هل تؤثر زلازل إثيوبيا على سد النهضة؟

أخبار حياة – أثارت سلسلة الزلازل المتعاقبة التي تعرضت لها إثيوبيا العديد من التساؤلات والمخاوف في مصر والسودان، بسبب التأثير المحتمل لهذه الزلازل على سد النهضة الإثيوبي.

وأجرت أديس أبابا عمليات إجلاء لعشرات الآلاف من السكان، بعدما هزت سلسلة من الزلازل البلاد الواقعة في القرن الإفريقي، يومي الجمعة، والسبت، بما فيها زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، إن إثيوبيا دولة رئيسية في منابع النيل، حيث تمر 85% من مياه النيل عبرها.

وأضاف شراقي: “إثيوبيا دولة زلزالية، تعتبر ضمن حزام زلزالي من النوع الثالث، الذي يضم اليابان في النوع الأول، وتركيا في النوع الثاني، ومن المعتاد أن تشهد إثيوبيا نشاطاً زلزالياً، يكون في حدود 5 أو 10 زلازل في العام”.

ومضى يقول: “ولكن الأمر المثير للقلق هو أن إثيوبيا شهدت 130 زلزالاً في أسبوعين فقط.. هذا العدد يعادل ما حدث في 10 سنوات، وبالتالي هذا النشاط مقلق بشدة، لأن انهيار سد النهضة سيؤدي إلى أضرار على السودان ومصر، رغم أن هذه الزلازل بعيدة 500 كيلو عن السد، ما يؤدي إلى ضعف تأثيرها، كما أن القوة الزلزالية تعتبر متوسطة، رغم وقوع زلزال بقوة 5.8 درجة، السبت، وهو ما لم يحدث منذ 15 عاماً في إثيوبيا”.

وتابع الدكتور عباس شراقي بقوله: “نخشى حدوث زلزال قوي في ظل الزلازل غير المتوقعة، التي هي ليست نهاية المطاف، لأن هذه السلسلة متسارعة ومتصاعدة في القوة، يمكن أن تنذر بما هو أقوى، خاصة أن الزلازل الكبرى يحدث قبلها زلازل متوسطة”.وأكد شراقي أن هناك شواهد تنذر بعواقب في المستقبل، لأن عدد الزلازل خلال الأيام الماضية يؤكد أن الموضوع لن يتوقف عند هذا الحد.
وأشار إلى أن الفيضانات يمكن أيضاً أن تؤثر على السد، وبالتالي فإن فصل الصيف يمثل قلقاً مزدوجاً.

وربط شراقي بين حجم التخزين في سد النهضة والطفرة الزلزالية التي تشهدها إثيوبيا، مدللاً على حديثه بالأرقام.وقال: “هناك احتمال بأن يكون للسد دوراً في الزلازل التي تشهدها إثيوبيا، لأنه كما نرى منذ سنوات أنه كلما زاد تخزين المياه في السد، كلما ارتفع عدد الزلازل.. حيث بدأ تخزين 4 مليارات متر مكعب في يوليو 2020 ووقعت 3 زلازل، وفي عام 2021 تم تخزين 4 مليارات متر مكعب وارتفع عدد الزلازل إلى 8، وفي 2022 وصل التخزين إلى 17 مليار متر مكعب، والزلازل إلى 12.. وفي 2023 وصل التخزين إلى 41 مليار متر مكعب، والزلازل إلى 38، وفي 2024 وصل التخزين إلى 60 مليار متر مكعب، وارتفع عدد الزلازل بصورة غير مسبوقة إلى 90 زلزالاً في العام”.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات