معركة الكرامة.. في انتظار الطلقة الأخيرة

من قال إن معركة الكرامة قد وضعت أوزارها، ظلم. لم تضع أوزارها بعد.

ما زلنا مشغولين بصف الصفوف. الشباب تصهل والأمهات يكحلن أعينهن برؤية الابطال أبطالا. فالجنود في الصف كالبنيان المرصوص. يبتسم شاب كالأسد لا يكاد قلبه يستقر شوقا لبدء المعركة. يصهل كالعاديات مغيرات صبحا.
هذا بعض الصهيل. الضابط خضر شكري يعقوب ينادي على المدفعية الاردنية عبر اللاسلكي: “واحد .. واحد .. الهدف موقعي .. إرمِ إرمِ”، اشهد أن لا اله الا الله وان محمد رسول الله … ارم انتهى”.
هذا أحد ابطال الكرامة عام 1968م. البطل خضر شكري عام 1968 بعد ان حاضرته الدبابات الاسرائيلية فنفذ فيها مذبحة بجسده عندما طلب من المدفعية أن تدك موقعه هو، ليرتقي لكن ليس قبل ان يجهز على رتل من دبابات العدو بعد أن اختار التضحية بنفسه من أجل القضاء على مجموعة من القوات الإسرائيلية .
حقا إن من قال إن معركة الكرامة وضعت أوزارها، ظلم. الا تسمعها تصهل سياسة وتهدر اقتصاد. وتتفلت حاجة، في انتظار الطلقة الأخرى.
عندها فقط تصبح كل الامور واضحة. كل المسميات في مكانها. كل الحكايا تحكى منذ البداية وكأنها لم تحكى من قبل.
هذه المرة ستبدأ طلائع الفتح تدخل من كل فجّ عميق نحو البلاد المحتلة. فننظر إلى بعضها حتى يقول بضعنا لبعضنا: ما الذي كنا ننتظره منذ سبعين عاما ونحن نقاتل جيش عدو من خراف مسلحة.
المعركة التي تفرض على الأمة صار يضعها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مكانها. وصار حليفه نتنياهو القاتل المتسلسل يضع حضن القضية القنبلة وراء القنبلة. فمن قال اصلا ان معركة الكرامة قد وضعت أوزارها.
هي ليست ذكرى أردنية موجهة لعصابة الاحتلال. لقد تحولت إلى تعبئة على جميع المستويات.