أخبار حياة – حذر خبراء وسياسيون من تداعيات ارتفاع نسب البطالة بين الشباب في الأردن إلى نحو 43 %.
وقال الدكتور فاخر دعاس منسق حملة الدفاع عن حقوق الطلبة “ذبحتونا”، إن نسبة البطالة بين الشباب كانت في العقد الماضي 38 %، وارتفعت خلال 10 سنوات إلى 43 %، وهذا يعني بالضرورة فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة.
وأضاف في حديث لـ أخبار حياة، إن المؤشرات الاقتصادية في تراجع؛ لكن الخطر ليس في هذه الأرقام بل فيما تعنيه الأرقام، في ظل غياب أحزاب قادرة على استقطاب الشباب وتحويلهم لقوة ضاغطة باتجاه تعزيز الإنتاجية على حساب الاستهلاك، وبالتالي إيجاد فرص عمل حقيقية.
وأكمل: “الخشية أن يتسلل احباط الشباب لينعكس على عدم توجههم إلى المشاركة الحزبية والحياة السياسية عامة، لأنهم يرون ان الوضع العام لا سبيل لاصلاحه وذلك نتيجة البطالة التي يعيشونها هم انفسهم”.
أما الأخطر ـ يوضح دعاس ـ بأن يصبح هؤلاء الشباب لقمة سهلة وفي متناول اليد للمال السياسي سواء الحزبي وغير الحزبي، إضافة إلى معاناة البعض من آفة المخدرات.
وكان رئيس المرصد العمالي أحمد عوض حذر في تصريحات صحافية من خطر ارفتاع البطالة بين فئة الشباب وانعكاسها على الأوضاع الاجتماعية والسلم والأمن المجتمعيين.
وقال عوض إن سوق العمل غير قادر على استيعاب سوى أعداد لا تذكر من خريجي الجامعات والمعاهد حتى التقنية منها، وكذلك في مجال الخدمات والأمور اللوجستية، وذلك لعدم قدرة السياسات الاقتصادية على زيادة نسب النمو بالقدر الذي يتيح انتعاش القطاعات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار واستقطاب رجال الأعمال وبالتالي توليد فرص عمل في مجالات متعددة.
ونوه الى تراجع قدرة القطاع العام الحكومي على استيعاب مزيد من العاملين، وقال إن الجهاز الحكومي يعاني أصلاً من التضخم والترهل، وما يتم تعيينه بحدود آلاف عدة سنوياً فقط يتركز في وزارتي الصحة والتعليم، وفي السنوات الأخيرة انخفضت الأعداد بشكل كبير وتحولت بعض الوزارات إلى التعاقد من موظفين تحت بنود التعيين على حساب المشاريع أو بالمياومة (العمل بأجر يومي) أو شراء خدمات ولفترات قصيرة.
بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع، الدكتور حسين الخزاعي، إن معدل البطالة بين حملة الشهادات الجامعية خطير ومقلق، واصفا السوق الأردني بالطارد للعمل وليس جاذبا له، لأنه لا يوفر سبل البقاء في العمل والإنتاج.
وعبر عن قلقه نتيجة تزايد رغبة الشباب بالهجرة قائلًا: “معدل البطالة بين حملة الشهادات الجامعية بين الإناث 75.3% وبين الذكور 45.7%، متسائلًا: ما هي فرص العمل التي تتحدث عنها الحكومة؟ ولمن موجهة من فئات العمل والبطالة؟”.
وأشار إلى ان حلم الشباب اليوم الهجرة؛ حتى وإن كانت غير شرعية أو من دون أوراق رسمية، وما يعني تحولهم إلى إردنيين خارجين على القانون في البلاد التي يهاجرون اليه، “وسيصبحون عرضة لكل انواع الاستغلال هناك”.