أحلام الأردنيين الساعين للهجرة تصطدم بإلغاء التأشيرة الإلكترونية البريطانية

أخبار حياة – صدمت أحلام الساعين من الأردنيين بالهجرة إلى لندن منذ يومين، بإعلان الحكومة البريطانية إلغاء العمل بالتأشيرة الإلكترونية “إي تي إيه” (ETA)، مرجعة السبب “لسوء استخدام” التسهيلات من قبل بعض المواطنين.

وذكرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أن الأردن أجرى حوارًا  مع السلطات البريطانية، من خلال سفارة المملكة في لندن، لوضع حلول تعالج مخالفة قوانين الإقامة والهجرة البريطانية.

 لكن “استمرار المخالفون في إساءة استخدام هذه التسهيلات، دفع السلطات البريطانية المختصة إلى إعادة النظر في نظام التأشيرات، والعودة إلى العمل بنظام التأشيرة الاعتيادي السابق”.

  • 6 شهور من الجدلية ــ

وكان الشارع الأردني قد لج بأصداء خبر الأحلام، ما إن بدأ العمل بنطام التأشيرة الإلكترونية البريطانية في شهر شباط الماضي، إذ سارع الساعون لاستغلال موسم الهجرة إلى لندن لركوب رياح الفرصة الذهبية على ظهر طائرة لن تعوض مرة أخرى.

فيما على المستوى الداخلي، نشبت جدلية في المجتمع الأردني بمستوييه النخبوي والشعبي؛ بين محذر من أضرار الهجرة والتي قدرت إحصائيات أنها بالآلاف، على الجوانب الاجتماعية والإبداعية، وأخرين داعمين لهؤلاء الراغبين بالهجرة والمبرر “إذا هبت رياحك فاغتنمها”.

يقول الخبير في علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، لـ أخبار حياة، إن الشباب الأردني بات يريد الوصول لمرحلة الاعتماد على الذات التي فقدوها في الأردن نتيجة ملفات البطالة والفقر، إذ يتمثل غرض الهجرة بالانتشار في القارة الأوروبية انطلاقًا من بريطانيا بحثًا عن عمل.

واستدل الخزاعي على تخلل اليأس في صدور الباحثين عن الهجرة من الأوضاع الاقتصادية المحلية؛ بتقرير الهجرة الصادر عن الباروميتر العربي في دورته الثامنة، والذي أظهر أن  42% من الأردنيين يرغبون في الهجرة، حيث حل الأردن في المرتبة الثانية عربيًا.

  • بريطانيا محطة للجوء ــ

وأعلنت أيرلندا خلال الأشهر الـ 6 الماضية، ارتفاع طلبات لجوء الأردنيين نتيجة استغلال التأشيرة الإلكترونية، حيث يصل الأردنيون إلى بريطانيا وبعدها ينتقلون إلى أيرلندا، وهناك يتقدمون بطلبات لجوء.

المعطيات الرسمية الإيرلدنية وضعت الأردن بالمرتبة الثانية في قائمة الدول التي يتقدم مواطنوها بطلبات لجوء، إذ بلغت 2000 طلب في السنة، وفق الجزيرة نت.

وقارنت الأرقام بين أداء طلبات لجوء مواطني الأردن ونيجيريا، حيث تراجعت الأخيرة لصالح الأولى التي أصبحت في صدارة الدولة الإيرلدنية التي يتقدم مواطنوها بطلبات اللجوء بمعدل 400 طلب شهريًا، حيث بلغ عدد طلبات اللجوء حتى آب الماضي 1200 طلب.

أما على صعيد بريطانيا، فقد بلغ عدد طلبات الأردنيين منذ شهر شباط الماضي أكثر من 800 طلب، وذلك زاد الضغط على مصالح وزارة الداخلية هناك، ودفعها لإعادة النظر في التأشيرة الإلكترونية.

يؤكد الخزاعي، أن كثرة الأردنيين المهاجرين إلى بلدان أوروبا “وتشردهم في الشارع” دون منازل سبب ضغطًا على الحالة الاجتماعية، وذلك جعل هذه البلدان تضغط على بريطانيا لوقف العمل بالتأشيرة الإلكترونية.

ولفت الخزاعي إلى أن فكرة الهجرة لدى الأردنيين لن تتوقف بوقف التأشيرة الإلكتورنية البريطانية، حيث ستستمر مساعي فاقدي الأمل بالبحث عن طرق بديلة للهجرة إلى القارة الأوروبية، بصرف النظر عن الطريقة ومعقوليتها ونتائجها.

  • أمال معلقة ــ

وتوقع مراقبون أن “يُعاد فتح التأشيرة الإلكترونية بعد عامين من الآن، عندما تقوم السلطات البريطانية بعملية تقييم للتجربة الأولى وسد كل الثغرات”، على الرغم من إغلاقها في وجه الأردنيين، والآن على الجميع العودة للطريقة القديمة وهي تقديم طلب وملف إلى المصالح القنصلية في بريطانيا.

بدورها، لم تقطع وزارة الخارجية آمال الأردنيين من عودة استعمال التأشيرة الإلكترونية، إذ أكد السفير سفيان القضاة، أن القرار البريطاني قابل للتعديل بالمستقبل، وأن الحوار مستمر مع الجانب البريطاني لإعادة اعتماد النظام ضمن شروط تلبي المتطلبات.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات