جمعية المحافظة على القرآن تحتفل باليوبيل الفضي لمجلة الفرقان.. وأبو البصل: مجلة تبث الأمل وبعيدة عن الانحراف

أخبار حياة – احتلفت جمعية المحافظة على القرآن الكريم، اليوم السبت، بمناسبة مرور 25 على صدور مجلة الفرقان القرآنية، تحت رعاية الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق، الدكتور عبد الناصر أبو البصل.

وقال أبو البصل، إن الترقب قبل نحو 4 عقود كان في مستوى عالٍ لصدور عدد من إحدى المجلات الدينية والتي كانت تزخر بمعلومات عميقة تحصن عقل المسلم في ذلك الوقت، “وكنا نعمل على إعارتها لتحقيق أكبر مستوى استفادة منها”.

وأضاف: “أولى أوليات الإعلام اليوم العمل على تحصين الجيل عبر نشر القيم القرآنية وبث فيه ورح الأمل وإبعاده عن شرك الضغف والتخاذل جراء ما يتم بثه من انحرافات تحتاج تعاونًا وتشاركًا للتصدي لها”.

“مجلة الفرقان لا تهدف لبث فرقة أو تسعى لأغراض عبثية، وهدفها إسلامي ديني وخطط لها أن تكون كذلك وأن تبتعد عن الانحراف أو أي مآرب أخرى، حيث إنعا مجلة دينة أردنية”، وفق أبو البصل.

وبدوره، قال المفكر والداعية الإسلامي الدكتور زغلول النجار، قال إننا نعيش اليوم في زمن يحكمه الإعلام بصرف النظر عن طبيعة وسائله التي ينقل عبرها الأخبار للمتلقي.

وأوضح أنه “إذا أراد المسلمون حفظ أبنائهم عليهم إصلاح الإعلام المعاصر انطلاقًا، وذلك للتصدي لما بدأ الغرب ببثه من انحرافات فطرية وعقدية، ولتنمية أبناء المسلمين على الفطرة السليمة”.

أشار إلى أن سياسة الإغراق في الشهوات عبر الإصرار باستخدام الطوفان الإعلامي الذي يرتكز في وصوله على التكنولوجيا المتنامية بشكل سريع.

وأوضح سيلمان الدقور رئيس تحرير المجلة، أن “اختلاط المفاهيم وتباين الآراء واختلاف المواقف نحتاج لما يهدينا سبل السلام في الوقت الحالي”.

وأضاف: “لقد بات اليوم الأمر صعبا ومعقدا يصنعه الإعلام بكل وسائله، لذلك بدأت الفرقان منذ 25 عاما لصناعة جيل واعد وواعٍ”.

نائب رئيس جامعة العلوم الإسلامية، محمد السرطاوي، أكد أن الخطاب القرآني يأتي متنوعًا ومتوازنًا في جميع جوانب الحياة “لأنه يستند على أسس الإيمان بالله تعالى”.

وأضاف أن الخطاب الإعلامي الديني خطاب مرن، وقد ترك فسحة للاجتهاد حسب الظروف والمتغيرات الزمانية والمكانية.

وتابع:”وهو خطاب عالمي حضري عالمي يحسب المجال بتعددية منضبة بضوابط الشرع، ويمح الناس الحرية بتكوين الآراء والأفكار”.

“وأيضًا الخطاب القرآني تكاملي، وخطاب للفطرة والعقل والوجدان والعاطفة والنفس، وبالتي فإن هذا الخطاب شامل بعكس باقي الخطاب”، وفق السرطاوي.

وأشار إلى أن الخطاب القرآني يلزم بمجموعة من الضوابط، كمعيار صناعة الخبر من مصادره، والتفكر بالخبر وتمحيصه، والسبق الصحفي وتقديم النصح للناس، فالإعلام رسالة وأهداف وليس مجرد نقل معلومة.

ومن جانبها، أوضحت النائب في المجلس العشرين بيان عيسى، أن العالم يفتقر للسلم المجتمعي وتداعيات ذلك صار في متناول الجميع.

وأكدت أن الصراع الاجتماعي هو أداة لتفكيك المجتمعات، “وندرك عند الحديث عن الأمن يعتبر بذرة السلم المجتمعي وغيابة يعني بدء الاضطراب”.

وبينت أن استهداف الأسرة هو الطريق الرئيسي لغياب السلم المجتمعي، بالإضافة للعامل الثقافي الذي يؤسس للتوافق بين أفراد المجتمع.

وذكرت أن العولمة عمدت على التشكيك بالثوابت والمسلمات العقدية، وذلك تسبب بانقسام فئة بين “الإلحاد والتكفير”.

وأشارت إلى أن التحديات والأزمات الاقتصادية سبب من أسباب التهديد لأفراد المجتمع وعدم شعورهم بالأمان، “فالأردني اليوم يعاني من ارتفاع نسب الفقر والبطالة”.

ولفتت إلى أن هنالك تحديات سياسية داخلية وخارجية، “لذلك فإن تماسك المجتمع داخليًا ينعكس بالضرورة على مجابهة التحديات الخارجية على رأسها الكيان الصهيوني”.

وفي ختام الحفل كرمت جمعية القرآن الكريم شخصيات دينية ونيابية وأكاديمية عديدة، بالإضافة إلى المؤسسات الإعلامية في مقدمتهم إذاعة “حياة اف ام” لما قدمت من جهود فاعلة في تغطية ونقل الفعاليات والمحتوى المعرفي الديني، سعيًا لتحصين عقول الشباب.

يشار إلى أن مجلة الفرقان القرآنية الأردنية؛ هي مجلة شهرية، تصدر عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن.

وتعمل المجلة تحت شعار: “الفرقان.. منبر الكلمة الطيبة، والإعلام الهادف الملتزم”.

وتأسست المجلة عام 1999، وصدر العدد الأول منها في شهر تشرين أول من نفس العام، وصدر عن المجلة 188 عددًا حتى عام 2017.

وتعتبر المجلة وسيلة إعلامية ملتزمة، تعبّر عن رسالة جمعية المحافظة على القرآن الكريم وأهدافها، وتسهم في تدعيم قيم المجتمع الفاضلة، ونشر دعوة الإسلام العظيم.

وتسعى في رسالتها إلى تعميم المعرفة والعلم المؤصلين على الكتاب والسنّة، وتجسير العلاقة بين العلماء والمثقفين وبين عامة الناس بما يسهم في نقل الحكمة والكلمة الطيبة إليهم.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات