ماذا يعني إعلان الاحتلال حالة الحرب؟

أخبار حياة – في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حرب العام 1973، صادق الكابينيت الإسرائيلي رسميا على إعلان حالة الحرب في إسرائيل، على الرغم من أن انخرطه منذ سبعينات القرن الماضي بعشرات الحملات العسكرية في لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية، إلا أنه تجنب اعتبار هذه الحملات حروبا.

ماذا تعني حالة الحرب؟

حالة الحرب عملياً هي إعلان حالة الطوارئ، ووضع مقدرات إسرائيل اللوجستية وبناها التحتية تحت تصرف الجيش، من أجل تحقيق أهدافه، فضلاً عن أن إعلان الحرب يقترن دائماً بتجنيد بقوات كبيرة من قوات الاحتياط، مع العلم أن جيش الاحتلال سبق أن جند قوات الاحتياط في إطار حملات عسكرية دون مستوى حالة الحرب.

وقد يرتبط إعلان حالة الحرب بأهداف إسرائيل ومخططاتها العملياتية خلال الجهد الحربي الذي تنوي شنه، أكثر مما يتعلق بالجانب المؤسساتي والقانوني.

ويمكن التدليل على ذلك من خلال التصريح الذي أدلى به نتنياهو، أمس السبت، إذ قال إن إسرائيل “في حالة حرب وليست في جولة قتال”، في إشارة إلى أن إعلان “حالة الحرب” يكرس توجه إسرائيل نحو شن عمل عسكري طويل الأمد داخل القطاع.

فجملة الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها خلال الحرب المعلنة كبيرة ومعقدة، وقد تشمل: الرد على الهجوم وجباية ثمن من حركة حماس والجمهور الفلسطيني، والمس بقيادة الحركة و”كتائب القسام”، وتفكيك البنى التنظيمية والعسكرية للمقاومة، فضلاً عن محاولة استعادة الجنود والمستوطنين الذين تم أسرهم.

ومن الواضح أن محاولة تحقيق هذه الأهداف تتطلب شن عمل عسكري كبير يرمي إلى إعادة احتلال القطاع، حيث إن تحقيق هذه الإنجازات لا يتسنى عبر عمليات قصف جوي، بل من خلال عمليات برية في عمق قطاع غزة قد تستغرق وقتاً طويلاً.

فضلا عن أن الإعلان عن حالة “الحرب” يأتي لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود المشاركين في العمليات في عمق القطاع، لا سيما أن تقديرات عسكرية إسرائيلية سابقة توقعت أن يقتل 500 جندي وضابط في أية عملية برية ترمي إلى إعادة قطاع غزة.

إلى جانب ذلك، فإن إعلان حالة الحرب يمثل أيضا مسوغا لدفع الولايات المتحدة، الملتزمة بتمكين إسرائيل من الدفاع عن ذاتها، إلى فتح مخازن جيشها داخل إسرائيل لاستخدامها من قبل جيش الاحتلال، فضلاً عن تقديم مساعدات عسكرية عاجلة لمنح هذا الجيش القدرة على مواصلة الجهد الحربي، لا سيما في كل ما يتعلق بالصواريخ والقذائف التي تستخدمها منظومات الدفاع الجوي المستخدمة في اعتراض الصواريخ.

كما يمنح الإعلان نتنياهو القدرة على التحكم في جدول الأعمال الداخلي، على الأقل حتى نهاية الحرب.

كلفة اقتصادية

وينطوي الإعلان عن “الحرب” على مخاطر اقتصادية لإسرائيل، على اعتبار أن هذا الإعلان يسمح لجميع القطاعات الاقتصادية والخدماتية للمطالبة بتعويضات من الحكومة على ما لحق بها من خسائر بفعل تواصل هذه “الحرب”.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات