المستشفيات الأردنية في الضفة وغزة.. الجرح الفلسطيني غائر في قلوب الأردنيين

مستشفى غزة 1 يناضل رغم الاستهداف الإسرائيلي والحصار

مستشفى غزة 2 يعمل على مدار الساعة ومدخله ملاذ الباحثين عن الأمان

مستشفى نابلس 1 يقدم أفضل الخدمات العلاجية للفلسطينيين بما يخفف من معاناتهم

أخبار حياة – الأردن لا يتعامل مع قطاع غزة على أنه يقع على شواطئ المتوسط.. بل وكأنه على حدوده”.

هذه القناعة.. حقيقة جسدها الأردن تاريخيا بمواقفه السياسية والمبدأية منذ بدء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، لتظل القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين قضية مركزية للأردنيين قيادة وحكومة وشعبا.

ويعبر عن هذا، الموقف الأردني الرسمي والشعبي في رفض السيناريوهات المطروحة منذ بدء العدوان على غزة سواء ما ارتبط بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة أو ما تعلق بسيناريوهات التهجير وإفراغ الأرض من سكانها.

تعزيز صمود الفلسطينيين في الضفة والقطاع، ظل هما أردنيا تجسد بعناوين كبيرة وكثيرة منها المستشفى الميداني الأردني “غزة 1” الذي شيدته سواعد الجيش الأردني في شمال القطاع في العام 2009.

مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين أول/ أوكتوبر من هذا العام، بذل المستشفى أقصى طاقاته ليقدم الخدمات الطبية والعلاجية والتدخلات الجراحية للغزيين الذين كانوا ومازالوا ضحية العدوان.

تعرض المستشفى (غزة 1) لتهديدات جيش الاحتلال وكان هدفا قصفته آلة الحرب الإسرائيلية لثنيه عن ممارسة دوره، فكان الرد الأردني بالاستمرار في تقديم الخدمة الطبية وبإنشاء مستشفى ميدانيا ثانيا في جنوب القطاع.

وجاء تشييد المستشفى الميداني الثاني “غزة 2” في وقت بالغ الصعوبات الأمنية واللوجستية، حيث يواصل الاحتلال القصف من الجو والبر، ووسط حصار خانق يصعب فيه إدخال الماء والغذاء للقطاع.. “فكيف الحال بإدخال معدات وأجهزة لإنشاء مستشفى ميدانيا ثانيا”.

في أثناء تشييد المستشفى الميداني الثاني جنوب القطاع، نجح الأردن في كسر الحصار بإنزال جوي مدّ فيه المستشفى الميداني “1” بما يحتاج من دواء ومعدات طبية لإكمال رسالته رغم الاستهداف والقصف.

مر على إنشاء المستفى الميداني الأردني في خانيونس “غز 2” نحو خمسين يوما، استقبل المستشفى 15474 حالة، أجرت خلالها 4473 عملية جراحية، بمعدل 203 عمليات جراحية يوميا.

يعتبر مستشفى غزة 2، مستشفى جراحيا مخصصا لاستقبال الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي، إلا أنه بات يستقبل الحالات الطارئة، تحديدا إصابات الحرب.

يعمل المستشفى طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار اليوم، إحساسا منه بأن الحدث جلل وإصابات الحرب تحدث في كل وقت.

كما ويعتبر المستشفى ملاذا للكثير من أهل غزة، يلجأون إليه ويجتمعون عند مدخله بحثا منهم عن مكان آمن وسعيا لتوفير ما يحتاجونه.

يقول عضو مجلس الأعيان، الدكتور إبراهيم البدور لـ “أخبار حياة” إنه خدم في المستشفى الميداني الأردني بقطاع غزة قرابة 3 أشهر.

وأضاف في حديث لـ”أخبار حياة”، اليوم السبت، إن المستشفى الميداني الأردني في غزة يخدم الأهل في غزة حيث قام بعمليات معقدة مثل “الدماغ والعمود الفقري” لافتا إلى أن الفريق الأردني أنقذ حياة الكثير من المصابين الغزيين.

وأشار البدور إلى أن المستشفى الميداني، تأسس في 26 كانون الثاني 2009 وتبلغ قدرته السريرية 40 سريرا.

وأوضح البدور أن ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، “قصص غير منطقية ولا تمت للواقع بصلة“، والجهود المقدمة للغزيين من دعم إنساني من أعلى المستويات.

وقال: هناك من يعمل لزعزعة هذه اللحمة بين الأردنيين والفلسطينيين.

ودعا البدور في حديثه لـ”أخبار حياة“، الوقوف ضد الشائعات المنتشرة خاصة ضد الجهات التي تهدف إلى إضعاف دور الأردن في دعم القضية الفلسطينية.

ويرى الأردن أن مكامن خطر وتهديدات الاحتلال لا تقتصر فقط على قطاع غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية التي تعاني من هجمات المستوطنين المتطرفين، فأخذ الأردن على عاتقه بتقديم العون والمساعدات للفلسطينين بالضفة الغربية عبر شاحنات غذائية ودوائية.

شيد الأردن، من أجل ذلك، أيضا مستشفى ميدانيا خاصا في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وسير قبل أيام شاحنات من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ليكسر في ذلك الأردن الحصار المفروض على قطاع غزة بأسلوب جديد.

وفي المستشفى الميداني نابلس 1 أيضا، الذي تم تشييده في السادس والعشرين من تشرين ثاني/ أكتوبر الماضي، تعمل الطواقم الطبية على استقبال المراجعين وتقديم أفضل الخدمات العلاجية للأشقاء الفلسطينيين بما يخفف من معاناتهم على مدار الساعة، وفق ما اعلن في وقت سابق قائد قوة المستشفى.

ويعبر الموقف الأردني السياسي والإنساني، عن أن الجرح الفلسطيني غائر في قلوب الأردنيين، وأن ما يسري في عروق الأردنيين والفلسطينيين دما واحدا ومن زمرة واحدة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات