الزعبي: إنتاج حقل الريشة 200 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا عام 2030

حقل الريشة يساهم بأقل من 15% من احتياجات المملكة

أعمال التنقيب عن النفط والغاز في المملكة مستمرة منذ أكثر من سبعة عقود

الحديث عن اكتشافات نفطية مازال سابقا لأوانه

أخبار حياة – علق المختص في الهندسة الجيوفيزيائية، د. عبدالله الزعبي، على إعلان وزارة الطاقة والثروة المعدنية عن الاكتشافات الغازية والبشائر عن احتمالية الاكتشافات النفطية التي تصدر بين الحين والآخر.

وقال الزعبي: إن” أعمال التنقيب عن النفط والغاز في المملكة مستمرة منذ أكثر من سبعة عقود، حيث ظهرت خلالها الشواهد على احتمالية وجود النفط والغاز في بعض المناطق من المملكة”.

وبين أن اول حلقة نجاح لهذه الأعمال تحققت في اكتشاف حقل حمزة النفطي الواقع شرق الأزرق عام 1984، والذي ما يزال ينتج النفط بكميات محدودة، إذ بلغت ذروتها بإنتاج ما يقارب 200 برميل من النفط يوميا، إلا أن هذه الكميات متذبذبة بحيث انخفضت في الآونة الاخيرة الى اقل من 2500 برميل شهرياً، تباع الى مصفاة البترول الاردنية.

وتابع: “كانت آخر فاتورة لهذه المبيعات الشهرية حوالي 120,000 دينار، وفي هذه الحالة يصبح إجمالي المبيعات أقل من (1.5) مليون ونصف دينار (تشمل تكاليف الانتاج والنقل وادارة العمليات، وغيرها، ومن هذا المبلغ سيتم تغطية تكاليف أعمال المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد لمنطقة الجفر، حسب بيان وزارة الطاقة والثروة المعدنية بتاريخ 29/10/2024، بعد توقيع اتفاقية تنفيذ أعمال المسح الزلزالي مع شركة ARGAS بقيمة مالية تزيد على 29 مليون دولار).

إنتاج الأردن من النفط عام 2023

وأضاف أن إنتاج الأردن من النفط لعام 2023 ما يقارب 44,000 برميل من النفط، وفي نفس الوقت تقدر احتياجات الأردن من النفط بحوالي 127,000 برميل يومياً، لافتا إلى أنه تبع عملية اكتشاف النفط في حقل حمزة اكتشاف الغاز في منطقة الريشة في عام 1987 بالقرب من الحدود العراقية.
وقال إنه منذ ذلك التاريخ فإن أعمال التطوير لحقل الريشة الغازي مستمرة الى ان وصل الإنتاج اليومي منه إلى ما يقارب 45 مليون قدم مكعب من الغاز، وحسب خطة شركة البترول الوطنية فيصل الانتاج الى ما يقارب 200 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً في عام 2030.

احتياجات المملكة من حقل الريشة

وأشار إلى أن احتياجات المملكة هذا العام من الغاز تقدر بحوالي 350 مليون قدم مكعب من الغاز، وبالتالي فإن حقل الريشة يساهم باقل من 15 ℅ من احتياجات المملكة في الوقت الحالي.

ونوه الزعبي إلى أنه لا بد من الاشارة الى ان تنفيذ مثل هذه الخطة يحتاج الى استثمار في أعمال الحفر والبنية التحتية لا تقل عن 100 مليون دينار.

اكتشافات نفطية سابقة لأوانها

وحول الحديث عن اكتشافات نفطية سابقا لأوانه، قال إن أعمال المسح الزلزالي الاستكشافية في منطقة الجفر لم تبدأ بعد، ومن المتوقع ان تباشر شركة ARGAS مع نهاية هذا العام، وكذلك الشركة الاستثمارية التي وقعت مذكرة تفاهم للعمل في منطقة السرحان غرب الصفاوي لم تباشر اعمالها ايضاً،

وأكد أنه لا يوجد أي جديد فيما يخص منطقة شرق الصفاوي، وكذلك أعمال الحفر في منطقة الأزرق لم يتم تقييمها بشكل جيد حتى تاريخه، وأعمال الحفر في منطقة السرحان التطورية لم تنته ايضاً، بحسب الزعبي.

وفيما يتعلق بالإعلان عن اكتشاف احتياطي من الغاز يصل إلى 9.4 تريليون قدم، قال: “يجب أن نتوقف عنده، لنفهم اولاً عن اي احتياطي نتحدث وعن كيفية العمليات الحسابية لهذه الغاية، خاصة أن الغاز في منطقة الريشة لا يتواجد في تراكيب جيولوجية، بل في قنوات ، حسب التقارير الجيولوجية، مما يجعل الامر في غاية الصعوبة (على الرغم باننا نثق بقدرة الزملاء العاملين في شركة البترول الوطنية)”.

آلية احتساب الاحتياطي من النفط أو الغاز

وقال إن عملية احتساب الاحتياطي من النفط أو الغاز تعتمد على كثير من العوامل، منها المسامية والنفاذية والتشبع وسماكة الطبقة الجيولوجية وامتدادها والمكمن النفطي او الغازي وغيرها من العوامل الاخرى، والتي يصعب التحكم بها في منطقة الريشة، بسبب تواجد الغاز ليس في تراكيب بل في قنوات.

أما فيما يخص الاحتياطي لكميات الغاز او النفط ، بين أنها تقسم الى احتياطيات مؤكدة (وهي الاحتياطيات التي اكدتها الدراسات الهندسية بدقة عالية على أنها قابلة للاستخراج من الخزانات المحددة وتصل نسبة الدقة هنا الى ما يقارب 90 ℅)، واحتياطي ممكن (وهي الاحتياطيات التي تشير الدراسات الهندسية الى احتمال وجودها واستخراجها مع وجود حالة عدم الثقة بالدقة، وفي العادة لا تزيد على 50 ℅ من الكميات التي يمكن استردادها أو استخراجها)، واحتياطي محتمل (وهي الاحتياطيات المقدرة لمنطقة لم يتم احتسابها بشكل جيد لعدم القدرة على التحكم بكافة المعطيات الحسابية وفي هذه الحالة تكون درجة اليقين منخفضة، وفي العادة تكون حوالي 10 ℅ من الكميات الفعلية).

وتابع، نحن في الاردن سنكون سعداء جداً اذا كان الإعلان الصادر من قبل وزارة الطاقة يتحدث عن الاحتياطي المؤكد لان في مثل هذه الحالة نستطيع القول بأن الحلقة الاولى للرؤية الاقتصادية للدولة الاردنية تكون قد تحققت.

وطالب شركة البترول الوطنية الإعلان عن أي نوع من الاحتياطيات يجري الحديث والكشف عن التفاصيل بشكل دقيق كونها صاحبة الامتياز في منطقة الريشة، ولكي يطمئن المواطنين الذي أصبح معظم حديثهم يدور حول الإعلان الأخير لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، مستذكرين الحديث عن الذهب الذي يعلن عنه بين الفينة والاخرى منذ عقدين من الزمن وخامات اليورانيوم والكعكة الصفراء وغيرها.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات