“إدوريم”.. واحدة من 284 بؤر استيطانية تزحف لاستكمال ضم الضفة

أخبار حياة –  تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحويل البؤرة الاستيطانية “إدوريم”، المقامة على أراضي دورا جنوب الخليل إلى مستوطنة.

وأقيمت هذه البؤرة الاستيطانية في شهر تموز/ يوليو قبل أربعة أعوام، وتشهد حالة من النمو والاستيعاب الكبيرين، حيث تقطنها حاليا 26 عائلة استيطانية.

والمستوطنة هي التي تقام بموافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.

وتعود قطعة الأرض التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية، لمواطنين من بلدة دورا جنوب الخليل، وقد استولى عليها الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، وأقام عليها القاعدة العسكرية “أدوريم”.

سموتريتش راعي الاستيطان

ويقول مدير عام التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود، إن القرار جاء استجابة لطلب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية هي: “أدوريم” في الخليل، و”أفيتار” في نابلس، و”سادي إفرايم” و”غفعات أساف” في رام الله، و”حالتس” في المنطقة بين الخليل وبيت لحم.

ويوضح داود أن المستوطنة الجديدة ستتمكن من تقديم مخططات لبناء وحدات سكنية داخلها بشكل مستقل، باعتبارها مستوطنة كاملة، وليست حيا في مستوطنة، بل حصلت على رمز عمراني منفصل مثل المدن الأخرى.

ويشير إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية حسب إحصائيات هيئة مقاومة الجدار عام 2024 وصل إلى 780 ألفا بما فيها القدس التي تضم حوالي 310 آلاف مستوطن.

ويلفت داود، إلى أن العنصر الأبرز في الاتفاقات الائتلافية لحكومة الاحتلال المتطرفة، تتعلق بتوسيع البؤر الاستيطانية لإرضاء اليمين المتطرف، في ظل خشية من أن تتوسع هذه المستوطنات، وتثبّت الوجود غير الشرعي للمستوطنين باعتباره أمرا واقعا ولا يمكن العودة عنه، لإعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل، عبر سياسة فرض الوقائع على الجغرافيا.

ويعد الاستيطان الرعوي أو الزراعي وجه جديداً لعمليات تهويد الأراضي الفلسطينية، حيث يستولي المستوطنون على أي أرض فلسطينية بقطيع من الأغنام أو الأبقار تقع عينه عليها وكأنه صاحبها أو وارثها، ثم ما يلبث أن ينصب خيمة فوقها أو يحيطها بشبك محاولا السيطرة عليها، وكل ذلك يحدث تحت حماية من جيش الاحتلال وعلى من مرأى منه.

والمزارع الاستيطانية التي اخترعها المستوطنون للاستيلاء على المناطق (ج) تقوم على مبدأ القليل من المستوطنين بإمكانهم الاستيلاء على الكثير من الأرض، والهدف هو تأمين إقامة أسرة أو مجموعة شبان في مكان استراتيجي ورعي الأغنام ووضع حدود لتلك الأراضي، وفق تقرير سابق لصحيفة يديعوت أحرنوت.

نمو استيطاني عشوائي

وفي تقرير صدر يوم 25 فبراير/ شباط الماضي، أفادت منظمة “كِرم نافوت” الإسرائيلية، بأن عام 2024 شهد تأسيس 60 بؤرة استيطانية جديدة في مناطق الضفة الغربية، وهو ما يعادل نحو خُمس جميع البؤر المقامة منذ عام 1997، والذي بلغ 284 بؤرة استيطانية، بحسب ما ورد في موقع “زمان يسرائيل”.

وذكرت المنظمة أن أي من البؤر الاستيطانية التي تم بناؤها لم يتم الموافقة على تأسيسها، سواء مقدمًا أو بأثر رجعي. وذلك بخلاف الحالات السابقة، التي تمت فيها الموافقة على إقامة البؤر الاستيطانية التي تم تبييضها بأثر رجعي فيما تم إخلاء بؤرتين فقط من أصل 60 بؤرة استيطانية.

ووفقاً للمنظمة، فإن تسارع البناء الاستيطاني العشوائي يأتي في ظل إجراءات حكومة الاحتلال الحالية التي عملت على تسريع إجراءات التخطيط والبناء في المناطق الضفة الغربية المحتلة.

وتشير إلى أن معظم تلك البؤر الاستيطانية يحتوي بالفعل على بنية تحتية، بما في ذلك الاتصال بخط أنابيب المياه الإسرائيلي، لكن الكثير منها يضم أعداداً قليلة من المستوطنين. ومع ذلك، فإنهم يستحوذون على مساحات كبيرة ويقومون بتأسيس بنية تحتية هناك، بهدف السماح لمزيد من المستوطنين بالوصول في المستقبل.

ومع بداية حرب الإبادة الإسرائيلي على قطاع غزة، زادت الاستيلاءات والمصادرة في أراضي الضفة الغربية زيادة كبيرة. وبحسب تقديرات هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن سلطات الاحتلال صادرت خلال العام 2024 الماضي 27 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، في أكبر عملية سرقة للأراضي الفلسطينية منذ 3 عقود.

خطة فرض السيادة

ومطلع 2025، صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي على مشروع قانون يسمح للمستوطنين بشراء وتملك أراض في الضفة الغربية المحتلة.

وحتى الآن، ليس بإمكان المستوطنين الإسرائيليين شراء أراض في الضفة الغربية بصورة مباشرة، وإنما من خلال شركات مسجلة في سجل الشركات في “الإدارة المدنية”، وبعد إصدار “الإدارة المدنية” تصريحا بذلك.

ويعتبر المتطرف سموتريتش أن الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس المحتلة، جزءا من دولة الاحتلال ولا يُخفي معارضته الشديدة لحل الدولتين. وكان تعهد بالسيطرة الكاملة على الضفة الغربية خلال عام 2025، تحت مسمى خطة “فرض السيادة الإسرائيلية”.

ووفق تقديرات “السلام الآن”، فإن أكثر من نصف مليون مستوطن يستوطنون 147 مستوطنة و224 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، فيما يعيش ما يزيد على 240 ألفا آخرين في 15 مستوطنة على أراضي شرقي القدس المحتلة.

ويراهن اليمين الإسرائيلي على موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ضم “إسرائيل” مناطق في الضفة إليها، وفق خطة “صفقة القرن” التي طرحها ترامب في ولايته السابقة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات