“طوفان الأقصى” جعلت القضية الفلسطينية محور الكون
السعايدة: ضرورة مراجعة العلاقات العربية مع الغرب بشكل جذري للحفاظ على المصالح والحقوق
السعايدة يدعو لتوحيد الخطاب العربي بعنوان وقف إطلاق النار
أخبار حياة – أكد نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة، أن الإعلام سلاح خطير جدا، وخلال الحروب يعد هو نصف المعركة، في الوقت الذي يدرك فيه جيش الاحتلال أهمية الاعلام وقوته التأثيرية على المستوى الاقليمي والدولي، مما يدفعه لاستهداف الصحفيين في قطاع غزة.
وأشار السعايدة في حديثه لبرنامج “صالون حياة“، والذي يأتي كل يوم سبت عبر أثير إذاعة حياة اف ام، إلى أن ما يقوم به الاحتلال من استهداف للصحفيين في معركة “طوفان الأقصى” يعد الأكبر في تاريخه من ناحية عدد الصحفيين الذين ارتقوا شهداء والبالغ عددهم 46 صحفيا، ومن ناحية استهداف المؤسسات الاعلامية والبالغ عددها 50 مؤسسة آخرها مكتب وكالة الأنباء الفرنسية.
“الاحتلال يريد تحقيق جملة أهداف من خلال استهدافه للاعلام في القطاع، الهدف الأول يكمن برغبته أن لا يكون هناك شهود على جرائمة ولا توثيق لها، فالاعلام يستطيع تحشيد الجماهير والرأي العام وتحديدا الغربي، فيما ويتخوف الكيان من التوثيق بالصور والكتابة حيث يمكن استخدام ذلك في المستقبل كوثائق وأدلة لحجم الاجرام الممارس على القطاع”، وفقا للسعايدة.
وتابع:” كلما ضعفت التغطية الاعلامية وتراجع مستواها يمنح ذلك الاحتلال فرصة أكبر أن يمارس توغله ومجازره في قطاع غزة”.
ولفت السعايدة خلال حديثه إلى أمرين يجب الانتباه لهما في العالم العربي، الأول الحاجة لمنصات إعلامية ناطقة بلغات العالم وإذاعات موجهة للعالم الغربي وتخاطبهم بلغتهم وتنقل لهم حقائق ما يجري في المنطقة، والحاجة أيضا لوسيلة أخرى وقد تكون الأسرع وهي بناء شبكة بشكل مؤسسي منهجي للاستفادة من تواجد أصحاب العلم والمعرفة العرب بالدول الغربية للتأثير في الرأي العام من خلال منصات تواصلهم الشخصية.
ودعا السعايدة إلى أن يكون الخطاب العربي واحد وموحد في ظل العدوان على القطاع ويحمل عنوان وقف إطلاق النار، مع ضرورة مراجعة العلاقات العربية بكافة جوانبها مع الغرب مراجعة جذرية لبناء فهم جديد ولغة جديدة معهم وذلك للحفاظ على مصالح العرب وحقوقهم.
“أؤمن بأن وجه الشرق الأوسط سيتغير ولكن بأي سياق سيتغير؟ هذا يعتمد على نتائج ما سيجري في قطاع غزة، فاذا تمكن الكيان من احتلال القطاع وتصفية المقاومة أعتقد ان التغيير سيكون في صالح الاحتلال وهيمنته على المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية تصفية كاملة، ولكن اذا انتصرت المقاومة وصمدت وتم وقف اطلاق النار على الوضع القائم سيؤدي إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني على تسوية لقضيتهم بشكل منصف، وبالتالي سيقبل الكيان بهذه التسويات بشكل يضمن حق الشعب الفلسطيني”، بحسب السعايدة.
وبين خلال حديثه أن الاردن الوحيد المستمر بوضع القضية الفلسطينية على طاولة الحوار على مر السنوات وبكافة المحافل، وما جرى في 7 اكتوبر أعاد القضية الفلسطينية للواجهة وجعلها محور الكون، والمطلوب حاليا هو وقف اطلاق النار والإبادة الجماعية ومن ثم الانتقال للمستوى السياسي، فانتصار المقاومة يعتبر مصلحة استراتيجية للاردن، سيما أن الاردن في الذهينة الاسرائيلية هو وطن بديل وساحة لتسوية القضية الفلسطينية وتفريغ الضفة الغربية، وبالتالي من مصلحة الأردن ومصر ان تنجح المقاومة وتنتصر.
وحول الموقف السياسي الاردني، وصفه السعايدة بالمتقدم جدا سيما ما بعد مرحلة استدعاء السفير الاردني من تل ابيب وإبلاغ الاحتلال بعدم رغبة الاردن بعودة سفير الاحتلال إلى المملكة.
ولفت السعايدة إلى أن هذه القرار أسند الموقف السياسي أمام الشارع الاردني، ولكن وبعد 20 يوما يحتاج الشعب الأردني لخطوة اخرى جديدة.
وطرح نقيب الصحفيين خيارات عدة للضغط على الاحتلال من ضمنها تجميد الكثير من الاتفافيات الاقتصادية مع الاحتلال، أو تجميد اتفاقية وادي عربة.
وفي نهاية حديثه شدد السعايدة على ضرورة الحفاظ على الجبهة الداخلية في الأردن وعدم الانشغال عن القضية الفلسطينية في أمور ثانوية.