معاذ وليد أبو دلو
بعد ثمان وأربعين يوماً من العدوان على الاشقاء في فلسطين، على مدينة لا تتجاوز مساحتها 350 كيلومترا، وتعتبر ذات الكثافة السكانية المرتفعة عالمياً، تقاوم الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب 17 عاما وتعتبر سجنا مفتوحا لما يتجاوز 2.2 مليون نسمة، خرق من خلال هذا العدوان كافة قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي والقانون الدولي الانساني وارتكبت جرائم حرب لا تعد ولا تحصى على الاشقاء في فلسطين، فالحصيلة لغاية اليوم تقارب 15 ألف شهيد وما يزيد على 30 ألف جريح ونزوح ما يقارب المليون انسان من شمال غزة الى جنوبها، تقرر بعد جهد جهيد من الوسطاء الدوليين التوصل لاتفاق هدنة مؤقتة انسانية لمدة اربعة ايام.
النظام القانوني والسياسي الدولي تحكمه الامم المتحدة من خلال الجمعية العامة ومجلس الامن المخول بحفظ الامن والسلم الدوليين، وقراراته هي التي يجب ان تكون ملزمة للدول سواء بوقف الحرب أو أي قرارات تتعلق بأي نزاع دولي، ولكن نرى دائما قرارات عديدة بمواجهه اسرائيل تضرب بعض الحائط ولا تطبق وتنفذ عليها، لن اخوض في شرعية القانون الدولي ووجوده كحامي لمصالح الدول العظمى الذي يحتاج لتفصيل وهو ليس موضوع هذه المقالة، ولنتطرق للهدنة وطريقة تطبيقها وماذا تعني.
الهدنة بالعادة تكون عبارة عن اتفاق بموجب اتفاقية غير رسمية الى حد ما من اجل وقف القتال بين طرفي النزاع وتكون لفترة زمنية قصيرة محددة لهدف محدود – وغالباً يكون انسانيا- لنقل المساعدات الانسانية والجرحى ونقل المدنيين لأماكن آمنة وتسمى “هدنة انسانية”
ايضاً يوجد هدنة بطابع تعاقدي رسمي نصت عليه اتفاقية لاهاي التي انبثقت عنها الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين واعراف الحرب البرية، والتي تحدد موعد استئناف الاعمال العسكرية بموجب الاتفاقية، ولها شروطها وفق المواد 38 و40 و41 من الاتفاقية.
جاءت هذه الهدنة الانسانية ما بين الحكومة الاسرائيلية والمقاومة الفلسطينية لأسباب كما ذكرنا سابقاً انسانية، واضافة عليها تبادل الاسرى والرهائن، فالأسير يختلف عن الرهينة التي هي شخص يحتجز لدى جماعة من اجل التهديد بقتله او إلحاق الاذى به للتفاوض حوله ولتحقيق اهداف معينة وممكن ان تكون مالية في بعض الاحيان، ويعد وفق القوانين الجنائية للدول جريمة معاقب عليها، ووفق القانون الدولي الانساني جريمة حرب.
أما الأسير فهو وفق القانون الدولي الانساني الشخص الذي يخضع لسيطرة طرف في نزاع مسلح وتم تحديد تعريف الاسير وفق اتفاقية جنيف الثالثة عام 1949 وهو الشخص اسير حرب يتوجب ان يكون عضوا في قوات مسلحة او قوة عسكرية اوجماعة مسلحة غير حكومية منظمة والتي تنخرط في الاعمال العدائية ويقع في قبضة العدو.
فالهدن الانسانية وتبادل الاسرى ممكن ان يمتد ويتطور لعدة اوقات ومدد والى هدن دائمة، ولكن ما ينهي اي صراع مسلح بشكل دائما هو اتفاقيات الصلح والسلام.