أخبار حياة – يرتفع منسوب القلق والترقب لسيناريوهات الاشتعال في منطقة الشرق الأوسط، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في بيروت، وسط توعّد إيران والمجموعات المدعومة منها بالرد، وتعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري بمزيد من السفن الحربية وأسراب الطائرات.
الولايات المتحدة قررت إرسال مجموعة حاملة طائرات هجومية، وسرب مقاتلات وسفن حربية إضافية إلى الشرق الأوسط، مع استعداد المنطقة لانتقام إيراني في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران فجر الأربعاء الماضي.
وربما تكون هذه أكبر حركة للقوات الأمريكية إلى المنطقة منذ الأيام الأولى لحرب غزة، عندما أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية نحو الشرق الأوسط في تحذير علني، للجماعات المسلحة الإقليمية بعدم توسيع نطاق القتال.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لشبكة «سي إن إن»: «لقد سمعنا المرشد الأعلى بصوت عالٍ وواضح أنه يعتزم الانتقام لمقتل أحد قادة حماس في طهران، وأنهم يريدون شن هجوم آخر على إسرائيل… لا يمكننا أن نفترض أننا من المحتمل أن نكون ضحايا لهذا النوع من الهجمات، لذلك يجب علينا أن نتأكد من أن لدينا الموارد والقدرات المناسبة في المنطقة».
تهديدات إيرانية
وفي طهران، قال مستشار قائد فيلق القدس بـ«الحرس الثوري» الإيراني، إيرج مسجدي: «إن إيران ستنتقم لهذه الدماء» من إسرائيل. كما هدد قائد الحرس، الجنرال حسين سلامي، إسرائيل بضربة مضادة واسعة النطاق من الميليشيات المتحالفة في المنطقة.
وفي رسالة إلى زعيم «حزب الله»، تحدث سلامي عن انتقام قاسٍ ودموي. وكتب سلامي أنه سيتعين على إسرائيل دفع ثمن باهظ لمقتل هنية وشكر.
وصرح رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي بقوله: «سيكون ردنا على الأمريكان والصهاينة بطريقة تجعلهم يندمون»، حسب تعبيره.
وقال «الحرس الثوري» في تقرير جديد: إن اغتيال هنية، تم باستخدام مقذوف قصير المدى يزن حوالي 7 كيلوغرامات، أطلق من خارج بيت ضيافته في طهران، متهماً الحكومة الأمريكية بدعم إسرائيل في التخطيط للهجوم وتنفيذه.
ويبدو أن الحرس الإيراني يرد على تقارير وردت في وسائل إعلام أمريكية جاء فيها أن هنية قتل بعبوة ناسفة وضعت في بيت الضيافة قبل شهرين من سفره إلى طهران.
تصور السيناريوهات
ويغرق المحللون والخبراء العسكريون في محاولة تصور السيناريوهات المحتملة للرد من جانب إيران وحلفائها، وما يمكن أن تؤول إليه أوضاع المنطقة، في ظل انفجار يبدو حتمياً.
وكتبت صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة المتشددة، أمس، أن تل أبيب وحيفا «بين الأهداف»، متوقعة «خسائر بشرية أليمة».
وبحسب مصدر في «حزب الله»، فإن إيران وحلفاءها يبحثون احتمالين للرد على إسرائيل، ما بين «الرد بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافاً إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كل طرف بمفرده إنما بشكل منسق». وتوقعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أمس، أن يرد «حزب الله» بضربات «في عمق» إسرائيل و«لا يكتفي بأهداف عسكرية».
وفيما أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو أن إسرائيل في حال جهوزية «عالية» من الاستعدادات لأية سيناريوهات، يتوالى طلب الدول من رعاياها عدم السفر إلى دول المنطقة، أو مغادرة الموجودين فيها سريعاً. وحثت السفارة الأمريكية في لبنان الأمريكيين إلى «حجز أي بطاقة سفر متاحة» لهم لمغادرة البلاد، مشيرة إلى أنه على الرغم من تعليق وإلغاء العديد من الرحلات إلا أن «خيارات النقل التجارية لمغادرة لبنان لا تزال متوفرة».
وحثت الحكومة البريطانية مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد فوراً، مشيرة إلى وجود سفن إنزال بريطانية في شرق البحر الأبيض المتوسط لدعم الحلفاء في المتطلبات الإنسانية، مع قيام سلاح الجو الملكي أيضاً بوضع مروحيات نقل في وضع الاستعداد. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان: «التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع.. غادروا في الحال»،
وأعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت بعدما نصحت الآلاف من رعاياها بمغادرة البلد، فيما مددت شركتا «إير فرانس» و«ترانسافيا فرانس» تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 أغسطس على الأقل. كذلك، دعت فرنسا رعاياها الذين يزورون إيران إلى المغادرة «في أسرع وقت».