أخبار حياة – فيما تتدفق الأخبار وفق معطيات نُقلت عن منصات إسرائيلية حكومية تفيد بتقلّيص إسرائيل لصادرات الغاز إلى مصر والأردن من حقل ليفياثان، وذلك لإعطاء الأولوية للإمدادات الداخلية، تؤكد الحكومة الأردنية أنها “افتراءات كاذبة”.
بين التأكيد والنفي عادت الكرة الملتهبة تتدحرج في الشارع الأردني الذي كان قد أبدى تخوفات أشّرت صراحة؛ إلى الأمن القومي الذي قد تمسه هذه الاتفاقية الموقعة في 2016، خاصة مع العدوان الغاشم الذي يسعى لإبادة جماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي مساع الطمأنة الرسمية للشارع الذي يعتبر أن الاتفاقيات، منها الغاز، مع الاحتلال الإسرائيلي أفضل خيار ضاغط لوقف العدوان على غزة، إلى جانب تعطيلها لعدم استعمالها كتهديد للسيادة، فقد أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين، أن “حقل الغاز في شمال الأراضي المحتلة لم يتأثر بفعل معركة طوفان الأقصى منذ 7 تشرين الأول الماضي”.
*ما آثار تقليص الإمداد؟
الحكومة وقعت اتفاقية إمداد الغاز من حقول الأراضي المحتلة مع شركة شيفرون الأميركية، وفق الخبير في شؤون الطاقة هاشم عقل، الذي أكد أن انعكاسات خفض الإنتاج وتقليص الإمداد لن يتاثر إلا في حالتين.
وأوضح عقل لـ “أخبار حياة”، الأربعاء، أن الحالة الأولى تتمثل بتوسع رقعة الحرب إقليمًا ومشاركة أطراف ضد العدوان التي تتعرض له غزة؛ من خلال ضرب حقول الغاز التي تقبع في الأراضي المحتلة.
وتتمثل الحالة الثانية في طول أمد العدوان على غزة وعدم إجراء صيانة دورية لحقول الغاز، وسينعكس ذلك على تأثر الأردن جزئيًا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر، يكمل عقل.
*هل تبدد الاستطاعة المحلية المخاوف؟
يرى الخبير عقل أن القدرة الإنتاجية للأردن من الطاقة المتجددة مع ما يتم استخراجه من حقل الريشة الغازي وما يتم استيرداه من مصر، تشكل في مجملها أكثر من 50% من الاحتياجات المحلية، فيما تبلغ الاستطاعة الكهربائية الإجمالية 6500 ميغاوط.
يضيف إلى ذلك قوله”يصل مستوى الاستهلاك المحلي نحو 3500 ميغاوط بينما في التشاء قد يصل إلى 4000 ميغاوط، لذلك فإن انقطاع إمداد الغاز من الاحتلال الإسرئيلي لن يكون ذا أثر جوهري على الأردن بل ونتيجة التسارع في الاعتماد على الطاقة المتجددة وبشائر المصادرالمحلية يمكن الاستغناء عنه في السنوات القليلة قادمة”.
هل نفعت الاتفاقية الأردن؟
أوضح عقل أن أسواق الغاز العالمية صدمت بارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وإيقاف روسيا تزويد القارة الأوروبية بالغاز، لذلك كان خيار الأردن الاستباقي بتوقيع اتفاقية الغاز مع الاحتلال الإسرئيلي عاملًا رئيسيًا بعدم تاثر الأسعار محليًا.
وأشار إلى أن الأردنيين لم يشعروا بأزمة الغاز التي غزت العام جراء علمية تنويع مصارد التزود بالغاز الطبيعي، ودون ذلك كان أسعار الكهرباء سترتفع بشكل كبير كما حدث في أوروبا وفقد الكثيرون حياتهم بسبب ذلك.
جديرٌ بالذكر أن شركة شيفرون، التي تدير حقل تمار الإسرائيلي، قد أعلنت تلقّيها تعليمات من وزارة الطاقة في تل أبيب بإغلاق الحقل، الذي يقع على بعد 25 كيلومترًا قبالة مدينة أسدود، على طول ساحل جنوب البحر الأبيض المتوسط جهة إسرائيل.
جاء ذلك بفعل إعلان المقاومة الفلسطينية عن معركة طوفان الأقصى والتي وضعت المستوطنات الإسرئيلية على الأراضي المحتلة كمنطقة استهداف للصواريخ الفذة التي تخرج من بطن أرض غزة منذ 26 يومًا