أطباء: الصيام مفيد لمرض القلب المستقر

أخبار حياة- تعد أمراض القلب من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، إذ تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الأمراض تقف وراء 16 % من مجموع الوفيات عالميا.

وفي المملكة تؤكد الدراسات والأرقام أن ربع سكان المملكة معرضون لخطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما تبلغ نسبة الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية 39 % من الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة.

ومع شهر رمضان يتساءل العديد من هؤلاء المرضى عن إمكانية الصوم مع المعاناة من أمراض قلبية.

ويؤكد الخبراء أن الصوم مفيد جدا لأمراض القلب، لأن الصوم، حسب الدراسات، يخفض العديد من المواد الضارة ويعمل على خفض الضغط الشرياني ويحد من التسارع في دقات القلب ويعمل على خفض اليوريك أسيد والدهون الثلاثية والكوليسترول.

ويميز الخبراء بين الأمراض القلبية من جهة، وحالة كل مريض على حدة، في حال أداء عبادة الصوم، ففي الحالة المستقرة يمكن لمريض القلب أن يمارس حياتة بشكل اعتيادي كامل.

والحالة المستقرة هي الأشخاص الذين لا يصابون بأعراض متكررة كآلام الصدر أو الصعوبة في التنفس، حيث إن الصيام يكون غالباً مفيداً لهذه الحالات لأنه يساعد على تقليل كميات الطعام الذي يتم تناوله، والابتعاد عن التدخين، والحد من التوتر، ما يسهم في تخفيف المخاطر العامة الناجمة عن أمراض القلب وينعكس إيجابياً على صحة مريض القلب، بحسب أخصائي أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية الدكتور سهيل الغانم.

وبين الغانم لـ «الدستور» أن الحالة غير المستقرة في أمراض القلب لا يسمح لها بالصيام على الإطلاق بل يطالب صاحبها بأخذ كل عارض على محمل الجدية حتى يثبت العكس.

وقال «ما نعنيه بالحالة غير المستقرة هو حاجة هذه الحالة إلى الأدوية، وكأمثلة عن ذلك: الضغط غير المستقر، بارتفاع وهبوط، مريض يحتاج جرعة إضافية من الأدوية، آلام صدرية باستمرار، وبعضها قد يحتاج إلى تدخل دوائي فوري مثل موسعات الشرايين»، مؤكدا أن هؤلاء المرضى لا يستطيعون الصوم على الإطلاق.

وأضاف الغانم «على مريض القلب ألا يتجاهل أي عارض والتعامل معه بجدية»، مؤكدا أن على كل مريض قلب في حال شعر بعارض صحي تلخص في التعرق، الهبوط، الوهن، الخفقان، الضغط الشرياني غير المنتظم، الصداع الشديد، أن يكسر صيامه فورا.

أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والقلبية الدكتور حامد قطيفات قال إن كل مريض قلب عليه استشارة طبيبه في الصوم من عدمه، وأكد ضرورة طلب مشورة طبيب القلب لتحديد مواعيد تناول الأدوية والجرعات المناسبة لتجنب حدوث أي مضاعفات.

وأوضح أن هناك حالات مرضية لا يمكن السماح لأصحابها بالصوم، ومنهم مرضى عدم انتظام ضربات القلب من النوع الخبيث الذين يعالجون بالأدوية ومرضى القلب الذين تتطلب حالاتهم البقاء تحت الملاحظة داخل المستشفى، إضافة إلى مرضى الجراحات ومرضى التضيق أو الالتهاب الشديد للصمامات، والمرضى الذين يتعاطون أدوية تخثر الدم، ومريض قصور القلب الاحتشائي الذي يعاني من التعب الشديد وضيق التنفس، حيث يحتاج لتعاطي مدرات البول باستمرار، ومرضى الأزمة القلبية الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة التي تعقب حدوث الأزمة القلبية.

وشدد الخبراء على ضرورة أن يتفهم مريض القلب هذا المنع من الصيام لأن حالته تتوجب عدم الصوم لأنه بحاجة إلى أن يتناول كميات صغيرة من الطعام مقسمة إلى أربع وجبات على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبتين كبيرتين خلال شهر رمضان الفضيل.