الأباتشي الأمريكية .. أداة إسرائيل لنشر الموت والرعب بين مدنيي غزة

أخبار حياة – في سماء قطاع غزة، حيث الأمل معلق بين القصف والصمود، تبرز مروحية “أباتشي” كرمزٍ للرعب والدمار.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، أصبحت هذه الطائرة أداة رئيسية لحصد الأرواح وتدمير البنية التحتية، مستخدمة صواريخها الفتاكة ضد المدنيين، المنازل، وحتى سيارات الإسعاف.
وحش الجو.. سلاح الاحتلال الفتاك
تُعد مروحية الأباتشي واحدة من أكثر الطائرات الهجومية تطورًا في الترسانة العسكرية الإسرائيلية، إذ تم تجهيزها بأنظمة استهداف دقيقة وصواريخ “هيلفاير” المدمرة، القادرة على إصابة الأهداف بدقة متناهية. وبسبب سرعتها وقدرتها على المناورة، تُستخدم هذه الطائرة في تنفيذ اغتيالات ضد المقاومين الفلسطينيين، إضافة إلى قصف المناطق السكنية والمركبات المدنية في شوارع غزة الضيقة.
تنفيذ الاغتيالات
يروي محمود الخطيب، أحد سكان حي الشجاعية، اللحظات العصيبة التي عاشها حين استهدفت الأباتشي مركبة مدنية أمام منزله.
يقول: “كنا نجلس في المنزل عندما سمعنا صوت الطائرة، لم نرها لكننا شعرنا بقدوم الموت، فجأة، انفجرت السيارة أمامنا وتناثر حطامها في كل مكان، لم يكن هناك أي تحذير، فقط صاروخ واحد أنهى حياة من بداخلها في لحظة!”
أما الصحفي أحمد منصور، الذي غطّى العدوان الإسرائيلي على غزة مرارًا، فيؤكد أن الأباتشي غالبًا ما تُستخدم لتنفيذ اغتيالات في وضح النهار، دون الاكتراث لوجود مدنيين بالقرب من الأهداف.
يقول: “الاحتلال يستخدم هذه الطائرة كأداة رعب، فهي لا تكتفي بقصف هدف محدد، بل تطلق صواريخ متعددة لضمان تدمير كل شيء في نطاق الهجوم، دون تمييز بين مسلح ومدني”.
اغتيالات جوية بلا محاسبة
منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، استخدمت إسرائيل طائرات الأباتشي في عمليات اغتيال استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، مثل صلاح شحادة وأحمد ياسين.
واليوم، تواصل هذه المروحيات حربها المفتوحة ضد القطاع، حيث تتحرك بحرية في الأجواء، حاصدة الأرواح دون أن تواجه أي محاسبة دولية.
ويؤكد المحلل العسكري واصف عريقات أن الاحتلال يعتمد على الأباتشي لتنفيذ ضربات “جراحية”، لكن الواقع يثبت أن هذه الضربات غالبًا ما تودي بحياة المدنيين، خاصة في الأحياء المكتظة.
ويضيف لمراسلنا: “الجيش الإسرائيلي يبرر هذه الهجمات بأنها تستهدف عناصر مسلحة، لكن الحقيقة أن أغلب الضحايا هم من الأبرياء، بينهم أطفال ونساء”.
ليست الأهداف الفردية وحدها من تتعرض لقصف الأباتشي، بل إن عائلات بأكملها دُمرت بسبب هذه الطائرة.
الأباتشي .. رمز الإرهاب الجوي
بينما يحاول سكان غزة العيش تحت وطأة الحصار والدمار، تظل الأباتشي تحلق في سمائهم ككابوس لا ينتهي، حيث يكفي صوتها لزرع الخوف في قلوب الأطفال قبل الكبار.
ومع غياب أي تحرك دولي لوقف هذه الجرائم، تبقى غزة وحيدة في مواجهة آلة الحرب التي لا تفرق بين مقاتل وطفل، وبين منزل وسيارة إسعاف.
وفي قطاع غزة، حيث لا توجد ملاجئ ولا تحذيرات مسبقة، يبقى صوت الأباتشي إعلانًا للموت القادم من السماء.