أخبار حياة – على الرغم من أن جولة المفاوضات الأخيرة بين حركة حماس والاحتلال بدأت بجملة اعتراضية تأطرت بـ “تفاؤل حذر”، لكن آثر القادة السياسيون لدى الاحتلال أن يبددوا آمال الوصول لوقف إطلاق نار في غزة، بعد إعلان بدء اجتياح رفح.
ولم يكن للحضور الأميركي الرفيع الذي يمثله مدير السي آي إي ويليام برنز، للدفع تجاه إتمام الاتفاق في المحادثات التي جرت في العاصمة المصرية، أثرًا حقيقًا؛ حيث كانت السطوة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أكد صراحة أنه سيعيق إمكانية التوصل لاتفاق بكل السبل.
وكان نتنياهو قد جدد رفضه القاطع لشرط حماس إنهاء الحرب في القطاع وانسحاب الجيش منه بل تعهد بمقاومة الضغوط الدولية لوقف الحرب. عقبها أمعن وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت برمي الوزر في حال لم يتم الاتفاق على حركة حماس واصفًا أنها ” ليست جادة في التوصل إلى اتفاق”.
*نفاق ووهم ــ
يذهب العديد من الخبراء إلى أن الإدارة الأميركية لا زالت متذبذبة في الموقف؛ فمرة تصرح أنها مع الدفع تجاه اتفاق وأخرى بضرورة إبلاغ الاحتلال بخطته إذا ما أراد اجتياح مدينة رفح، فيما يعيش أهالي القطاع حالة غير مسبوقة من الفقد والجوع والعطش والنزوح على مدى 8 أشهر.
وتتسع التحليلات أن الشق الأول من التصريحات المتلاعبة على وتر الفكر الرغائبي الذي تمارسه الإدارة الأميركية لا تتعارض ضمنيًا مع تطرف نتنياهو بل تعزز أرضيته وقرارته بعدم الذهاب لهدنة، لأن الولايات المتحدة أيضًا تريد إنهاء حركة المقاومة حماس، فيما يبقى الهدف من التصريحات دغدغة مشاعر المطالبين بوقف العدوان على غزة، وفق خبراء.
الاستدلال الأبرز على “نفاق” الولايات المتحدة يتأطر بمنع الاحتلال من شن ضربة رد قوية على العمق الإيراني بعد قصف طهران الأراضي المحتلة وتدمير قاعدتين عسكرتين، بالتالي أيمكن القول أن نتنياهو تغلب على مدير السي آي إي ومنع اتمام اتفاق الهدنة؛ أم أن الضغط الأميركي غير حقيقي؟.
*تلويم المقاومة ــ
ودائمًا؛ خاصة في أعقاب فشل المحادثات، تلقي الأطراف الداعمة للاحتلال الأثم الأكبر والشرك الأعظم على حركة حماس ، حتى مؤخرًا اعتبر البعض أن عمليات المقاومة البطلة سببًا في إعلان الاحتلال بدء عمليته العسكرية في رفح.
لكن وفق ما رشح من تصريحات الوسطاء فقد أبدت حركة حماس خلال الجولة الأخيرة مرونة عالية جدًا بقصد إتمام اتفاق يفضي في نهايته لوقف العدوان على غزة، لكن اليمن المتطرف يريد الاستمرار بسفك دماء الأبرياء في القطاع لعدم وجود قوة ردع حقيقة تمنع ذلك.
وقدم مسؤول مطلع لدى الاحتلال برهانًا أن “إسرائيل وحماس كانتا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق قبل يومين، لكن تصريحات نتنياهو بشأن رفح أجبرت حماس على تشديد مطالبها في محاولة لضمان عدم دخول قوات الاحتلال المدينة المكتظة بالنازحين”.
وقال المسؤول، إن حماس تسعى الآن للحصول على مزيد من الضمانات بأن “إسرائيل” لن تستأنف الحرب بعد تنفيذ جزء من الاتفاق، وفق ما نقلت نيويورك تايمز.
*آمل لم ينقطع ــ
ورفض مسؤولون أميركيون نعي المحادثات الهدنة، والقول إنها وصلت إلى طريق مسدود، ما يشير إلى أن الأطراف ما زالت تراجع تفاصيل المقترح المصري، كما نقلت وسائل إعلام عربية. فيما من المتوقع أن يزور بيرنز تل أبيب خلال الساعات المقبلة من أجل الدفع نحو إجراء اتفاق يؤدي إلى وقف النار وتبادل الأسرى.
وفي خضم الشد والجذب، قالت محطة إذاعة عبرية، الاثنين، إن قوات الاحتلال، “بدأت إجلاء” المدنيين الفلسطينيين من رفح قبل هجوم محتمل على المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة، تزامنا مع اليوم الـ 213 من عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
بدروه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في مؤتمر صحفي عقد في جنيف الجمعة، أن أي عملية عسكرية برية إسرائيلية في رفح “قد تؤدي إلى مذبحة” وستشل العمل الإنساني المنقذ للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأِشار المتحدث باسم الأوتشا، يانس لاركيه، إلى أن أي عملية برية “ستعني المزيد من المعاناة والموت” بالنسبة للسكان المدنيين والنازحين البالغ عددهم 1.2 مليون فلسطيني في المدينة الواقعة في أقصى جنوبي القطاع وما حولها.