أخبار حياة – دعا مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي ليقدم المساعدة في وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان “عبر الحدود وخطوط القتال وجواً وبراً” للتصدي لمجاعة يعاني منها موقع واحد على الأقل في شمال دارفور.
واقترحت الولايات المتحدة الشهر الماضي، أن يدرس المجلس السماح بعبور المساعدات من المعابر الحدودية مثل أدري من تشاد. لكن الحكومة السودانية المدعومة من الجيش وروسيا التي تملك حق النقض في المجلس قالتا الثلاثاء إن لا حاجة إلى تحرك مجلس الأمن.
وقال سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد للمجلس: “إذا حدثت مجاعة.. فنحن مستعدون للتعاون معكم، وسنفتح المعابر لأي مساعدات إنسانية. إنها ليست الحكومة التي أفتخر بتمثيلها هنا، هي التي تمنع المساعدات الإنسانية”.
وقال مرصد عالمي للجوع، إن الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً في السودان والقيود المفروضة على المساعدات تسببت في مجاعة في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور. ورفضت الحكومة السودانية هذا التقرير، بينما أبدت روسيا شكوكها فيه.
ويوجد مخيم زمزم في منطقة تعد آخر معقل مهم لقوات الدعم السريع في دارفور، حيث تحاصر هذه القوات المنطقة ولم تصل أي مساعدات إلى المخيم مترامي الأطراف منذ أشهر.
وقالت إيديم ووسورنو مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة لمجلس الأمن اليوم الثلاثاء: “حين تحدث المجاعة، فهذا يعني أننا تأخرنا كثيراً. وهذا يعني أننا تخاذلنا. وهذا يعني أننا، المجتمع الدولي، تقاعسنا”.
حظرت الحكومة في فبراير (شباط) دخول المساعدات عبر معبر أدري الحدودي، أحد أقصر الطرق المؤدية إلى المنطقة التي تعاني من مجاعة.ويقول مسؤولون حكوميون إن قوات الدعم السريع تستخدم المعبر لنقل الأسلحة.
وقالت ووسورنو إن أدري “سيكون الطريق الأكثر فعالية وسيسمح بدخول المساعدات بالسرعة والحجم المطلوبين في هذه المرحلة الحرجة الحاسمة”.
كما قالت إن نداء الأمم المتحدة لجلب مساعدات للسودان بـ2.7 مليار دولار لم يمول إلا بـ 32%.
وقال ستيفن أومولو المسؤول الكبير في برنامج الأغذية العالمي: “نحن في حاجة ماسة إلى مساعدة المجلس لضمان قدرتنا على العمل بشكل فعال، ودون تدخل”، مضيفاً أنه يجب أن تكون هناك إمكانية الدخول عبر أدري وطرق إمداد أخرى عبر الحدود.
واقترحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن ينظر مجلس الأمن في تبني قرار للموافقة على دخول المساعدات عبر الحدود إلى السودان، على غرار الإجراء الذي اتخذه في سوريا. فيما قال دبلوماسيون إن مثل هذا الإجراء ليس قريباً.
وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي للمجلس الثلاثاء إن المجتمع الدولي “لا يجب أن يتدخل في الشؤون الداخلية للسودان بحجة الوضع الإنساني الخطير، وأن يوجه السلطات الشرعية بسبب الممرات الإنسانية التي يجب فتحها”.
ووافق المجلس بين 2014 و2023، على دخول مساعدات من الدول المجاورة للملايين، معظمهم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا. وكانت الموافقة ضرورية بعد رفض السلطات السورية.