شديد: الإدارة الأميركية تتبنى خطاب حل الدولتين لتبريد المنطقة

أخبار حياة – قال الخبير في شؤون الاحتلال، عادل شديد، إن القضية الفلسطينية والمنطقة العربية يمران بالمرحلة الأكثر حساسية منذ بداية المشروع الصهيوني منذ 100 عام.

وأضاف لبرنامج أستديو التحليل عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن التطورات التي نشأت لدى الاحتلال ومضمونها يتأطر بسيطرة تيار الصهيونية الدينية على الحكومة، أخرج مشروع التهجير من تحت الطاولة إلى فوقها.

ما يحدث الآن ليس في غزة فقط بل في الضفة الغربية، حيث الإعلانات اليومية والجمعيات التي يزداد عددها لحث الفلسطينين على الهجرة تجاه الأردن وإن لم يتم ذلك طواعية سيكون هناك تهجيرًا بالقوة، بحسب شديد.

وأكد أن ما يقوم الاحتلال بتفيذه كان يحتاج موقفًا رسميًا فلسطينيًا يرتقي للتحدي الأخطر بتاريخ القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن استمرار الوضع الحالي لم يعد يريح كثيرًا من القوى في المنطقة والإدارة الأميركية.

وتابع “لم يرتقِ الموقف الأميركي والإقليمي والدولي في ذات الوقت لمخاطبة الاحتلال بلغة مختلفة عبر الضغط للقبول بالحقوق الفلسطينية”.

وبين أن الإدارة الأميركية تمتلك الكثير من أدوات الضغط الكفيلة والقادرة على حمل الاحتلال للقبول بما تفرضه وإن لم يكن منسجمًا معها، لكن المشكلة تتأطر بعدم جدية الإدارة الأميركية بموضوع حل الدولتين بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني.

وأشار إلى الإدارة الأميركية تتبنى خطابيًا فكرة حل الدولتين كنوع من إدارة الأزمة القائمة لتبريد المنطقة وتشكيل مبرر وغطاء للعرب للدخول بمسار الإعمار، خاصة وأن الاحتلال يرفض مشاركة أي دولة عربية إن لم تكن على علاقة تطبيعية معه.

وأوضح أن الخلافات لدى حكومة الاحتلال الأخذة بالازدياد يومًا بعد يوم تخلق أجواء منافسة سلبية، حيث بدأوا ـ أي أعضاء في الحكومة ـ حملاتهم الانتخابية من خلال الظهور بالتوحش والإجرام وخطاب قتل أكبر عدد من الفلسطينين.

بدوره، قال المحلل السياسي، الدكتور عامر السبايلة، إن الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة بحد ذاته أمر غير واضح المعالم، وينبثق عنه أسئلة عديدة تحدد حقيقة إمكانية تطبيق واشنطن لحل الدولتين.

وأضاف لبرنامج أستديو التحليل عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن ترامب أسس لفكرة نتنياهو بالقفز عن القضية الفلسطينية والذهاب باتجاه السلام مع العرب على حساب الفلسطينين، وذلك أفقد فكرة حل الدولتين كثيرًا من قيمتها على الأرض.

وبين أن الأزمة العميقة في غزة وتمتد تدريجيًا إلى كافة أرجاء المنطقة تفرض تغيير الأولويات، وبالتالي فإن احتواء الأزمة وإعادة ترتيب ملفات المنطقة بدأت تطغى بشكل أكبر على حديث حل الدولتين.


وأكد أن الأوليات على الأرض تتغير، أيضًا، خاصة أن لا أحد استطاع وقف الحرب في غزة مما شكل واقعًا كارثيًا على المستوى الإنساني والبنية التحتية، مما جعل الأولوية للحديث عن كيفية إنهاء الأزمة وإعادة الإعمار.

الحديث الأبرز بالنسبة للجميع عن شكل إدارة ملف في قطاع غزة بعد الحرب وهو أقرب أن يكون ملف تكنوقراطي منه سياسي، وبالتالي المتغيرات تشير إلى تشكل واقع مفاده أن فكرة حل الدولتين أو تقديم تنازل للفلسطينين ليس على سلم الأولويات، وفق السبايلة.

وأوضح أن الحديث المجرد للإدارة الأميركية عن حل الدولتين هو أقرب لتسويق كلام، مشيرًا إلى أن ترامب في مشروع صفقة القرن أشار إلى دولة فلسطينية وكانت أوضح من ناحية الطرح، حيث جاءت على شكل نقاط يمكن ربطها بشكل معين.

وتابع “بايدن يقدم كلامًا عن دولة فلسطينية يتزامن مع رغبة الولايات المتحدة بتحقيق نوع من أنواع الإنجاز على المستوى الاقليمي بفكرة إعادة السلام الإقليمي، ولو أن السعوديين وضعوا شروطًا أبرزها أن تكون الدولة الفلسطينية موجود وليس القفز كما النماذج السابقة قبل الحديث عن السلام”.

وشدد أن الإدارة الأميركية تريد تحقيق إنجاز ليس على المستوى الفلسطيني الذي لا يمكن تسويقه سياسيًا على أنه إنجاز، لذلك يبقى السلام الإقليمي هو الإنجاز لتقديم شيء مختلف.

ولفت إلى أن استمرار الاحتلال في عدوانه على غزة يأتي لخلق واقع جديد في قطاع غزة، “وإلا لماذا يتم تدمير البنية التحتية بهذه الطريقة ولماذا يتم إطالة أمد العدوان أيضًا؟”، مشيرًا إلى أن الاحتلال خلق واقعًا يجعل الجميع محشورين بالحديث عن ملف غزة وواقعها.

لمشاهدة حلقة أستديو التحليل

https://www.facebook.com/HayatFmTv/videos/1380048262604021/

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات