الحلالمة: الأردن أول دولة كسرت الحصار على غزة

أخبار حياة – بعد مرور عام على معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وفي ظل التطورات المستمرة والمتسارعة للأحداث، برز موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل واضح وصريح، حيث كان الأردن من أوائل الدول التي عبرت عن إدانتها واستنكارها للعدوان على الشعب الفلسطيني.

جاءت هذه المواقف في إطار الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الأردن، الذي لطالما كان صوتًا قويًا في المحافل الدولية لنصرة القضية الفلسطينية والدعوة إلى حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

جلالة الملك عبدالله الثاني، لطالما كان داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع تأكيده المستمر على أن السلام العادل والشامل لا يمكن تحقيقه دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

موقف جلالة الملك الواضح من القضية الفلسطينية يتجلى من خلال مواقفه الثابتة إزاء العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.

ومع مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر 2023، التي شهدت تصاعدًا في الأعمال العدائية والاعتداءات على قطاع غزة، أكد جلالة الملك في مختلف المناسبات الدولية، بما في ذلك خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أهمية وقف العدوان الإسرائيلي والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق حل الدولتين.

الدبلوماسية الأردنية

استاذ العلوم السياسية الدكتور الحارث الحلالمة، قال إن الأردن منذ السابع من أكتوبر الماضي وهو يمارس جهدا كبيرا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته المركزية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف الحلالمة في حديث لـ”أخبار حياة”، أن الأردن استطاع بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أن يُعري نوايا الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ويظهر للعالم حجم الدمار الذي ألحقه في الشعب الفلسطيني من خلال وضع الخرائط أمام العالم وتفنيد ذلك بالوثائق والحقائق بالشكل الذي حقق نجاحاً من خلال تغيير الرأي العام الدولي بما يخدم القضية الفلسطينية.

وتابع: “الأردن استطاع أن يُقنع المجتمع الدولي بوجوب تغيير وجهة النظر حتى أصبح العالم ينظر لدولة الاحتلال بصورتها الحقيقية”.

وأشار إلى أن الأردن أول دولة استطاعت كسر الحصار على الشعب الغزي بإرسال مساعدات عسكرية من خلال الجو، مما جعل العديد من الدول أن تحذو حذوها والقيام بإنزالات جوية بالشراكة مع الأردن.

وقال لـ”أخبار حياة”، إن الأردن استطاع بقيادة جلالة الملك ومن خلال منبر الأمم المتحدة والمنابر الدولية أن يستصدر قرارات من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بوجوب وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، إضافة إلى أنه استطاع أن يُقدم مُرافعات لدى محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تبين وبالأدلة قيام الاحتلال بجرائم ضد الإنسانية وأنها انتهكت كافة القيم القانونية والسياسية وأنها لم تعد تحترم حقوق الإنسان ولا القوانين الدولية.

كما استطاع جلالة الملك من خلال لقاءاته مع زعماء دول العالم وإقناعهم بتبني الحل السياسي من خلال الحديث عن حل الدولتين وأن الحل الوحيد للصراع في المنطقة هو الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ووجوب تنفيذ القرار الدولية ذات الصلة والتي تتوافق مع الشرعية الدولية وأن العالم والمنطقة مرهونة بحل الدولتين للخروج من دوامة الصراع.

وبين الحلالمة أن جلالة الملك أكد في كل المحافل الدولية على وجوب دعم صمود الشعب الفلسطيني ضد إجراءات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة وتأكيده برفض أي حل على حساب الأردن من خلال بيان رفض ان يكون الأردن وطناً بديلاً ورفض التهجير وأي اجراء ينتقص من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني.

يذكر أن جلالة الملك أجرى جولات عربية وإقليمية وعالمية واستقبل والتقى قادة ورؤساء دول وقادة عسكريين ورجال دين إسلاميين ومسيحيين وقادة رأي ومفكرين وصحفيين، إذ أجرى جلالته سلسلة من الجولات شملت عواصم عربية ودولية، زادت عن الثلاثين زيارة عمل، وتضمنت أكثر من 180 لقاء في المملكة وخارجها مع قادة دول ومسؤولين دوليين وأمميين، إضافة إلى أكثر من 100 اتصال هاتفي مع زعماء وقادة دول.

الأردن نفذ 388 إنزالا إلى غزة خلال عام

بدوره، قال أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية، الدكتور حسين الشلبي، إن الأردن الأقرب لفلسطين بسبب وحدة الدم، ولذلك جاءت التوجيهات الملكية منذ اليوم الأول لبدء العدوان لتسخير كافة الجهود؛ السياسية والإغاثية الصحية لدعم صمود الأشقاء في القطاع.

وأضاف في حديثٍ لحياة اف ام، إن الأردن كان الطريق الوحيد لدخول المساعدات وإيصالها إلى منطقة العريش ثم إلى رفح المصرية لإدخالها إلى قطاع غزة، حيث وصل عدد طائرات المساعدات التي استعملت هذه الطريقة 53 طائرة.

“وعندما أتيحت الطرق لإرسال قوافل المساعدات البرية من الأردن إلى غزة مرورًا بالأراضي المحتلة، لم يتوان الأردن عن اتباع هذه الطريقة رغم الصعوبات والتحديات”، يكمل الشلبي.

وأكد أن الإصرار الأردني من جميع فئات الدولة على إرسال المساعدات كان له دورًا كبيرًا في تسهيل عملية دخول 106 قوافل بواقع 3572 شاحنة مساعدات وصلت إلى قطاع غزة عبر الممر الإغاثي الأردني.

وبين أن مجموع الإنزالات الجوية وصلت إلى 388 إنزالًا جويًا، حيث يلجأ الأردن دائمًا إلى طرق جديدة لإرسال المساعدات إلى جميع مناطق القطاع عندما تظهر الصعوبات في الطرق المعروفة.

وأشار إلى أنه على مدار العام الماضي تم تنفيذ مساعدات مباشرة داخل قطاع غزة وذلك بتوزيع وجبات غذائية وطرود ومياه نقية، حيث تكاملت جميع هذه الأمور مع بعضها البعض بهدف تقديم الخدمة لأهلنا في غزة.

حصاد مر للعدوان على غزة

وعشية الذكرى الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحديثًا لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة لليوم (366).

وبين أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب قرابة 3654 مجزرة منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتقى خلالها: (51,870) شهيدًا ومفقودًا.

واستشهد خلال العدوان 16,927 طفلاً، و171 طفلا رضيعا ولدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية، كما استشهد 710 أطفال خلال الحرب وعمرهم أقل من عام.

وأكد المكتب الإعلامي بأن 25973 طفلا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما نتيجة حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة بالإضافة إلى خروج قرابة الـ 34 مستشفى و80 مركزا صحياً عن الخدمة.

وبحسب التوثيق فإن 902 عائلة فلسطينية قتل الاحتلال جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني، فيما تم توثيق استشهاد 36 طفلاً نتيجة المجاعة.

وأضاف بأن قوات الاحتلال استهدفت 162 مؤسسة صحية و131 سيارة إسعاف منذ بدء حرب الإبادة.

وفي 7 تشرين الأول، نفذت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية “طوفان الأقصى” البرية الجوية البحرية في محيط غلاف قطاع غزة المحاصر، أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 إسرائيلي وأسر أكثر من 240.

في 8 تشرين الأول، أقرّ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر “الكابينت” حالة الحرب على غزة وصادق على شن عملية عسكرية كبيرة على قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات