عصيدة «الزقوقو».. وصفة تونسية فريدة 

أخبار حياة – رغم الظروف الاقتصادية الصعبة للتونسيين وغلاء الأسعار الا أن عادة إعداد عصيدة الزقوقو في بعض الاحتفالات لا تغيب عن أغلب البيوت التونسية.

وعصيدة الزقوقو هي مزيج من حبات نبات “الصنوبر الحلبي” المطحونة حيث تخلط بالطحين والسكر، وتطهى على نار هادئة، وتحرك باستمرار إلى أن تتخثر، وبعد ذلك يتم سكبها في أوان صغيرة إلى النصف، ويملأ النصف الثاني بـ”الكريمة” وهي خليط من الحليب والبيض والسكر والنشا.

ثم تزيّن بالفواكه الجافة واللوز والفستق والجوز والحلوى، كل حسب إمكانياته.

عصيدة الزقوقو

وبسبب الإقبال الكثيف على الزقوقو، يشهد سعر كيلوغرام “الزقوقو” سنويًّا، ارتفاعًا ملحوظًا، ليبلغ هذه السنة ستين دينارًا (نحو 20 دولارًا)، وبإضافة سعر الفواكه المجففة، ولوازم التزيين، فإن كلفة “عصيدة الزقوقو” تتجاوز 200 دينارًا (70 دولارًا).

من جهته، أكد رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك (مستقلة) لطفي الرياحي تسجيل ارتفاع في أسعار أغلب المواد مقارنة بالسنة الماضية.

وأكد الرياحي أن سعر الكيلوغرام الواحد ارتفع بين 2023 و2024، من 30 دينارا (10 دولارات) إلى 56-60 دينارا، كما ارتفع سعر اللوز من 36 دينارا إلى 39 دينارا، والبندق من 41 دينارا إلى 50 دينارا، والفستق من 90 دينارا إلى 97 دينارا والصنوبر من 180 دينارا إلى 190 دينارا.

وبيّن أن التكلفة لإعداد 2 كيلوغرام من الزقوقو لفائدة عائلة متكونة من 6 أفراد ارتفع من 180-200 دينار إلى 250-270 دينار هذه السنة، مشيرا إلى أن التكلفة يمكن أن تكون أقل من ذلك وفق الكميات التي يتم اعتمادها.

وتابع “نظرا للتكلفة العالية لعصيدة الزقوقو لا تستطيع العديد من العائلات أن تشتري مكوناتها، فتلجأ إلى إعداد عصيدة مشابهة ولكن بمكونات أقل تكلفة مثل عصيدة الجلجلان السمسم”.

وتستهلك السوق التونسية قرابة 300 طن من “الزقوقو” سنويا في هذه المناسبة، وتضطر السلطات لاستيراد جزء من حاجاتها السنوية من الجزائر المجاورة، حسب منظمة الدفاع عن المستهلك الحكومية.

عصيدة الزقوقو

أصل الزقوقو

وعصيدة الزقوقو ينفرد بإعدادها التونسيون، بالرغم من توفر هذه المادة في أغلب الدول العربية.

وقال المؤرخ التونسي عبد القادر المسيليني إن “عصيدة الزقوقو” ينفرد بإعدادها التونسيون حيث دخلت في العادات الغذائية في تونس سنة 1864، عندما شهدت البلاد ثورة شعبية بقيادة علي بن غذاهم ضد نظام محمد الصادق باي والتي تزامن مع مجاعة ناجمة عن جفاف حاد.

وأكد أن سكان الشمال الغربي حيث تتوفر أشجار الصنوبر الحلبي اكتشفوا في الزقوقو مادة غذائية تشبه حبة الدرع (الدخن) فتم استعمالها في عصيدة المولد خلال تلك السنوات التي قلت فيها الحبوب من قمح وشعير ودرع.

وأضاف أن “استهلاك الزقوقو انتهى بنهاية المجاعة وكان يرتبط بالفقر ولم ترجع عادة استهلاكه إلا خلال السبعينيات من القرن الماضي وأصبح التونسيون يتفننون في طبخه وفي تزيينه”.

عصيدة الزقوقو

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات