب، أشار النمري لوجود آلية لغربلة الأحزاب وتستخدمها بعض الدول، وهي تكمن في تشكيل قوائم إئتلافية ومن ثم الوصول لمجلس النواب تحت كتلة واحدة ومكونة من عدة أحزاب.
وكشف النمري عن وجود ثغرة في قانوني الانتخاب والأحزاب الأردني، تتمثل بأن الأداة الوحيدة لغربلة الاحزاب والتصفية هي العتبة الانتخابية المشكلة في المجلس والبالغ نسبتها 2.5%، ويرى النمري أن هذه العتبة غير كافية لتصفية الأحزاب، متوقعا أن ترتفع العتبة الانتخابية مستقبلا.
وبما يتعلق بغياب اهتمام الشارع الأردني بموضوع الأحزاب، قال النمري:” أولويات المواطن في مختلف الدول تتلخص في البحث عن لقمة العيش، وهذا حال أغلب سكان الدول المجاورة”.
وفيما يتعلق بمشاريع الاحتلال التوسعية، بين النمري أن حكومة الاحتلال المتطرفة تشكل خطرا واضحا على الشعب الفلسطيني والأردن، وعلى الاستقرار والسلام في المنطقة، حيث اصبح الاحتلال مصدر معاناة للشعب الأردني وللمنطقة بشكل عام.
“الحق الفلسطيني واضح، والطريق لمواجهة الاحتلال واضح، وهذا احتلال وبالتالي لايمكن مجاملته والتودد إليه، أو التعامل معه بالإقناع من أجل أن يكف عن قمع الشعب الفلسطيني أو أن ينسحب من الأراضي المحتلة، فالواقع يقول بأن هذا الاحتلال لا ينصاع للحق، والأداة المتوفرة للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني هي المقاومة الشعبية الفلسطينية والصمود في وجه الاحتلال، في حين أن الأردن يحاول تقديم كل الدعم الممكن للشعب الفلسطيني، إلا أنه لا يستطع أن يكمل المسير لوحده”، بحسب النمري.
وأضاف :”نملك أدوات للضغط على الاحتلال بشكل دبلوماسي، والاستقواء بالشرعية الدولية، وعدم الذهاب للتطبيع مع الاحتلال، ولكن الأردن منفردا لا يستطيع فعل كل هذا ومواجهة الاحتلال، سيما مع غياب الموقف العربي الموحد”.
وفي نهاية حديثه، أشار النمري لوجود مشكلة التحديث والتنمية في الأردن، سيما بعد اللجوء السوري الذي يشكل ضغطا على البنية التحتية للمملكة، في الوقت الذي تسير فيه الحكومات المتعاقبة على نفس النهج في ظل إبقاء الخطط على الرفوف دون تطبيق.