أخبار حياة – شفاء الشعار – حضور لم يختف بل بات يزداد بشكل مطرد ومثير للتساؤلات في السنوات الأخيرة، حول استمرار المدارس الخاصة ومنذ سنوات، بارتكاب مخالفات وتجاوزات بحق الطلبة، إذ تُسرد كل مرة عن سابقتها قصة جديدة لا تخلُ من وضع علامات الاستفهام حول مساعي هذه المؤوسسات التعليمية.
فبين التكلفة التعليمة الباهظة وطلبات الإدارات من الطلبة احضار أدوات تعليمية لدعم المنهاج واستيفاء مبالغ من أجل تقديم خدمات، يرتفع مخزون شكاوى أولياء الأمور عن نهج جبائي مبطن تتعمد فيها المدارس الخاصة استنزافهم دون تولية اهتمام لملاءتهم المالية.
مديرة التعليم الخاص في وزارة التربية سحر الشخاترة، بينت لـ أخبار حياة، أنه يفترض أن توفر المدارس الخاصة وسائل التعليم للطلاب، وأن تكون بخدمتهم وقت الحاجة.
ووجهت الشخاترة رسالة للمدارس الخاصة دعت فيها أن تكون طلباتها معقولة وبسيطة في حال لزم الطالب غرضًا يفيده في عملية التعليم؛ بهدف رفع مهارة الطالب وقدرته على إنجاز المهام المكلف بها.
وأشارت إلى أن الكتاب المدرسي أساس العملية التعليمية وأن الملخصات غير كافية للطالب، “مما يعني أنه لا حاجة للملخصات وزيادة الكلفة على ذوي الطلبة”.
*أعباء إضافية
والدة الطالب محمد تقول إن مدرسة ابنها الخاصة تطلبه باستمرار إحضار وسائل تعليمية معينة مقابل رصد علامات إضافية بدلا منها، منتقدة هذا الفعل لأنه غير منطقي وغيرعادل أن يأخذ الطالب علامات إضافية على جهد لم يبذله.
فيما يؤكد والد أحد الطلبة، أن المدرسة تكلفه بأعباء إضافية من خلال طلب مستلزمات كان من الأولى أن تؤمنها المدرسة مثل لبس ملابس بلون معين عند أخذ دروس الألوان وشراء حاجيات بلون معين قد لا تكون متوفرة في البيت.
ويشير آخر إلى أن مدرسة ابنه قد زادت القسط السنوي و مع ذلك لا تزال تطلب باستمرار دفع مبالغ مادية من أجل أوراق العمل والملخصات الدراسية، وعند الامتحان تطالب ابنه بالالتزام بالكتاب المقرر فقط، يضيف إلى ذلك قوله “تطلبه أدوات تعليمية غالية الثمن مثل الأشكال الهندسية والتي يجب أن يتعلم رسمها وقياس أبعادها بدلا من إحضارها جاهزة”.
أما والدة الطالبة سلمى عبرت عن الإحراج التي تقع فيه بسبب طلب مدرسة ابنتها “لانش بوكس” محدد بأنواع طعام غير متوفرة بشكل دائم في بيتها بقصد أن يكون الطلبة متماثلين في وجبات الطعام، بينما من الواجب أن يطلبوا طعاما يتناسب مع جميع الطبقات إذ أن ذوي الدخل المحدود ليس بإمكانهم تأمين جميع ما يُطلب.
*اختلاف سياسات
ترى مديرة إحدى المدارس الخاصة، وعد مهيدات، أن السياسات التعليمية للمدارس الخاصة تختلف من مدرسة إلى أخرى، حيث موقعها يشكل ركيزة في سياسية التلعيم؛ ” فمدارس القرى تختلف عن مدن والمحافظات”.
مهيدات، أوضحت لـ أخبار حياة، أن الأدوات والوسائل التعليمية يجب على المدراسة الخاصة توفيرها، باعتبار أن الطالب يدفع قسطًا ماليَا يجب أن يخصص منه نسبة لشراء الأدوات التعليمية للطلبة وكذلك مشاركتهم في الأنشطة الطلابية والملخصات الدراسية.
وأضافت أن ذوي الطلبة يلجأون إلى المدارس الخاصة ويتكبدون أقساطا قد تفوق قدرتهم المادية أحيانا من أجل المشاكل في المدارس الحكومية، فلا يحتمل الأمر أكثر من ذلك وتحميلهم أعباءا أخرى من أجل متطلبات تدعم العملية التعليمية التي يجب أن توفر من خلال المختبرات والأنشطة.
مهيدات التي تولت منصب مديرة لأكثر من 5 سنوات؛ لم يسبق لها وأن كلفت الطلبة بإحضار أي مستلزمات تخدم العملية التعليمية، وأن بعض الطلبة كان يحضر بعض الحلويات أو توزيع هدايا طوعا وحبا منه في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية.
وأكدت أن التعليم رسالة سامية وليس عملية باية وتكسب على حساب ذوي الطلبة وإرهاقهم ماليا بمتطلبات بتكلفة مرتفعة تفوق قدرة الأهالي ذوي الدخل المحدود.
*كل شيء متاح
مدير إحدى المدارس الخاصة محمد المعالي، يؤكد أنه يجب توفير وإتاحة جميع الوسائل التعليمية للطلبة داخل مختبرات المدراس سواء أكانت خرائط أو لوحات تعليمية أو تجارب، فالقسط يدفع للمدرسة لكي لا يتحمل أولياء الطلبة أعباءًا إضافية.
وأشار إلى ضرورة أن يكون ما يحضره الطالب بمبادرة شخصية منه في المناسبات سواء الدينية أو الوطنية أو غير ذلك.
بدورها قالت إدارة العلاقات العامة لإحدى المدارس الخاصة، إن التعليم عملية تشاركية فلا يوجد مانع من إحضار الطلبة لوسائل تخدم العملية التعليمية داخل الغرف الصفية منوها أن هذه الوسائل تكون بسيطة وغير مكلفة وأن الغرض منها إيصال الفكرة للطلاب خاصة في المراحل الأساسية.