السلطة الفلسطينية الآن في أسوأ أوضاعها
نحتاج موقفا عربيا واحدا يحمل عنوان ضد التهجير
إدارة حماس لغزة منفردة أمر غير مقبول من قبل الكثير
أخبار حياة – أكد وزير الإعلام الأسبق، فيصل الشبول، أنه من النادر رؤية الزحف الوطني الذي شهدته المملكة يوم الخميس الماضي، خلال استقبال الملك عبدالله الثاني بعد عودته من لقاء الرئيس الأمريكي ترامب، في أي مكان آخر في العالم.
وأضاف الشبول خلال حديثه لـبرنامج “صالون حياة“، والذي يأتي كل يوم سبت عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن العلاقات الأردنية الأميركية شهدت في العقود الماضية الكثير من التوتر، وما حصل مؤخرا يدلل على أن فلسطين بالنسبة للملك قضية عقائدية، سيما أن القضية الفلسطينية دائما ما تحتل الصدارة في جميع نقاشاته بكافة المحافل.
“ترامب لم يطرح مبادرة بشأن غزة وإنما طرح أفكارا وجميعها سيئة وسلبية بالنسبة للأردن وفلسطين، وهذا ما جعل زيارة الملك الأخيرة لأميركا صعبة، لما تحتم على الملك بالحديث مع ترامب بفضاءات لاحدود لها، فلا خطة لكي يناقشها الملك مع الاخير”، وفقا للشبول.
وتابع:” جلالة الملك تمتع بالدهاء السياسي والحكمة والذكاء خلال حواره مع ترامب عندما تتطرق للحديث عن مصلحة الأردن، ورفضه لمبدأ التهجير، مما دعى ترامب للخروج في اليوم التالي وتوجيه رسالة للأردن والشعب الأردني واصفا الملك بأنه أحد الزعماء العظماء في هذا العالم”.
وعن دور الإعلام الأردني بتغطية لقاء الملك وترامب، يرى الشبول أن وسائل الاعلام المحلية قامت بدورها على أكمل وجه، ومن اتهمها بالتقصير، إذ أن ما جرى كان جزء من الحملة على الأردن لإضعافه والتشويش على موقف الملك والمحاولة للإساءة للإعلام المحلي.
وأوضح بأن الخطأ الذي حصل في الترجمة سواء بقصد أو غير قصد، وما تبعه من رد فعل هو ما أثار حفيظة المصريين معتقدين أن الملك أخرج الأردن من موضوع التهجير ووضع مصر في الواجهة، إلا أن التماهي في الموقفين الأردني والمصري جيد على المستوى السياسي والإعلامي.
ويعتقد الشبول أن الظرف السياسي الدولي رغم ما حصل في غزة والضفة الغربية أفضل بكثير بالنسبة للقضية الفلسطينية من الظرف السياسي الذي كان موجود خلال ولاية ترامب الأولى، حيث الأوربيون يواجهون إشكالا مع الإدارة الأميركية الجديدة ومع ترامب تحديدا، بالإضافة لما يشهده التحالف الغربي من تفكك، علاوة عن مشكلة ترامب مع الصين.
وحول الشأن الفلسطيني الفلسطيني، أجاب الشبول:” السلطة الفلسطينية الآن في أسوأ أوضاعها، إلا أن لا مصلحة لأحد الأن بمهاجمتها في ظل حاجتنا لطرف فلسطيني واضح، ومعترف به دوليا وهذا ينطبق على السلطة، ومن باب أولى أن نقدم النصيحة ونتوقف عن نقدها”.
“نحن نقف إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولكنا لن ننوب عنهم، ويجب أن يقولوا كلمتهم الواحدة مع ضرورة ترتيب أمورهم سريعا قبل بدء المرحلة الثانية من التفاوض، لأن هنالك ضرورة تشكيل طرف فلسطيني للحديث معه”، على حد قول الشبول.
وأضاف:” يجب أن يكون لدينا موقفا عربيا واضحا تحت عنوان ضد التهجير في ظل وجود موقف فلسطيني واحد”.
وبما يتعلق عن إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، بين الشبول أن السلطة الفلسطينية هي صاحبة الشرعية الدولية على الأراضي الفلسطينية، وحماس لا تشجع قيام السلطة بإدارة غزة إذ ترى أن وجود لجنة مشتركة أفضل.
واعتبر أن هذه خطوة غير مفيدة، قائلا:” يجب القول بأن السلطة أمام العالم هي التي تدير قطاع غزة وستفتح الطريق لإعادة الإعمار وتحت ظلها كافة التنظيمات، سيما أن إدارة حماس لغزة منفردة أمر غير مقبول من قبل الكثير وهذا ما سيعطي مبررا للاحتلال لدخول القطاع بشكل دائم ومستمر”.
واختتم الشبول حديثه بالقول بأننا نحتاج أن تبقى فلسطين للفلسطينيين وأن تبقى عربية بعمقها العربي والإسلامي.