Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

تعريفات ترامب على الصلب.. يمكن تعلم الكثير من تجربة 2018

أخبار حياة – كان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألمنيوم من أبرز قراراته التجارية خلال فترته الرئاسية الأولى.

ففي مارس 2018، فرض ترامب هذه التعريفات على واردات الصلب والألمنيوم من غالبية الدول، مستخدماً الأمن القومي كمسوغ، وذلك قبل توسيع نطاق التعريفات في يونيو من العام نفسه ليشمل دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.

وقال ترامب آنذاك إن هذه التعريفات ستسهم في تقليص العجز التجاري وتعزيز التصنيع المحلي. وقد أدت هذه الإجراءات إلى انخفاض حاد في الواردات الأمريكية من المعادن. وتضرر نحو 6.4 مليارات يورو من صادرات الاتحاد الأوروبي من الصلب والألمنيوم.

وبعد مرور ثلاثة أشهر، ردت بروكسل على قرار ترامب بفرض رسوم على واردات أمريكية بلغ إجماليها نحو 2.8 مليار يورو، مع تخصيص ثلث الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم، وثلث آخر على منتجات زراعية، بينما شمل الثلث المتبقي سلعاً أخرى.

واستثنى الاتحاد الأوروبي منتجات أمريكية شهيرة يتم إنتاج غالبيتها في ولايات تصوت للجمهوريين، مثل دراجات «هارلي-دافيدسون» النارية، وسراويل الجينز.

وفي المقابل، أصبحت التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات من الاتحاد الأوروبي مليئة بالإعفاءات بعد أن تمكن المصنعون الأمريكيون بنجاح من إثبات حاجتهم إلى استيراد أنواع محددة من المعادن وقطع الغيار.

وخفضت شركات سيارات، بينها «جنرال موتورز» و«فورد»، توقعاتها للأرباح أو خالفت تقديرات المحللين في عام 2018 بسبب عدم اليقين الناجم عن التعريفات الجمركية،.

وكذلك بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام نتيجة للرسوم المفروضة على واردات الصلب إلى الولايات المتحدة. ورغم شراء الكثير من شركات السيارات الأمريكية غالبية الصلب الذي تحتاجه من مصنعين محليين، إلا أنها تضررت لأن منتجي الصلب المحليين استغلوا الفرصة لزيادة أسعارهم.

كما أن زيادة الإنتاج المحلي كانت محدودة بعد فرض هذه التعريفات. ومنح ترامب في وقت لاحق عدة شركاء تجاريين، بينهم كندا والمكسيك، إعفاءات من التعريفات الجمركية.

وبعد أن ترك ترامب منصبه، اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة على هدنة مؤقتة عندما ألغى الرئيس الأمريكي حينها، جو بايدن، التعريفات الجمركية، واتفقوا على نظام للحصص، إذا تم تجاوزها يتم فرض الرسوم.

بذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تجميد كافة القرارات التي اتخذها في هذا الصدد. ومن المقرر انتهاء الهدنة من جانب الاتحاد الأوروبي بنهاية مارس المقبل، بينما سيحل أجل انتهاء الحصص الأمريكية بنهاية العام الجاري.

وقد سعى كل من بايدن وترامب إلى تشديد القيود على الواردات الصينية؛ ففي العام الماضي، ضاعفت إدارة بايدن التعريفات على واردات الصلب والألمنيوم الصينية التي تدخل الولايات المتحدة بثلاثة أضعاف.

كما شدد بايدن القواعد التي كانت تسمح لبعض واردات الصلب المكسيكي بدخول الولايات المتحدة مُعفاة من الرسوم عن طريق إعادة تطبيق تعريفات قدرها 25% على أي صلب من البلاد لا يُصهَر ويُصَب في أمريكا الشمالية.

ووصف مسؤولو إدارة بايدن القرار بأنه محاولة لمنع دخول الصلب الصيني إلى داخل السوق الأمريكية.

وأقلقت التعريفات الجديدة المستثمرين في الصناعات الأكثر تأثراً. لذلك، انخفضت أسهم بعض صانعي الصلب الأوروبيين عقب إعلان ترامب. وتعد شركة «أرسيلور ميتال»، التي تبيع نحو 13% من إنتاجها في أمريكا، واحدة من أكثر الشركات انكشافاً.

وتبيع الشركة منتجات صلب ذات قيمة مضافة عالية في الولايات المتحدة، خاصة من مصانعها على الأراضي الكندية، وهي مورد مهم لقطاع السيارات الأمريكي.

كما تورد الشركة منتجات صلب نصف مصنعة من المكسيك إلى منشآتها في الولايات المتحدة. وشدد المدير المالي لدى الشركة على أن أي تأثير سيكون من السهل إدارته استنادا إلى ما حدث في عام 2018 حينما عوض ارتفاع الأسعار ازدياد التكاليف.

ويساور القلق الصناعة في الاتحاد الأوروبي أيضاً بشأن الصادرات التي كان يفترض أن تتوجه إلى أمريكا. وأعلنت بروكسل نظام حصص، إذا تم تجاوزه، يتم فرض تعريفات جمركية قدرها 25% على الواردات، ومن المقرر أن ينتهي هذا النظام في يونيو 2025.

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين الأوروبيين في صناعة الصلب: «يتمثل التهديد الأكبر الذي يقابلنا في واردات رخيصة من الصين»، وتابع: «إن لم يكن باستطاعتهم تصدير ذلك إلى الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يدفعوا بالمزيد منه إلى أوروبا».

ومن المرجح أن تتضرر صناعة السيارات من جديد بفعل كل ذلك، مع احتمالية أن تقلل الإعفاءات حدة التأثير.

لكن يأتي تهديد التعريفات هذه المرة مع مواجهة المصنعين تحولاً إلى المركبات الكهربائية واعتماد معايير أكثر صرامة فيما يتعلق بالانبعاثات، ما يصعب عليهم استيعاب ارتفاع تكاليف المواد الخام.وحذرت شركة «فولفو» من انخفاض الربحية هذا العام، مشيرة إلى عدم اليقين الذين يحيط بتعريفات ترامب.

وقال جيم روان، الرئيس التنفيذي لدى المجموعة السويدية: «ستكون هناك تعريفات، وستشهدون بعض التداعيات الجيوسياسية وقدراً من التغيير في السياسة، لذا، فإن هذا سيسفر عن اضطرابات عامة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى