أخبار حياة – بدأ مستوردو المعادن في الولايات المتحدة تكثيف جهودهم وذلك في إطار مساعٍ حثيثة لتخزين الألمنيوم، تحسباً للرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن الرئيس دونالد ترامب نيته فرضها الشهر المقبل، وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع العلاوة السعرية مقارنة بالأسعار العالمية المتداولة في بورصة لندن للمعادن.
وسجلت واردات الألمنيوم في الولايات المتحدة قفزة كبيرة في شهر يناير، حيث تجاوزت 580 ألف طن، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، وهو أعلى مستوى شهري يتم تسجيله منذ منتصف عام 2022.
وتشير الإحصاءات إلى أن هذه الكمية تفوق متوسط واردات الشهر ذاته في السنوات الخمس الماضية بنسبة 25%.
وتأتي هذه الزيادة قبيل فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم من 12 مارس، حيث أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن هذه الخطوة تستهدف مواجهة «الارتفاع الحاد في الصادرات الأجنبية، التي تؤثر سلباً في المنتجين الأمريكيين».
وتعتمد الولايات المتحدة على الاستيراد لتلبية نحو 80% من احتياجاتها من الألمنيوم.
وقال غريغ ويتبيكر، مستشار أسواق السلع، إن العديد من التجار يسارعون بالفعل إلى تخزين كميات ضخمة من الألمنيوم قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة، مشيراً إلى أن هذه السياسة خلقت دوافع قوية لتحريك كميات كبيرة من المعدن بشكل سريع، مشيراً إلى استمرار ارتفاع مستويات الاستيراد خلال شهر فبراير.
وساهمت كندا، التي تعد المورد الرئيس للألمنيوم للسوق الأمريكي، بالنصيب الأكبر في هذا الارتفاع.
كما شهدت الواردات من دول أخرى مثل الإمارات والبحرين وأستراليا وكوريا الجنوبية زيادات ملحوظة خلال الشهر الماضي، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأمريكية التي تستند إلى تراخيص الاستيراد الأولية والإحصاءات الرسمية.
وسجلت العقود الآجلة للألمنيوم في بورصة لندن للمعادن ارتفاعاً قياسياً تجاوز 2700 دولار خلال الأيام القليلة الماضية، وهو أعلى مستوى منذ منتصف 2024، رغم أنها لا تزال دون مستويات 2022 بشكل ملحوظ.
وقد أدّى الطلب القوي من السوق الأمريكية إلى ارتفاع الأسعار المحلية بشكل ملحوظ، حيث بلغت العلاوة في منطقة الغرب الأوسط، التي تمثل الفرق بين السعر الفوري في بورصة لندن وسعر التسليم في الولايات المتحدة، 39 سنتاً للرطل، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2022، وفقاً لتقديرات شركة «أرجوس ميديا».
وكشف أحد المتعاملين في تجارة المعادن عن ظاهرة جديدة تتمثل في قيام التجار بتغيير وجهة بعض شحنات الألمنيوم التي كانت متجهة أصلاً إلى أوروبا نحو الولايات المتحدة، لتلبية الطلب المتصاعد قبل دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ.
وكشف تقرير صادر عن شركة «كبلر» المتخصصة في تحليل بيانات السلع الأساسية عن تسارع وتيرة شراء الألمنيوم في السوق الأمريكي بهدف «تأمين الإمدادات».
وأوضح التقرير أن عمليات «التخزين الاستباقي» أحدثت اضطراباً في أنماط التجارة قصيرة المدى، ما دفع مصدري الألمنيوم، وخاصة في المنطقة الآسيوية، إلى تكثيف شحناتهم إلى السوق الأمريكي.
وكشف تحقيق نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» الشهر الماضي عن تداعيات مماثلة في سوق الذهب، حيث أدى تدفق الشحنات إلى الولايات المتحدة إلى حدوث نقص ملموس في سوق لندن.
وفي سوق الألمنيوم، سجلت مخزونات بورصة «كومكس» انخفاضاً حاداً لتصل هذه المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ 2019، ما يبرز مساعي التجار للتحوط قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المستودعات، حتى تلك الموجودة داخل الأراضي الأمريكية، تخضع لنظام «المناطق التجارية الحرة»، حيث تُخزن البضائع على أساس «رسوم غير مدفوعة».
وهذا يعني أنه بمجرد تطبيق التعريفات الجديدة، سيتعين على أي مستورد يسحب الألمنيوم من هذه المستودعات دفع كافة الضرائب والرسوم المقررة.
ولفت ويتبيكر إلى أن معظم الألمنيوم المستورد حالياً يتم توجيهه إلى مستودعات خارج نطاق المنظومة التقليدية لبورصتي لندن للمعادن وكومكس، ما يشير إلى تغير في أنماط التخزين التقليدية استجابة للظروف الجديدة.