أخبار حياة – “يمّا أنت حمزة؟!”.. لا أحد يعلم حقيقتها أهي جملةٌ استفهاميّةٌ أم استنكاريّةٌ أم هو التعجب الممزوج بالوجع والقهر، أو لعله الشوق وحرقة الأمّ على شوقها لابنها الذي غيبته سجون الاحتلال الظالمة لعامين متتاليين، وفي لحظة الشوق المنتظر تعانقه وتتحسسه وتقلبه بيديدها ونظرات عينيها المتحسرة ولسان حالها ماذا فعلوا بك يا حبيبي هؤلاء المجرمون الصهاينة.
"يما أنت حمزة !!"
— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 25, 2024
أم لم تستطع التعرف على ابنها بسبب تغير ملامحه وفقدان وزنه، نتيجة للظروف الصعبة والقاسية والتعذيب المستمر في مراكز التعذيب الإسرائيلية .
الإفراج عن الأسير حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة بعد اعتقاله في سجون الاحتلال. pic.twitter.com/EJPjqPchrJ
مقطع فيديو قصير – رصده المركز الفلسطيني للإعلام – للحظة عناق ووجع وقهر يعيشها الشعب الفلسطيني مع أبنائهم الذين يخرجون من سجون الاحتلال وقد تغيرت ملامحهم بالكامل، فما عادوا يعرفونهم، فمن شدة التعذيب والتجويع، أغلبهم فقدوا نصف وزنهم، ولو مرّ أحدهم من جانب أمّه أو أبيه أو أخيه، دون أن يقول له أحدٌ أنّ هذا ابنكم لما عرفوه، وهذا ما حصل تماما مع الأسير حمزة الصيفي عن لقائه لوالدته.
عامان في الاعتقال الإداري غيّرا ملامحه
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن الاسير حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة ببيت لحم بعد عامين من الاعتقال الإداري.
وفي مشهد مؤثر لم تتمكن والدة الأسير حمزة الصيفي من التعرف عليه لحظة الإفراج عنه على معبر الظاهرية بسبب تغير مظهره، ونحول جسده بسبب سياسة التعذيب والتجويع التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى منذ الحرب على غزة .
وعبرت والدة الأسير الصيفي الذي قضى عامين بالاعتقال الإداري وافرج عنه من معتقل النقب باستغرابها حول التغير الكبير بمظهره لدى محاولته عناقها بسؤاله “يما أنت حمزة”؟!.
سجن النقب شاهدٌ على التعذيب
وبين نادي الأسير أنّ سجن (النقب) ما يزال يشكّل أبرز السّجون الشّاهدة على جرائم التّعذيب بحقّ الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، وهذا ما تعكسه شهادات المفرج عنهم، ولا تقل مستويات هذه الشّهادات عن مستويات الشّهادات في معسكر (سديه تيمان) وغيره من السّجون، والمعسكرات.
وذكر أنّ الصيفي البالغ من العمر (32 عاماً) متزوج وأب لطفلين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 6 سنوات في سجون الاحتلال.
وأكد نادي الأسير مجدداً أنّ جميع الجرائم والسياسات الراهنة التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى، هي جرائم وسياسات ثابتة انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير اليوم مرتبط بمستواها وكثافتها.
الوزير الأسبق الجعبري: (273) يومًا في الأسر غيّرت معالمي
الوزير الأسبق عيسى الجعبري – حاله حال آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، حيث يقول في وصف هذه الحال المؤلمة بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال: عندما أُفرج عني قال لي إخوتي: لو رأيناك فجأة في الشارع لما عرفناك!
وتابع في منشور له على فيسبوك: وفي اليوم التالي دخلت المسجد لصلاة الظهر، فرآني أحد رواد المسجد الذين كنا نصلي معًا فيه يوميًّا فلم يُبد أي ردّ فعل فذهبت إليه وألقيت عليه السلام، وسألته: كيف حالك يا أبا فلان؟ فأجاب حامدًا وهو ينظر إليّ متسائلًا: من هذا الغريب الذي يسلّم عليّ! فقلت له: ألم تعرفني؟ فاعتذر، وسألني: من أنت؟ وعندما أخبرته من أنا عانقني متفاجئًا معتذرًا.
وتابع الجعبري بالقول: اليوم كنت في المستشفى لإجراء بعض الفحوصات فمرَّ بي صديق عزيز، فوقفت وألقيت عليه السلام، فنظر لي نظرة متسائل: من هذا؟ فابتسمت، ثمّ لما أمعن النظر بي شهق شهقة مندهش: أهذا أنت؟! ثم اعتذر أنه لم يعرفني بسبب تغير منظري بشكل كبير.