أخبار حياة – قال أستاذ علم النفس، الدكتور ابراهيم العدرة، إن الإنسان اليوم في ظل العالم الإفتراضي والتطور التكنولوجي أصبح ضائعا، وكما أن الغزو الفكري التكنولوجي قد يسبق الثقافة الإنسانية الحياتية، فأصبح الإنسان غير قادر على مواكبة وترتيب أموره الشخصية في ظل الاتساع التكنولوجي.
أضاف العدرة في حديثه لبرنامج بيت حواء عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن على الإنسان مواكبة التطور يأخذ من وقت الفرد وجهده ويعمل على استنزاف طاقته النفسية، حيث أن هذا التطور جعل الفرد يواجه ذاته بطريقة مخيفة مما يشعر الإنسان بالغربة والخوف والتردد.
وأوضح العدرة، أن الجيل الذي يعاني من هذا التطور هو الذي عاش ما قبل الغزو الثقافي التكنولوجي وما بعده، وذلك لأن الجيل يبقى على مقارنة بين ما قبل التكنولوجيا وما بعدها.
وأشار إلى أن الجيل الذي وُلد ما بعد الثورة الرقمية، لا يمكنه الشعور في تلك المقارنات، وذلك لأنه وُلد “مع الشاشة” وأصبحت الرقمنة جزء من حياته.
وأكد العدرة، أن دور العائلة هو إعادة الإنسان “لحياته” و”لثقافته البشرية”، وأن على العائلة إعادة ترتيب الأولويات، أي أن عليهم إعطاء الأولوية للأبناء وللمنزل وعدم إهمالهم.
وقال العدرة إن التقلبات المزاجية لدى الآباء هي التي تجعل الأبناء ينفرون إلى “العالم الافتراضي”، حيث على الآباء العمل على نشاطات مشتركة وشحن طاقاتهم، للأبناء.
ولفت العدرة في حديثه إلى أن “الإدمان الالكتروني” هو مثل أي نوع من أنواع المخدرات، لذلك على الآباء الانتباه للأبناء ومراقبتهم، حيث أن العالم الافتراضي يخزن آلاف الأفكار والفيديوهات والشخصيات في عقل الإنسان لذلك يفقد الإنسان طاقته على الاندماج على أي شيء.
ومن جانب آخر، فإن المجتمع يعيش اليوم في “أزمة اتصالية”، فإن حياة الفرد أصبحت هشة حيث فقدت أسس التماسك المجتمعي الحقيقي، وذلك نتيجة التكنولوجيا والتغيّر الاجتماعي، وكذلك ثقافة الاستهلاك والمادية التي تغزو العالم والغزو الثقافي “الفكري، السياسي،الاجتماعي والديني”.
ونوه العدرة، أن على الأفراد إعادة تأسيس المفاهيم، والعودة إلى الثقافة الدينية والأخلاقية، وتأسيس نظام قيّمي جديد وواضح يواكب العصر الجديد، وكما على الإنسان تقييم ذاته وانجازاته وأولوياته وتصويب أخطاءه.
وختم العدرة، أن عملية التغيير تبدأ من الفكر ثم تنتقل إلى المشاعر ثم تتحول إلى سلوك، حيث أن الإنسان عندما يقنع نفسه بأمر فإن المشاعر تبدأ بالتحرك والسلوك يبدأ بالتغيّر.