
أخبار حياة – أكد الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد أن المقاومة الفلسطينية تعتمد في هذه المرحلة على اقتصاد الجهد، مشيراً إلى أنها لا ترغب في إعطاء الاحتلال فرصة لاستفزازها أو دفعها لكشف ما تملكه من إمكانيات وقدرات عسكرية.
وأوضح أبو زيد خلال حديث لنشرة أخبار حياة اف ام، أن المقاومة لا تزال حتى هذه اللحظة تخفي الكثير من مقوماتها، حتى لا يسجل عليها أنها لا تملك أوراق قوة.
وقال إن “المقاومة أرسلت رسائل مدروسة من خلال إطلاقها خمس دفعات صاروخية، إحداها باتجاه تل أبيب، وهو ما يدخل ضمن مفهوم الهندسة العكسية”، مشيرا إلى أن ما يزعج الاحتلال هو أن المقاومة أعادت إنتاج العبوات الناسفة، وتقوم بمحاولات لجر الاحتلال إلى المناطق التي تختارها بعناية.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتقليص عملياته العسكرية بشكل ملحوظ منذ استدعاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، لافتاً إلى أن “كلا الطرفين يعمل اليوم بحذر مطلق، ولا يرغب أي منهما في دفع فاتورة عالية بالقوى البشرية”.
وبين أبو زيد أن هناك ثلاثة تواريخ ضاغطة قد تسهم في الدفع نحو حل دبلوماسي للأزمة، وهي: اللقاء الثلاثي في القاهرة الذي جمع الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى الاجتماع الذي جرى في واشنطن، إلى جانب تاريخ 12 أبريل الذي يصادف عيد الفصح اليهودي ذو الرمزية الدينية الكبرى لدى اليهود.
ورأى أن هذه الأحداث قد تسهم في تغيير معادلة الصراع في غزة، وربما الدفع باتجاه طاولة المفاوضات.
وأكد أبو زيد أنه “لو كانت لدى المقاومة حالة ضعف حقيقية في الإمكانيات، لكانت قد أفرجت عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها”، مشيراً إلى أن خطاب الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قبل أيام، لم يتضمن أي تنازلات حتى على المستوى الإعلامي، ما يعكس تماسك الموقف لدى المقاومة.
وقال إن المقاومة بعد مرور 23 يوماً على العدوان، لا يزال الاحتلال عاجزاً عن تحقيق هدفه الرئيسي وهو تحرير الأسرى بالقوة، معتبراً أن هذا فشل استراتيجي واضح ضمن مسارات المعركة الحالية.