خبير عسكري: استهداف مستشفى الشفاء يعد انتصارا وهميا لجيش الاحتلال بعد أن فقد هيبته
أخبار حياة – أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، أن كل ما يجري في قطاع غزة حاليا عبارة عن اشتباكات ميدانية وحالات استعصاء في بعض المناطق، في الوقت الذي يوجد فيه حالات تقدم لقوات الاحتلال إلا أن معظم العمليات بمجملها واجهت حالات توقف وهذا بسبب التكتيكات الجديدة التي اتبعتها المقاومة.
وبين أبو زيد خلال حديثه لبرنامج صالون حياة والذي يأتي كل يوم سبت عبر أثير إذاعة حياة اف ام ، أنه خلال عملية التوغل قام الاحتلال بسحب دباباته من نوع ميركافا 4 واستبدالها بدبابات ميركافا 3 قديمة الصنع منذ عام 1991 وهذا يدل إما أن تكون الاصابات عالية جدا في مدرعات الاحتلال وبالتالي تم استبدال المعدات الحديثه بمعدات قديمة، أو أن هناك شيء ما يخطط له الاحتلال.
ورجح أبو زيد أن السبب وراء استبدال الدبابات هو أن الاحتلال عمل على توطين دبابات ميركافا 3 على حدود الشاطئ لتقوم بثبيت قوات المقاومة في المنطقة، وتوجهت الدبابات الحديثة ميركافا 4 لحي النصر القريب من مدينة غزة، وهذا تسبب بسرعة توغل قوات الاحتلال في حي النصر خلال الساعات الماضية.
“أعتقد أن قوات المقاومة سحبت جزء من قواتها وذهبت باتجاه غزة المدينة وعززت تواجدها هناك، وهذه خطة لجر قوات الاحتلال لمنطقة تقتيل داخل مدينة غزة وهذا ماحدث بالفعل مما أفقد الدبابات ميزة الرمي الواسعة بسبب ضيق غزة المدينة والكثافة السكانية المرتفعة هناك وبالتالي أصبحت عرضة لمنطقة الصفر بالنسبة للمقاومة”، بحسب أبو زيد.
وعن سبب قيام جيش الاحتلال بإطلاق قنابل إنارة بكثافة ليلة الجمعة/السبت، كشف أبو زيد أن السبب وراء ذلك هو وجود اشتباكات عنيفة بين الاحتلال والمقاومة وبالتالي الطائرات فقدت فاعليتها فلا بد من إنارة المنطقة لتخليص قوات الاحتلال المشتبكة مع قوات المقاومة.
وحلل أبو زيد خروح الناطق الاعلامي باسم جيش الاحتلال عقب خروج الناطق الاعلامي للمقاومة في بيان صحفي هو أن المقاومة في موقع هجوم في حين أن الاحتلال في موقع دفاع وتبرير، وهذا يعد نصرا يحقق إلى جانب سلسلة الانتصارات التي حققتها المقاومة.
وحول استهداف الاحتلال لمستشفى الشفاء باستمرار، كشف أبو زيد أن الكيان يعاني عسكريا وسياسيا ولا يستطيع التقدم أكثر من 17 كم من حدود غزة بريا، وفي ظل هذا التأخر في العمليات بالاضافة للخسائر في صفوفه ومعداته وآلياته فالاحتلال يريد رسم صورة انتصار وهمي لإنقاذ ما تبقى من هيبة جيشه والتي تم انتهاكها في 7 أكتوبر.
وتابع أبو زيد:” المقاومة نجحت في إفقاد الاحتلال ميزة كبيرة وهي ميادين الرمي الواسعة وبالتالي أصبح الاحتلال عاجزا عن استخدام أسلحته بالشكل الصحيح، في حين أن الكيان لغاية اللحظة لم يستخدم الطائرات المروحية لإسناد قواته داخل المدن في عملية التوغل البري وذلك لأنه ما زال يشعر أن المقاومة لديها مفاجآت والاحتلال لا يريد مشهد إسقاط طائرة تابعة له أمام الرأي العام فهذا يعد انتصارا كبيرا للمقاومة”.
وأضاف أبو زيد في حديثه لحياة اف ام، أن المقاومة تخطط لمنع الجندي الاسرائيلي من النزول من دبابته إلى الأرض، وهناك فرق بين السيطرة والتطهير، فقوات الاحتلال ممكن أن تسيطر ولكنها صعب أن تطهر طالما لم ينزل الجندي للأرض، في الوقت الذي يعيش فيه قوات الاحتلال حالة رعب تمنعه من النزول من مدرعته للأرض.
وبشأن مدة الحرب، تحدث أبو زيد أن العسكري الاسرائيلي يريد الخروج من مأزق العملية العسكرية للحفاظ على إرث جيش الاحتلال، أما السياسي فهو يضغط لتنفيذ العملية العسكرية ولو كان ذلك على حساب الخسائر للمحافظ على إرث حزب الليكود الذي يقود الحكومة.
وفي نهاية حديثه توقع أبو زيد أن نسمع الليلة أخبار عن عمليات قصف وسنشاهد قذائف إنارة بشكل كبير لإنارة المنطقة وفك الاشتباك بين قوات المقاومة وقوات الاحتلال وبالتالي سحبها خاصة في غزة المدينة، وقد نسمع عن قصف في محيط مستشفى الشفاء، ولا اعتقد أن خلال الـ24 ساعة سيتمكن الاحتلال من تحقيق أي انجاز في الميدان.