أخبار حياة – علق الكاتب والمحلل السياسي، عريب الرنتاوي، على الضربة الإسرائيلية لإيران على أنها ضربة مفاجئة من ناحية محدوديتها، حيث كان متوقعا أن تكن الضربة فتاكة وقاتلة لإيران، وفق التهديدات الإسرائيلية.
وقال الرنتاوي في حديث لنشرة أخبار حياة اف ام، إن كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من استعادة صورته الردعية، واصفاً الضربة بأنها دون الضربة الإيرانية التي كانت في مطلع أكتوبر الجاري.
وأضاف أن إيران تحتاج إلى لبعض الوقت إن قررت توجيه ضربات جديدة لكيان الاحتلال، لافتا إلى أن الضربة ليست حتمية أو مؤكدة ولكنها محتملة، كما أن إيران تركت الباب مفتوحا لعدة احتمالات منها توجيه ضربة والامتناع عن الرد.
وقال إن تلقت إيران وعوداً سياسية حول تهدئة الحرب قريباً في لبنان وقطاع غزة فقد تكون “جائزة طردية” لإيران، وفي حال تم التصعيد للحرب وقامت إسرائيل بعمليات استراتيجية في لبنان فهذا سيعزز احتمالات الرد الإيراني.
وأشار إلى أن الرد الإيراني مرهون بالتطورات السياسية والإقليمية التي تجري في الأزمات المفتوحة، مواصلاً أن محدودية الرد جاءت بسبب تخفيض سقف الأهداف والتوقعات الإسرائيلية المرجوة والضغوطات الأمريكية، قائلاً: “فيما يخص غزة ولبنان إسرائيل لا تخضع للضغوط الأمريكية لأنه يعتبر ملعباً إسرائيلياً”، موكداً أن إسرائيل أعجز من توجيه ضربات عسكرية استراتيجية لطهران دون انخراط أميركي مباشر.
وأوضح أنه في حال أرادت إسرائيل ضرب المنشآت النووية في إيران، تحتاج لقاذفات استراتيجية وعدد من الطائرات للتزود بالوقود من الجو، وكما أنها تحتاج إلى ضغوط عربية للسماح لعبور أجوائها حتى تختصر المسافات، مواصلاً أن الولايات المتحدة لا تريد ضربة واسعة وقامت بالضغط عليها ونجحت في كبح جماح بنيامين نتنياهو والجنرالات.
وبيّن أن الجنرالات قاموا بتحذير نتنياهو من الرد الإيراني، وذلك لأنه قد يلحق ضرراً بإسرائيل أكثر مما تلحق إيران بالأضرار جراء ضربة أوسع نطاقاً، وذلك لأن الأهداف الحيوية والاستراتيجية محدودة ومكشوفة وفي مناطق ضيقة وفي متناول يد إيران.
وقارن الرنتاوي بين الأهداف الاستراتيجية في إسرائيل والتي تنحصر في شريط ضيق لا تزيد عن طول 100 كيلو متر وعرض 10 كيلو متر، والأهداف الاستراتيجية الإيرانية الموزعة على 1000650 كيلو متر مربع.