اللباقة السياسية و سيارة الرئيس 

إياد الجغبير

في جلسة بيان الثقة، أبدى النائب زهير الخشمان رأيه تجاه أداء الحكومة،  لافتا إلى ضرورة تقليص النفقات، وبعدها  انتقد رئيس الوزراء بشأن اقتناء حكومته السيارات الفارهة.

لكن الرد لم يأتِ من رئيس الحكومة د. جعفر حسان الذي عالج الانتقاد بالصمت ، بل من رئيس مجلس النواب احمد الصفدي الذي باغته بتعليق أثار الاستغراب، قائلاً إن سيارة النائب تفوق في قيمتها سيارة رئيس الوزراء.

هذا التصرف يتنافي مع الأعراف البرلمانية واللباقة السياسية لانه يحق للنائب التعبير عن رأيه دون أن يواجه بتعليقات من رئيس المجلس، الذي يُفترض أن يحافظ على حيادية موقفه.

والأدهى أن هذا الرد جاء دون طلب من رئيس الحكومة  فللرئيس لسان وللحكومة ناطق .

أما النائب، فقد بدا ضعيفًا في الرد على ما وُجه إليه؛ فبدلا من أن يدافع عن موقفه، اكتفى بالضحك ومتابعة طريقه نحو مقعده، دون رد واكتفى بتصريحات والده على وسائل التواصل الاجتماعي .

كان الأحرى بالنائب أن يتبنى موقفًا أكثر حزمًا لشخصه ولاجل حزبه لكنه فشل في أن  يثبت حضوره كصوت قوي داخل المجلس.

ما حدث كان كفيلا بأن يرسم  صورة باهتة للنائب الذي وصل إلى المجلس عبر قائمة حزبية بدأت عيوبها تتكشف بأسرع من المتوقع  وكشف كذلك على قدرة رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان  على التعامل مع مثل هذه الانتقادات بخلاف ما كان البعض يتوقع خاصة مع المعروف عنه في الأوساط السياسية بسرعة انفعاله .

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات